انخفاض أسعار النفط بعد الارتفاع المفاجئ في المخزونات الأمريكية    سعر الذهب اليوم الخميس يصل لأعلى مستوياته وعيار 21 الآن بالمصنعية    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 22 مايو بسوق العبور للجملة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 22 مايو 2025    إسرائيل تعترض صاروخا قادما من اليمن    زعيم كوريا الشمالية غاضبا بعد فشل تشغيل سفينة حربية: إهمال لا يمكن أن يغتفر    زلزال قوي يضرب القاهرة والجيزة وبعض محافظات مصر    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    نصيحة من محمد فضل للزمالك: لا تفرّطوا في هذا اللاعب    يصيب الإنسان ب«لدغة» وليس له لقاح.. تفاصيل اكتشاف فيروس غرب النيل في دولة أوروبية    مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن    نماذج امتحانات أولى ثانوي 2025 بالنظام الجديد.. رابط مباشر    رابط الحصول على أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2025.. موعد وجدول الامتحانات رسميًا    القيمة المضافة.. الصناعات الزراعية أنموذجا    قبل ساعات من محاكمته.. إصابة إمام عاشور بوعكة صحية ونقله للمستشفى    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 22-5-2025    إمام عاشور من داخل أحد المستشفيات: الحمد لله على كل شىء (صورة)    الفيلم الوثائقي الأردني "أسفلت" يفوز بجائزة في مهرجان كان السينمائي 2025    5 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلا في حي الصفطاوي شمالي غزة    بعد استهداف الوفد الدبلوماسي، كندا تستدعي السفير الإسرائيلي وتطالب بالمحاسبة    «استمرار الأول في الحفر حتى خبط خط الغاز».. النيابة تكشف مسؤولية المتهم الثاني في حادث الواحات    ضبط 7 عمال أثناء التنقيب عن الآثار بمنزل في سوهاج    هذا أنا مذكرات صلاح دياب: حكاية جورنال اسمه «المصرى اليوم» (الحلقة الثالثة)    سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة    كريم محمود عبدالعزيز: «قعدت يوم واحد مع أبويا وأحمد زكي.. ومش قادر أنسى اللحظة دي»    أرباح إيسترن كومبانى تنمو 36% خلال 9 أشهر.. بدعم 27 مليار جنيه إيرادات    أموريم: كنا أفضل من توتنهام.. وسأرحل إذا أراد مانشستر يونايتد إقالتي    المستشار عبد الرزاق شعيب يفتتح صرحا جديدا لقضايا الدولة بمدينة بورسعيد    وزارة المالية تعلن عن وظائف جديدة (تعرف عليها)    محافظ الدقهلية: 1522 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بقرية ابو ماضي مركز بلقاس    إجراء طبي يحدث لأول مرة.. مستشفى إدكو بالبحيرة ينجح في استئصال رحم بالمنظار الجراحي    توقعات حالة الطقس اليوم الخميس    بأجر كامل.. تفاصيل إجازة امتحانات العاملين في قانون العمل الجديد    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بأسبوع المطبخ التركي    الهلال يتمم المقاعد.. الأندية السعودية المتأهلة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة    مسلم ينشر صورًا جديدة من حفل زفافه على يارا تامر    بعد انخفاضه لأدنى مستوياته.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الخميس 22 مايو 2025    السعودية تدين وتستنكر تعرض وفد دبلوماسي لإطلاق نار إسرائيلي في مخيم جنين    رئيس جنوب أفريقيا: نرحب بالاستثمارات الأمريكية ونتوقع زيارة من ترامب    مراسم تتويج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة فى تاريخه.. فيديو وصور    كندا تطالب إسرائيل بتحقيق معمّق في واقعة إطلاق النار على دبلوماسيين بالضفة الغربية    اليوم.. انطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل بالمحافظات    الهلال ينجو من خسارة جديدة في الدوري السعودي    كيف تغلبت ياسمين صبري على التصميم الجريء لفستانها في مهرجان كان؟ (صور)    حاكم الشارقة يتسلم تكريما خاصا من اليونسكو لإنجاز المعجم التاريخى للغة العربية    28 يونيو.. ماجدة الرومي تحيي حفلا غنائيا في مهرجان موازين بالمغرب    اليوم.. العرض المسرحي "العملية 007" على مسرح قصر ثقافة بورسعيد    "من أجل المنتخبات".. ورش عمل لتطوير مسابقات الناشئين 24 و25 مايو    محافظ الغربية يُشيد بابنة المحافظة «حبيبة» ويهنئها لمشاركتها في احتفالية «أسرتي.. قوتي».. صور    كيف كان مسجد أهل الكهف وهل المساجد موجودة قبل الإسلام؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    بعد مطاردة بوليسية.. ضبط سيارة تهرب 8 آلاف لتر بنزين قبل بيعها في السوق السوداء بدمياط    وزير الزراعة يحسم الجدل حول انتشار وباء الدواجن في مصر    لحظة وصول بعثة بيراميدز إلى جوهانسبرج استعدادا لمواجهة صن داونز (صور)    في الجول يكشف آخر تطورات إصابة ناصر ماهر    وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلب    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق إلى القاهرة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 15 - 11 - 2022

