منافسة شرسة، أرقام وإحصائيات متلاحقة، تصدر عن كل مدينة أمريكية عبر ملفاتها الجنائية، ليتحول الامر إلى مسابقة تتبارى فيها المدن للحصول على لقب عاصمة القتل في أمريكا بسبب الارتفاع الملحوظ لجرائم القتل وحوادث إطلاق النار وغيرها من الجرائم في اغلب المدن وبالفعل حازت مدينة نيو اورليانز بولاية لويزيانا على اللقب قبل نهاية هذا العام. احصائيات الجريمة في المدينة في اكتوبر الماضي صدر تحليل بيانات جرائم القتل لعام 2022 ليشير الى تفوق مدينة نيو أورلينز في المنافسة الغريبة على مدينة سانت لويس ليتم إعلانها كعاصمة للقتل في أمريكا بعد ارتفاع معدل جرائم القتل في نيو أورليانز بنسبة 141٪ عن عام 2019، وسجلت المدينة 41 جريمة قتل لكل مائة ألف مواطن في النصف الأول من العام الجاري، وبالمقارنة فإن معدل القتل في شيكاغو يصل الى 11 جريمة لكل مائة الف مواطن ، و 5 جرائم في لوس أنجلوس، وجريمتين فقط في مدينة نيويورك، وكذلك ارتفع معدل سرقة السيارات في عاصمة القتل بنسبة 210٪. انتقادات للديمقراطيين اتخذت إحصائيات الجريمة منحى سياسيا ليلقى الكثيرون باللوم على عمدة المدينة لاتويا كانتريل، وهي سياسية ديمقراطية أُعيد انتخابها العام الماضي، وتلقت اتهامات شديدة بالفشل في التعامل بصرامة وحسم مع الجريمة، وكذلك ارتفع معدل الجريمة في مدن أخرى مثل كانساس وديترويت وسانت لويس لتصبح بؤر القتل الساخنة في أمريكا، وهى مدن تخضع لحكام ديمقراطيين مما دفع السكان الى رفع شعارات تطالب باستبعادهم واستبدالهم بمسئولين جمهوريين؛ ليصبحوا اكثر حزمًا وقوة في مواجهة تصاعد الجريمة للسيطرة على مبيعات الأسلحة وسياسات وقف تمويل الشرطة. لفتت احصائيات الجريمة الأنظار نحو ازمة قطاع الشرطة في عاصمة القتل الجديدة وغيرها من المدن؛ حيث تعاني مدينة نيو أورلينز وغيرها من انخفاض عدد عناصر شرطة المدينة إلى أدنى مستوى على مدار السنوات الماضية، والاسوأ من ذلك أن سلطات المدينة تكافح لتجنيد المزيد من رجال الشرطة بالرغم من زيادة الميزانية لترتفع إلى 215 مليون دولار بدلا من 178 مليون دولار في العام الماضي، وبالرغم من ذلك يشهد التوظيف والاقبال على تلك الوظائف ادنى مستوى له، وتسبب فى صعوبة العثور على مجندين ليحلوا محل الضباط المتقاعدين، واشارت رئيس مجلس المدينة هيلينا مورينو أن المدينة تخسر مائة ضابط سنويا بسبب التقاعد والاستقالة، أي حوالي 10 بالمائة من القوة الحالية التي لا تتعدى ألف ضابط شرطة في الوقت الحالي. استقالة مفاجئة وسط تلك الازمة أعلن رئيس شرطة المدينة شون فيرجسون الاستقالة والتقاعد من منصبه في نهاية هذا العام بعد 25 سنة من الخدمة العسكرية و4 سنوات في إدارة شئون نيو اورليانز؛ لتتصاعد معدلات الجريمة فيها بشكل ملحوظ بسبب انخفاض معنويات الشرطة واتهام عناصر الشرطة لوكالة الشئون الداخلية للشرطة بالتربص لهم ومعاقبتهم بسبب معلومات كاذبة؛ حيث يواجه ضباط الشرطة اتهامات طوال الوقت بالعنصرية والتهور والتجاوز المتكرر بسبب قانون صدر في عام 2013 أدى إلى العقوبة المفرطة لرجال الشرطة على المخالفات البسيطة بعد إطلاق عناصر الشرطة النار على مواطنين ابرياء عقب ازمة إعصار كاترينا في السابق مما أدى إلى التدقيق في دائرة الشرطة الشهيرة بالفضائح والتجاوزات، و لا يزال قانون العقوبات ساريًا ليتسبب في انخفاض الروح المعنوية والقوى العاملة وضعف الإقبال على العمل في الشرطة. اقرأ أيضًا مسلحون يطلقون النار على سيارة بالعراق ويقتلون شخصين جرائم متكررة نستعرض احدث الجرائم التي شهدتها عاصمة القتل خلال ايام قليلة ماضية؛ ومنها إعلان الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 29 سنة عقب وقوع جريمة قتل راح ضحيتها رجل مسن عمره 75 سنة في فندق فاخر بعد قدومه من ولاية ميسوري، وشهدت زوجة الضحية الحادث اثناء مرافقتها له في الفندق إلا أنها لم تصب بأذى، وتوفى زوجها بمجرد نقله إلى المستشفى، ويواجه القاتل تهمة القتل العمد من الدرجة الثانية ويناقش القاضى اطلاق سراحه مؤقتًا بكفالة تصل إلى 350 الف دولار إلى حين محاكمته. وفي يوم واحد شهدت مدينة نيو اورليانز ثلاث حوادث إطلاق نار منفصلة في 12 ساعة لتنتهي بمقتل رجلين وامرأة واحدة في نيو أورلينز، الحادث الاول شهد إطلاق نار في الثالثة عصرا في مبنى محكمة وانتهى بهروب الجاني وترك رجل مجهول الهوية غارقًا في دمائه في مكان الحادث لتعلن الشرطة وفاته في مكان الحادث، ووقع الحادث الثاني في التاسعة مساءً؛ حين تلقت امرأة طلقات رصاص قاتلة اثناء وجودها فى غرفة نومها بعد قيام مسلحين بإطلاق النار من سيارة وصلت الى اطلاق ما يزيد عن 20 طلقة وتطاير الرصاص في كل مكان ليصيب السيارات ويخترق منزل السيدة الضحية عبر النافذة ليتحول الى حادث صادم لجيران الضحية واهالى المدينة بأكملها، ولم تمر ساعات قليلة حتى وقع حادث آخر في حي ليتل وودز انتهى بمقتل احد المارة في الرابعة صباحا وهرب الجاني دون إلقاء القبض عليه. جناة غامضون وشهدت المدينة حادث إطلاق النار في نفس الأسبوع؛ راحت ضحيته فتاة عمرها 16 عامًا ورجل آخر اثناء مرورهما في الشارع؛ ليعثر ضباط الشرطة على جثتي الضحيتين واعلان مقتلهما اثر اصابتهما برصاصات غامضة، وتنتهي اغلب الحوادث بالغموض إلا أن الشرطة اعلنت مؤخرًا القاء القبض على رجل متهم بقتل أربعة أشخاص، من بينهم ثلاثة في حادث إطلاق نار في مجمع سكني في نيو أورلينز وكذلك قتل ضحية رابعة ليتلقى المتهم ستيل أربع تهم تتعلق بالقتل من الدرجة الأولى، وتهمتى قتل بالتآمر لارتكاب عملية سطو خطيرة وتهمة واحدة للسطو المشدد.
