الثقل العالمي لمصر يعكس ريادتها التاريخية انتهى مؤتمر المناخ، وبقيت ثماره ونجاحاته تجنيها مصر والمنطقة والعالم، مكاسب اقتصادية وسياسية وسياحية هائلة حققتها مصر، عكست قدرة مصر وريادتها واستقرارها في كل المجالات، وأظهرتها كمركز استثماري هائل، يثق فيه المستثمرون ويرون فيه مستقبلا واعدا وأمانا لأموالهم، فضلا عن ذلك فقد لمع اسم مصر في الإعلام الدولي، بعد أن تحولت لمركز دبلوماسي عالمي.. ليس فقط بمناقشة قضايا المناخ ولكن بعد أن تحول المؤتمر إلى منتدى سياسي عالمي لمناقشة الأزمات السياسية التى يعانى منها العالم.. ماذا حققت مصر من المؤتمر وما الذى استفادته.. الخبراء والأرقام والحقائق تجيب عن هذا التساؤل. بعد نجاح مؤتمر المناخ الذى أقيم على الأراضي المصرية تحديدا مدينة شرم الشيخ، جنت الدولة المصرية مكاسب سياسية عديدة وخاصة بعد طرح مبادرات سياسية مهمة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي مما أبرز مكانة مصر السياسية المهمة دوليا وإقليميا وتوجيه رسالة مباشرة ومحددة تؤكد سيادة مصر واستقرارها رغم ما يشهده العالم من أزمات وفى هذا الإطار يقول الدكتور أحمد فؤاد أنور عضو مجلس العلاقات الخارجية «ان نجاح مؤتمر المناخ أكد قوة مصر السياسية وحكمة قيادتها وأنها محط تقدير للعالم بأكمله، كما ان المشاركات الخارجية لمؤتمر المناخ عبرت عن نجاح المشروعات القومية وذلك حيث إنه لولا وجود بنية اساسية رصينة بعد ان كانت منهارة لسنوات طويلة على مستوى جميع المجالات ما كنا استطعنا ان نقوم باستضافة العالم من خلال حدث فى غاية الأهمية مثل مؤتمر المناخ، وهو ما جعل الأمور يعاد تقييمها مرة أخرى أمام العالم. وأكمل: "فالجانب الخارجي يبحث عن مصلحته الشخصية ويتم دراسة ما إذا كانت الأمور محل فوضى أو ارتباك أو ضعف ووهن وبالتالي المشاركة لن تتحقق أبدا بهذه الصورة المشرفة ولن يضيع أحد منهم وقته، وخاصة بعد فشل كل المحاولات للتأثير على نجاح المؤتمر وعرقلة مسيرته، فأثبتت مصر عالميا أنها لا تقبل سياسة الضغوط وأنها لا تنخرط فى أمور هامشية، وأن القيادة المصرية كان لديها هدف معين ركزت كل طاقتها وجهدها في إنجاحه وهو ما تحقق بالفعل، كما أن قدرتها أيضا على تنظيم مؤتمر بهذا الحجم ضم عددا كبيرا من الشخصيات البارزة، والحفاظ على نفس المستوى خلال المناقشات المطولة على مدار الأيام فكان ذلك أداء مختلفا يشى بأن مصر واعدة ولديها قدرات وجاذبة للاستثمارات وهو ما جعل مصر حظت بحشد الإجماع الدولي على التمثيل عالي المستوى". من جانبها أضافت الكاتبة هند الضاوي محللة سياسية أن المكتسبات السياسية كانت كثيرة للدولة المصرية وذلك من حيث الحضور الكبير لكبار مسئولي دول العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني وكحضور كثيف من كبار زعماء العالم وهذا إن كان له دلالة سياسية فهي ثقل الدولة المصرية وقدرتها على خلق معادلات جديدة والدخول في وساطات يمكن أن تكون بناءه بالنسبة للصراعات الدولية، كما شاهدنا ان الرئيس عبد الفتاح السيسي طرح عدة تصريحات تخص الأزمة الأوكرانية وعرض جهود مصر من اجل وقف الحرب والتفاوض لإحلال السلام، كما انه وصل لنقطة التقاء مع زعماء العالم حول أهمية إجراء انتخابات فى ليبيا ودعم ليبيا الشقيقة على الانتهاء من فكرة انقسام السلطة وكذلك الحديث عن سد النهضة وحدوث إجماع على ضرورة الوصول إلى اتفاق آمن وعادل يضمن حقوق الدول الثلاث في مياه نهر النيل. وأشارت إلى نجاح الدولة المصرية في الوصول إلى اجتماع قريب بين روسياوأمريكا لبحث أزمة معاهدة ستارت الخاصة بانتشار الأسلحة النووية على مستوى العالم وسوف يكون في شرم الشيخ نهاية نوفمبر أو مطلع ديسمبر القادم وهو ما دل على قوة مصر سياسيا ومكانتها الدولية والإقليمية، وغير ذلك من المبادرات التي تم طرحها والتي كانت مصر خلالها نقطة التواصل بين الدول الكبرى المختلفة على النظام العالمي حاليا وعلى رأسها أمريكا والغرب من جانب وروسيا والصين من جانب آخر مؤكدة أن ما حدث فى قمة المناخ وضع خارطة جديدة لمصر وهى أنها ستلعب دورا كبيرا في المرحلة القادمة لتقريب وجهات النظر العالمية والبحث عن نقاط لمصالح مشتركة بعيدا عن التقاطعات التى أدت لأزمات كبيرة. وأوضح الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية أن أهم الإنجازات السياسية لمؤتمر المناخ كانت المبادرة الخاصة بخمسمائة مليون دولار لتحويل مصر إلى الطاقة المستجدة والتركيز على قضايا أمن الطاقة بالإضافة إلى 150 مليون دولار للدول النامية وهذا في غاية الأهمية لأننا نبنى عليه الاقتصاديات الدولية والإقليمية، والنقطة الثانية كانت اختيار مصر لما يعرف بمعاهدات استارت الكبيرة بين أمريكاوروسيا وهذه كانت أهم المكاسب المباشرة، ولكن هناك مكاسب أخرى سياحية وأيضا إعادة تنمية الاقتصاد الوطني في الخارج وهو ما جعل مصر الآن في خريطة التفاعلات الدولية والإقليمية بصورة كبيرة وهو ما أثر على تنمية قدراتنا فى مواجهة التحديات والمخاطر.