‬يحمل ‬المجتمع ‬الدولى ‬موازين ‬دقيقة ‬مع ‬كل ‬الأمم ‬والدول ‬التى ‬تتشارك ‬فيه ‬بحكم ‬حجم ‬المصالح ‬التى ‬تتشابك ‬بين ‬أعضائه، ‬فهناك ‬الأمم ‬والدول ‬المؤثرة ‬صاحبة ‬القرارات ‬المصيرية ‬والتى ‬على ‬أساس ‬مواقفها ‬تتعقد ‬أو ‬تتيسر ‬المصالح ‬الدولية ‬على ‬كافة ‬المستويات ‬السياسية ‬والاقتصادية ‬والعسكرية ‬وهى ‬أمم ‬ودول ‬معروف ‬حجمها ‬بدقة ‬على ‬المستوى ‬الدولى ‬لكل ‬خبير. ‬
فى ‬بعض ‬الأحيان ‬يخلط ‬البعض ‬عن ‬جهل ‬أو ‬عن ‬عمد ‬بين ‬قوة ‬النفوذ ‬لأمة ‬ودولة ‬راسخة ‬على ‬الساحة ‬الدولية ‬وبين ‬حالة ‬الظهور ‬الدعائى ‬لدولة ‬أخرى ‬أو ‬شبه ‬دولة ‬تملأ ‬العالم ‬ضجيجًا ‬عن ‬قوتها ‬وتأثيرها ‬ويزداد ‬الخداع ‬فى ‬هذه ‬الحالة ‬الدعائية ‬عندما ‬يجد ‬المنبهرون ‬بالحالة ‬الدعائية ‬عاصمة ‬هذه ‬الدولة ‬أو ‬شبه ‬الدولة ‬قبلة ‬الوفود ‬من ‬دول ‬كبرى ‬وعظمى ‬تلتقى ‬فيها ‬وتصبح ‬هذه ‬العاصمة ‬اسمًا ‬مكررًا ‬فى ‬كل ‬ساعة ‬بنشرات ‬الأخبار ‬بوسائل ‬الإعلام ‬الدولية ‬ويتصور ‬المنبهرون ‬أن ‬العاصمة ‬المنتفخة ‬بهواء ‬الدعاية ‬مشاركة ‬مثلا ‬فيما ‬يجرى ‬على ‬أرضها، ‬والحقيقة ‬أن ‬كل ‬ما ‬يمكن ‬أن ‬تقدمه ‬عواصم ‬الدعاية ‬مراسم ‬الضيافة ‬والاستقبال ‬للقادمين ‬إليها ‬مقابل ‬أن ‬يشعر ‬الضيوف ‬بالراحة ‬ويسعد ‬المستضيفون ‬بفرحة ‬البروباجندا ‬التى ‬حصلوا ‬عليها ‬وأنفقوا ‬عليها ‬الكثير ‬بل ‬سعوا ‬بكل ‬قوة ‬لكى ‬يكونوا ‬محط ‬الأنظار ‬فى ‬الدوائر ‬الدولية. ‬
هذه ‬الحالة ‬من ‬الظهور ‬أو ‬الانتفاخ ‬الهوائى ‬الدعائى ‬لبعض ‬العواصم ‬سببها ‬الرئيسى ‬أن ‬هذه ‬العاصمة ‬أو ‬تلك ‬لا ‬تملك ‬إلا ‬وسائل ‬البروباجندا ‬لتشترى ‬هذه ‬الهالة ‬الملونة ‬فهى ‬لا ‬تمتلك ‬المقومات ‬الحضارية ‬والتاريخية ‬والاستراتيجية ‬التى ‬تعطيها ‬نفوذًا ‬حقيقيًا ‬ومؤثرًا ‬وقد ‬يصاب ‬الباحثون ‬عن ‬حب ‬الظهور ‬بعقدة ‬نفسية ‬وسياسية ‬من ‬الأمم ‬والدول ‬صاحبة ‬النفوذ ‬الحقيقى ‬والمؤثر ‬فتوجه ‬جزءًا ‬ليس ‬بقليل ‬من ‬البروباجندا ‬المشتراه ‬إلى ‬مهاجمة ‬أصحاب ‬النفوذ ‬والقوة ‬متصورين ‬أن ‬هذا ‬الهجوم ‬يمكن ‬أن ‬يخصم ‬من ‬حجم ‬نفوذ ‬وقوة ‬هذه ‬الأمم ‬والدول ‬أو ‬أن ‬نتيجة ‬هذا ‬الهجوم ‬الطفولى ‬قد ‬يذهب ‬بعض ‬من ‬نفوذ ‬الأمة ‬الراسخة ‬إلى ‬حساب ‬العاصمة ‬الدعائية. ‬
