ملك المغرب يكرم «أسود الأطلسي» الأوسمة الملكية

تلقى المنتخب المغربى استقبالاً أسطورياً بعد الوصول إلى بلاده عائداً بإنجاز تحقيق المركز الرابع في منافسات كأس العالم 2022، ليكون أفضل ما يحققه منتخب عربي وأفريقي فى تاريخ المونديال، متفوقاً في مشواره نحو المربع الذهبي على فرق عريقة مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
الشعب المغربي خرج للاحتفال بمنتخب بلاده
ما حققه منتخب المغرب فى كأس العالم ليس وليداً للصدفة، بل نتاج عمل لتكوين جيل عالمى قادر على مواجهة أقوى المنتخبات الكروية، وهذا العمل بدأ منذ عام 2009 أى قبل 13 سنة، عندما تم افتتاح أكاديمية محمد السادس بهدف اكتشاف المواهب وتطويرها بشكل رياضى وعلمى مدروس على أيدى خبراء لهم بصمة واضحة فى مجال البراعم والناشئين.
ولأن أى نجاح رياضى لا يقوم فقط على التدريب والاجتهاد، بل هناك جانب مهم يتعلق بالتوفيق والحظ وهذان العاملان كانا متواجدين أيضاً فى صف منتخب المغرب والفضل يرجع إلى دعوات أمهات اللاعبين المتواجدات فى المدرجات خلال المباريات فى كأس العالم، وكن دائماً هن أبطال الاحتفالات مع أبنائهن اللاعبين بعد كل انتصار وصعود إلى مرحلة تالية فى المنافسات.
اقرأ أيضًا | بونو على رأس المرشحين لجائزة أفضل حارس مرمي في 2022 «The Best»
قبلة والدة أشرف حكيمي على وجهه كانت مثار اعجاب العالم
دور الأم
لذا كان التكريم الرائع من ملك المغرب محمد السادس برفقة ولى العهد الأمير الحسن والأمير رشيد فى قاعة العرش فى القصر الملكى بالعاصمة الرباط، للاعبى المنتخب ورئيس اتحاد الكرة وهم يمثلون عنصر النجاح الرياضى الكروي، ولأمهات جميع اللاعبين فى المنتخب وهن يمثلن عنصر التوفيق والبركة التى رافقت الفريق فى مشواره بكأس العالم.
يوسف بوفال يحتفل مع والدته بالانجاز المغربى الكبير
وجاء فى بيان الديوان الملكى للإعلان عن تفاصيل حفل التكريم أن الاستقبال الذى خصصه العاهل المغربى الملك محمد السادس للاعبى المنتخب المغربى لكرة القدم، وأمهاتهم، جاء تكريما لهؤلاء النساء المغربيات اللواتى حرصن على تلقين أطفالهن مبادئ الوطنية والتضحية والانتماء للوطن، كما يشكل تعبيرا عن المكانة الخاصة التى يوليها الملك للمرأة المغربية باعتبارها دعامة أساسية للعائلة والمجتمع عموما.
وحصل رئيس اتحاد الكرة المغربى فوزى لقجع ومعه المدير الفنى للمنتخب وليد الركراكى على وسام العرش الملكى من درجة القائد، وتسلم اللاعبون أوسمة ملكية من درجة ضابط.
نجاح الأكاديمية
جميع صفوف منتخب المغربى لاعبون تأسسوا كروياً داخل المغرب وانطلقوا بعدها للاحتراف خارج البلاد أو أصبحوا نجوماً فى الدورى المحلي، ولاعبون لظروف عائلية تربوا خارج الحدود وتحديداً فى أوروبا وتعلموا الكرة فى الغربة لكنهم اختاروا اللعب لبلدهم الأم فى المنافسات الدولية.
وكان لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم دور كبير فى اكتشاف لاعبين كانوا من القوام الأساسى للمنتخب المغربى فى كأس العالم2022، وهم الرباعى عز الدين أوناحى (انضم للأكاديمية عام 2015)، ونأيف أكرد (انضم عام 2011) ويوسف النصيرى (انضم عام 2011)، وأحمد رضى التكناوتي.
تم تأسيس هذه الأكاديمية عام 2009 فى منطقة سالا بالمغرب بتكلفة 13 مليون دولار، والهدف من افتتاحها إعادة تشكيل رياضة كرة القدم المغربية والبحث عن المواهب التى يمكن من خلالها الانطلاق بكثير من اللاعبين إلى العالمية، والملفت أنها بعد 13 عاماً من تاريخ التأسيس ظهرت نتائج النجاح بوصول المنتخب الأول إلى المركز الرابع فى كأس العالم.
وذكرت الصحف المغربية أن الإقبال على التسجيل للانضمام إلى الأكاديمية تزايد بشكل كبير هذه الأيام بفضل نجاح منتخب المغرب ووجود 4 لاعبين فى الفريق كانوا من أبناء الأكاديمية، وتم توضيح شروط التسجيل أن يكون الطفل المتقدم مغربى الجنسية وموهوب وقادراً على النجاح فى الاختبارات الكروية.
بدايات النجاح
قال المدير السابق لأكاديمية محمد السادس ناصر لاركيت عن فترة العمل التى سبقت التأسيس: قمت برفقة بعض كشّافى المواهب بجولة فى المملكة المغربية فى الفترة ما بين 2007 و2009 للتنقيب عن المواهب الكروية، الأكاديمية بدأت عملها بوجود 39 طفلًا، تتراوح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة.