ظهر دهاء وذكاء المحامي الراحل فريد الديب، عند سؤاله عن أتعابه في قضية "القرن" التي ترافع فيها عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. ورد فريد الديب على سؤال الإعلامي حمدي رزق، قائلا: "لو أنت قولت لي بتاخد كام من القناة، سأخبرك بأتعابي في القضية". وقال حمدي رزق، إنه من السهل الإفصاح عن ما يتقاضاه، حيث يحصل على 60 ألف جنيه شهريًا، جراء تقديم برنامج نظرة على قناة صدى البلد. وأوضح المحامي الراحل فريد الديب، أن أتعابه لها أسرار لا يمكن البوح بها، وحصل على المبلغ الذي يرضيه ويكفيه، الذي كتبه في الإقرار الضريبي وسدد عنه الضرائب، معلقا: «مفيش محامي في الدنيا بيقول عن أتعابه». وأعلنت حنان ابنة المحامي الكبير فريد الديب نبأ وفاته صباح اليوم، عن عمر يناهز 79 عاما. وعانى فريد الديب مؤخرا من وعكات صحية متتالية أبعدته عن النزول لقاعات المحاكم، حيث اكتفى بممارسة عمله بكتابة المذكرات القانونية في الطعون المختلفة. وأصيب المحامي فريد الديب، بمرض اللوكيميا أو سرطان الدم، جراء الإصابة بالمرض في الآونة الأخيرة، وهو ما أجبره على إعلان اعتزال الترافع في القضايا، والتفرغ لإعداد مذكرات النقض. مفترس القضايا الصعبة ويعتبر فريد الديب من أشهر الأسماء البارزة في عالم المحاماة بمصر، وعلى مدار السنوات الماضية تولى الدفاع بالعديد من القضايا التي شغلت الرأي العام المصرى وآخرها قضية الدفاع عن قاتل نيرة أشرف، ورجل الأعمال حسن راتب ومن أشهرها "قضية القرن وعزام عزام"، وقضية الرئيس السابق محمد حسني مبارك حيث أنه تولى الدفاع عنه هو وعائلته، وقضية الآثار الكبرى. ولد "الديب" في 23 أكتوبر 1943 بحي الخليفة فى القاهرة، وتلقى تعليمه الإبتدائي وحفظ القرآن الكريم بكتاب السيدة زينب والتحق بكلية الحقوق 1958 وتخرج فيها عام 1963 بتقدير جيد جداً، وعين وكيلاً للنيابة العامة فى جنوبالقاهرة ثم وكيلاً للنيابة بالوايلى ثم شرق القاهرة، ونيابة سوهاج ثم أُدين فى مذبحة القضاة عام 1969. وعمل بوزارة العمل ثم بجامعة الدول العربية حيث المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة وبدأت رحلته فى المحاماة منذ عام 1971. «بوابة أخبار اليوم» تستعرض أبرز القضايا التي تولاها فريد الديب خلال عمله بالمحاماة: المتهم بقتل نيرة أشرف ومن أبرز القضايا التي ترافع عنها وشغلت وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بنبأ الدفاع عن محمد عادل المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة المنصورة، ما أثار حالة من الجدل خاصة بين المتعاطفين مع أسرة نيرة أشرف. الدفاع عن حسني مبارك من أشهر القضايا التي عمل بها فريد الديب تلك الخاصة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث تولى الدفاع عنه هو وعائلته. ولم يدافع الديب عن مبارك في قضية واحدة بل دافع عنه في 3 تهم، وهي الاشتراك في قتل المتظاهرين والحصول على هدايا من الشركة التي يمثلها حسين سالم والاشتراك مع وزير البترول الأسبق في تصدير الغاز الإسرائيلي بأسعار زهيدة. وظل "الديب" يترافع ويدافع عن "مبارك" وعائلته حتى قضت المحكمة ببراءته وكل مَن معه من تهم قتل المتظاهرين وتصدير الغاز والفساد المالي في عام 2018. وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ترافع المحامي فريد الديب عن اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، في قضية اتهامه بتسهيل الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية المعروفة إعلاميًا ب"الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية". وجلب للعادلي البراءة وتغريمه مبلغ 500 جنيه، ورفضت محكمة النقض طعن النيابة على براءة العادلي والغرامة الموقعة عليه. ولم تكن هذه القضية الوحيدة التي ترافع فيها "الديب" عن العادلي لكنه قام بتبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه ورفع الحظر عن ممتلكاته. وترافع عن شخصيات شهيرة ك"نجيب محفوظ"و"محمد السعدني" و"إبراهيم سعد" و"مصطفي أمين" والدكتور سعد الدين ابراهيم»، وأيضا كان محامي الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» وعائلته. الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام فجر المحامي فريد الديب مفاجأة هي الأولى من نوعها حين تولى الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام متعب عزام في عام 1996، الذي قبض عليه أثناء زيارته لمصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. ووقف "الديب" مدافعًا عن الجاسوس الإسرائيلي وسط غضب من الرأي العام حينها باعتبارها قضية أمن قومي دون خوف أو قلق مقتنعاً ببراءة المتهم. هشام طلعت مصطفى كما دافع الديب عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى على خلفية اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم. وبعد حكم المحكمة بإحالته إلى فضيلة المفتي، استطاع فريد الديب تخفيف الحكم ليصل إلى السجن المشدد 15 عاماً، ليؤكد فيما بعد أن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بريء من قضية مقتل سوزان تميم، ولذلك ألغت محكمة النقض حكم الإعدام. قضية الآثار الكبرى وتعد قضية رجل الأعمال "حسن راتب" المتهم في قضية الآثار الكبرى آخر قضاياه، حيث قال للقاضي خلال الجلسة أنه مريض بالسرطان وستكون هذه آخر قضية له في محاكم الجنايات. تابع الديب: "أنا قربت على 80 سنة وكثر عليا الأمراض بين سرطان دم وغيرها، أنا اشتغلت 60 سنة في السلك القضائي، والعمل في المحاماة".