الحقيقة ‬أن ‬هناك ‬فارقًا ‬شاسعًا ‬بين ‬نفوذ ‬وقوة ‬الأمم ‬الراسخة ‬وهذه ‬الحالة ‬الدعائية ‬فالأمم ‬الكبرى ‬الحضارية ‬لا ‬تعرف ‬هذه ‬الألعاب ‬البهلوانية ‬عندما ‬تتحرك ‬على ‬الساحة ‬الدولية ‬أوتتخذ ‬بثقة ‬قرارها ‬السياسى ‬والاستراتيجى ‬تجاه ‬موقف ‬دولى ‬معين، ‬بل ‬الأكثر ‬من ‬ذلك ‬فالصفة ‬التى ‬تلازم ‬حركة ‬الأمم ‬الكبرى ‬وهى ‬تدير ‬مصالحها ‬على ‬الساحة ‬الدولية ‬هى ‬الصمت ‬الذى ‬يصل ‬إلى ‬درجة ‬السكون ‬الكامل . ‬عند ‬هذه ‬الحالة ‬بين ‬صمت ‬النفوذ ‬وضجيج ‬البروباجندا ‬تصل ‬السذاجة ‬بالمنبهرين ‬واللاهثين ‬وراء ‬الحالة ‬الدعائية ‬إلى ‬تصور ‬غريب ‬وهو ‬أن ‬حالة ‬الصمت ‬تلك ‬تعنى ‬أن ‬الأمم ‬الكبرى ‬تراجع ‬دورها ‬وقل ‬نفوذها ‬لصالح ‬سيرك ‬الدعاية ‬المنصوب ‬فى ‬عاصمة ‬هنا ‬أو ‬هناك. ‬
رغم ‬الدقة ‬الكاملة ‬التى ‬يمتلكها ‬المجتمع ‬الدولى ‬فى ‬تحديد ‬ثقل ‬الأمم ‬والدول ‬بسبب ‬حجم ‬المصالح ‬فهناك ‬ميزان ‬آخر ‬يزن ‬ويفرق ‬بين ‬حقيقة ‬النفوذ ‬وحالة ‬الانتفاخ ‬الدعائى ‬وهو ‬تصدر ‬أزمة ‬دولية ‬كبرى ‬المشهد ‬العالمى ‬وعند ‬هذه ‬الأزمة ‬تحدث ‬عملية ‬فرز ‬سريعة ‬ومنضبطة ‬تفصل ‬بين ‬النفوذ ‬الراسخ ‬للأمم ‬وبين ‬هشاشة ‬الدعايات ‬وتبدأ ‬الأمم ‬الكبرى ‬المؤثرة ‬تتلاقى ‬من ‬أجل ‬الوصول ‬إلى ‬حل ‬يحجم ‬خطورة ‬هذه ‬الأزمة ‬التى ‬تهدد ‬السلم ‬والأمن ‬الدولى ‬وهنا ‬يصدرالأمر ‬للاعبين ‬بألعاب ‬الدعاية ‬بالكف ‬عن ‬الضجيج ‬والصياح ‬لحين ‬انتهاء ‬الكبار ‬من ‬إدارة ‬الأزمة ‬وفى ‬نفس ‬الوقت ‬يملك ‬المجتمع ‬الدولى ‬بعض ‬التسامح ‬تجاه ‬هؤلاء ‬اللاعبين ‬بالبروباجندا ‬فيمكن ‬بعد ‬انتهاء ‬الأزمة ‬أن ‬يعودوا ‬إلى ‬لعبهم ‬وضجيجهم ‬وتفرح ‬عواصمهم ‬بالمؤتمرات ‬والقرارات ‬التى ‬لايتعدى ‬تأثيرها ‬مدى ‬القاعات ‬التى ‬عقدت ‬فيها. ‬
تفجرت ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬على ‬الساحة ‬الدولية ‬لتكون ‬من ‬هذا ‬النوع ‬الفارق ‬الذى ‬يستدعى ‬نفوذ ‬وحكمة ‬الأمم ‬الكبرى ‬وينأى ‬عن ‬ضجيج ‬وهشاشة ‬الدعاية ‬لأن ‬العالم ‬فى ‬مواجهة ‬الأزمة ‬الأخطر ‬منذ ‬نهاية ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬فى ‬القرن ‬الماضى ‬بل ‬هى ‬أزمة ‬يلوح ‬فى ‬أفقها ‬خطر ‬السلاح ‬النووى ‬الذى ‬يهدد ‬بقاء ‬الجنس ‬البشرى ‬وأغلب ‬المتداخلين ‬فى ‬دوائر ‬هذه ‬الأزمة ‬يمتلكون ‬من ‬هذا ‬السلاح ‬الكثير، ‬منذ ‬اللحظات ‬الأولى ‬مع ‬اندلاع ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬فى ‬فبراير ‬الماضى ‬تطلعت ‬كافة ‬دوائر ‬الأزمة ‬إلى ‬موقف ‬القاهرة ‬وتعاطيها ‬مع ‬هذا ‬الحدث ‬الجلل ‬الذى ‬لو ‬خرج ‬عن ‬حدوده ‬لدفعت ‬البشرية ‬وجودها ‬ثمنًا ‬له ‬فلا ‬يوجد ‬منتصر ‬أو ‬مهزوم ‬فى ‬معادلة ‬الفناء.‬
هل ‬يوجد ‬تزيد ‬عندما ‬نرى ‬أن ‬كافة ‬الدوائر ‬المتداخلة ‬فى ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬تطلعت ‬إلى ‬طبيعة ‬موقف ‬القاهرة ‬وتعاطيها ‬مع ‬الأزمة ‬الأخطر ‬التى ‬تمر ‬بالعالم ‬لأنها ‬من ‬الأمم ‬الكبرى؟ ‬الإجابة ‬على ‬السؤال ‬يحكمها ‬أمرين ‬ينفيان ‬وجود ‬أى ‬نوع ‬من ‬التزيد ‬بل ‬تحمل ‬الإجابة ‬فى ‬داخلها ‬ثوابت ‬وحقائق ‬ووقائع ‬تابعها ‬الخصوم ‬قبل ‬الأصدقاء ‬ويدركها ‬العالم ‬أجمع ‬منذ ‬فبراير ‬الماضى ‬وقت ‬أن ‬اندلعت ‬الأزمة. ‬
يرتبط ‬الأمر ‬الأول ‬بالثوابت ‬المرتبطة ‬بطبيعة ‬الأمة ‬والدولة ‬المصرية ‬فنحن ‬هنا ‬وبوضوح ‬شديد ‬نشير ‬إلى ‬حجم ‬النفوذ ‬والتأثير ‬المصرى ‬على ‬مستوى ‬الإنسانية ‬قبل ‬حتى ‬المستوى ‬الدولى ‬والاستراتيجى ‬وهذا ‬نفوذ ‬وتأثير ‬يمتد ‬إلى ‬آلاف ‬السنين ‬منذ ‬أن ‬خلق ‬الله ‬هذه ‬الأمة ‬العظيمة ‬على ‬هذه ‬الأرض ‬والتى ‬سبقت ‬التاريخ ‬فى ‬وجودها ‬وبالتأكيد ‬لا ‬يمكن ‬شراء ‬آلاف ‬السنين ‬من ‬التاريخ ‬أو ‬استئجارموقع ‬جغرافى ‬استراتيجى ‬أو ‬صناعة ‬حضارة ‬بالبروباجندا ‬وبالتاريخ ‬والجوغرافيا ‬نحن ‬هنا ‬نرى ‬ثوابت ‬راسخة ‬لايمكن ‬لأحد ‬أن ‬يجادل ‬حولها ‬جعلت ‬الأمة ‬المصرية ‬فاعلا ‬رئيسيًا ‬وصاحبة ‬نفوذ ‬دائم ‬فى ‬مشاركة ‬الأمم ‬الأخرى ‬عند ‬اتخاذ ‬القرارات ‬المصيرية ‬فى ‬مواجهة ‬الأزمات ‬الدولية ‬ومن ‬يريد ‬الاطلاع ‬على ‬حجم ‬ثوابت ‬الأمة ‬المصرية ‬ومدى ‬رسوخها ‬فليقرأ ‬تاريخ ‬الإنسانية ‬أو ‬بمعنى ‬أدق ‬يقرأ ‬تاريخ ‬مصر. ‬
يتعلق ‬الأمر ‬الثانى ‬بالحقائق ‬والوقائع ‬التى ‬توالت ‬مع ‬اندلاع ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬فكل ‬دوائر ‬الأزمة ‬المباشرة ‬وغير ‬المباشرة ‬وأغلبها ‬تنتمى ‬إلى ‬الدول ‬العظمى ‬حرصت ‬منذ ‬اليوم ‬الأول ‬على ‬استيضاح ‬الموقف ‬المصرى ‬حول ‬الأزمة ‬لأن ‬بالحسابات ‬السياسية ‬و ‬الاستراتيجية ‬عندما ‬تتخذ ‬القاهرة ‬بثقلها ‬موقفًا ‬تجاه ‬طرف ‬ما ‬فى ‬هذه ‬الأزمة ‬الدولية ‬الخطيرة ‬فهذا ‬يعنى ‬أن ‬معادلة ‬الحل ‬تحتاج ‬إلى ‬كثير ‬من ‬المراجعة ‬لطبيعة ‬وحجم ‬الدور ‬المصرى ‬المؤثر ‬ويمكن ‬رؤية ‬هذا ‬الحرص ‬من ‬خلال ‬البيانات ‬التى ‬وجهتها ‬الدول ‬الكبرى ‬دون ‬استثناء ‬إلى ‬القاهرة ‬من ‬أجل ‬أن ‬تكون ‬مصر ‬مركز ‬اتزان ‬رئيسى ‬وشريك ‬حكيم ‬تستفيد ‬من ‬خبراته ‬فى ‬إدارة ‬الأزمة ‬بالتأكيد ‬هذه ‬الحقائق ‬والوقائع ‬مثبتة ‬من ‬خلال ‬يوميات ‬الأزمة ‬الدولية ‬ومن ‬ناحية ‬أخرى ‬فقد ‬تحولت ‬القاهرة ‬منذ ‬فبراير ‬الماضى ‬وقت ‬بداية ‬الصراع ‬إلى ‬مركز ‬يلتقى ‬عنده ‬الفرقاء ‬للتشاور ‬مع ‬رؤية ‬الدولة ‬المصرية ‬حول ‬تداعيات ‬مايحدث ‬وللتأكد ‬دائمًا ‬أن ‬النفوذ ‬والثقل ‬الذى ‬تمتلكه ‬الأمة ‬المصرية ‬لن ‬يناصر ‬طرفًا ‬على ‬حساب ‬طرف ‬آخر ‬من ‬المتشابكين ‬داخل ‬هذا ‬الصراع ‬والحقيقة ‬أن ‬الموقف ‬المصرى ‬فى ‬أى ‬أزمة ‬دولية ‬وليست ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬فقط ‬تحكمه ‬الثوابت ‬الحضارية ‬الراسخة ‬للأمة ‬المصرية ‬وهى ‬ثوابت ‬لا ‬تعرف ‬انتهازية ‬المكاسب ‬أو ‬تتراجع ‬أمام ‬تهديدات ‬لأنها ‬روح ‬هذه ‬الأمة ‬والتاريخ ‬شاهد ‬عدل ‬على ‬ذلك. ‬
وسط ‬انشغال ‬القاهرة ‬بإدارة ‬موقفها ‬المتوازن ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬وتداعياتها ‬والتطلع ‬الدائم ‬من ‬الدول ‬الكبرى ‬الذى ‬يصل ‬إلى ‬درجة ‬الترقب ‬للموقف ‬المصرى ‬كانت ‬الدولة ‬المصرية ‬تدير ‬الاستعداد ‬لاستقبال ‬الحدث ‬الأهم ‬على ‬مستوى ‬العالم ‬وهو ‬مؤتمر ‬المناخ ‬ورغم ‬أن ‬طبيعة ‬المؤتمر ‬للوهلة ‬الأول ‬تشير ‬أنه ‬بعيد ‬عن ‬أجواء ‬الصراع ‬إلا ‬أن ‬ظلال ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬كانت ‬حاضرة ‬لسبب ‬واضح ‬أن ‬الأطراف ‬الدولية ‬المشاركة ‬فى ‬المؤتمر ‬هى ‬نفسها ‬متورطة ‬فى ‬الأزمة ‬الدولية ‬ولسبب ‬آخر ‬أن ‬من ‬تداعيات ‬الصراع ‬الدائر ‬على ‬الجبهات ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬موضوع ‬الطاقة ‬والمؤتمر ‬المناخى ‬على ‬رأس ‬أولوياته ‬فتح ‬آفاقًا ‬جديدة ‬للبشرية ‬للحصول ‬على ‬طاقة ‬نظيفة ‬تحمى ‬هذا ‬الكوكب ‬من ‬كارثة ‬الفناء.‬
فى ‬تلك ‬اللحظات ‬الفارقة ‬من ‬تاريخ ‬الإنسانية ‬والتى ‬تتعرض ‬فيها ‬إلى ‬تهديد ‬نووى ‬ناتج ‬عن ‬أزمة ‬دولية ‬خطيرة ‬و ‬من ‬ناحية ‬أخرى ‬تبحث ‬عن ‬قارب ‬نجاة ‬لهذا ‬الكوكب ‬من ‬كوارث ‬تدمير ‬البيئة ‬من ‬خلال ‬المؤتمر ‬الدولى ‬كانت ‬الأمة ‬المصرية ‬حاضرة ‬على ‬الجبهتين ‬بالمشاركة ‬فى ‬إدارة ‬حلول ‬الأزمة ‬الدولية ‬وإدارة ‬مؤتمر ‬النجاة ‬وهنا ‬تتأكد ‬الثوابت ‬وتترجم ‬الحقائق ‬والوقائع ‬لهذه ‬الأمة ‬إلى ‬فعل ‬وتدور ‬بقوة ‬ماكينات ‬النفوذ ‬الاستراتيجى ‬والسياسى ‬والثقل ‬الحضارى ‬فيعلن ‬الرئيس ‬عبد ‬الفتاح ‬السيسى ‬من ‬خلال ‬المؤتمر ‬الحاضرة ‬فيه ‬الأزمة ‬الدولية ‬الخطيرة ‬بظلالها ‬عن ‬استعداده ‬للعمل ‬على ‬وقف ‬هذه ‬الحرب ‬و ‬إنهاء ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية. ‬
‬هذا ‬الاستعداد ‬واختيار ‬التوقيت ‬للتدخل ‬من ‬أجل ‬العمل ‬على ‬إنهاء ‬هذه ‬الأزمة ‬الدولية ‬فى ‬هذا ‬المحفل ‬العالمى ‬من ‬الرئيس ‬السيسى ‬يمثل ‬التطبيق ‬الدقيق ‬لاستخدام ‬نفوذ ‬الأمة ‬المصرية ‬كأمة ‬كبرى ‬تتخذ ‬قرارها ‬الاستراتيجى ‬والسياسى ‬تجاه ‬أزمة ‬دولية ‬على ‬هذا ‬المستوى ‬من ‬الخطورة ‬فى ‬لحظة ‬فارقة ‬تعلم ‬جيدًا ‬بخبرتها ‬الحضارية ‬أن ‬ماتعلن ‬عنه ‬سيكون ‬عامل ‬الحسم ‬وليس ‬استهلاكًا ‬دعائيًا ‬فى ‬نقل ‬الأزمة ‬إلى ‬أفق ‬الحل.‬
‬هذا ‬التحرك ‬المصرى ‬النافذ ‬دون ‬ضجيج ‬تم ‬وفق ‬حسابات ‬سياسية ‬واستراتيجية ‬لا ‬تقبل ‬الشك ‬فقبلها ‬الرئيس ‬الروسى ‬بوتين ‬يعلن ‬من ‬موسكو ‬أن ‬مصر ‬هى ‬الشريك ‬الأهم ‬لروسيا ‬فى ‬إفريقيا ‬والعالم ‬العربى ‬وبعد ‬التحرك ‬كان ‬الرئيس ‬السيسى ‬يلتقى ‬بالرئيس ‬الأمريكى ‬جو ‬بايدن ‬فى ‬شرم ‬الشيخ ‬وبالتأكيد ‬التحرك ‬المصرى ‬فى ‬الأزمة ‬كان ‬على ‬قمة ‬المباحثات ‬الثنائية ‬بين ‬الرئيسين. ‬
ثم ‬يتم ‬الإعلان ‬ولأول ‬مرة ‬أن ‬اللجنة ‬الاستشارية ‬الثنائية ‬الأمريكية ‬الروسية ‬ستجتمع ‬فى ‬القاهرة ‬لمناقشة ‬معاهدة ‬ستارت ‬3 ‬النووية ‬بين ‬القوتين ‬وهى ‬المعاهدة ‬الأخطر ‬فى ‬العالم ‬والتى ‬يمثل ‬وجودها ‬المحافظة ‬على ‬السلم ‬والأمن ‬الدوليين ‬وإذا ‬كان ‬العنوان ‬الصريح ‬لهذا ‬اللقاء ‬التاريخى ‬والفارق ‬هو ‬بحث ‬المعاهدة ‬فإن ‬العنوان ‬الضمنى ‬إنهاء ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬بين ‬القوتين ‬على ‬ضفاف ‬نيل ‬القاهرة. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.