«الداخلية» تحكم قبضتها على تجار ومهربي «الشابو» بالصعيد

أبو المعارف الحفناوي
الضربات الأمنية المتلاحقة لمصنعي وتجار ومدمني المخدر اللعين الذي يحمل اسم «الشابو» لم تكن كافية تماما للقضاء نهائيا على هذا السم القاتل الذي يدمر عقول متعاطيه ويفسد حياتهم وحياة كل من حولهم.
فهنا ترملت نساء، وتيتم أطفال، وهنا فقدت أسر عائلها الوحيد، وسط مطالبات للحد من انتشاره، ومساعدة الشرطة في الإبلاغ عن مروجيه.
ومع الحملات المتكررة المطالبة بضبط «تجار الموت» الذين يبيعون المخدرات علانية في الشوارع، خاصة مخدر الشابو، اتخذت الأجهزة الأمنية في محافظات الصعيد ، خطوات جادة، لإحكام سيطرتها على مروجي المخدرات، في الشوارع والحارات وداخل المنازل، واستطاعت في الآونة الأخيرة، ضبط عدد كبير منهم ، في حملات مكبرة استهدفت التجار، الذين كانوا سببا في تدمير عقول الشباب وانتشار جرائم القتل.
المخدرات وخاصة الشابو المخدر، كانت سببا في انتشار جرائم القتل في الآونة الأخيرة، خاصة قتل « ذوي الأرحام»، فبعد إدمان الشاب للشابو، لايستطيع أن يتحكم في نفسه، ومن السهل عليه أن يمسك بسلاحه لقتل أقرب الناس إليه ، لرفضهم اعطائه أموالا لشرائه، أو بسبب محاولاتهم لعلاجه.
في الآونة الأخيرة شنت الأجهزة الأمنية بمحافظات الصعيد حملات متكررة لضبط مروجي الشابو المخدر، الذي أثر على حياة شباب، بعد أن دمر حياتهم، بسبب ادمانهم لمثل هذا النوع من المخدرات التي تسببت في جرائم قتل وسرقة كان بطلها هذا الكيف المدمر.
فقد نجحت الجهود الأمنية في القضاء على عصابة المعلم «شابو»، أخطر العناصر الاجرامية في قنا، كما داهمت مصنع لتصنيع الشابو ، والذي يتزعمه كيميائي من القاهرة، ومهندس وعاطلين، فضلا عن إحباط دخول شحنة للشابو في المطار قيمتها 8 ملايين جنيه، قبل أن تصل إلى عقول الشباب.
وفي محافظة سوهاج، ضبطت مديرية أمن سوهاج 4 مسجلين خطر بينهم شقيقين لتجارة المواد المخدرة علانية بسوهاج، فبعد ورود بلاغ لمركز سوهاج من الإدارة العامة لمكافحة جرائم المخدرات «منطقة وسط الصعيد» يتضمن ورود معلومات لضباط الإدارة مفادها قيام «أحمد م م ع» 32 عاما، عاطل يقيم دائرة مركز سوهاج والسابق اتهامه في قضية مخدرات وشقيقه «وحيد م م ع»، 24 عاما، عاطل ويقيم بذات الناحية، والمسجل معلومات بأرشيف المنطقة «اتجار في المواد المخدرة» والسابق اتهامه في عدة قضايا آخرهم القضية سلاح بدون ترخيص، والمطلوب التنفيذ عليه في عدة قضايا و»حسن ع س ع» 27 عاما ،،عاطل ومقيم مركز سوهاج والسابق اتهامه في عدة قضايا والمطلوب التنفيذ عليه في قضايا ضرب وتبديد وإيصال أمانة، والسيد .ر» 34 عاما عاطل مركز سوهاج والمطلوب التنفيذ عليه في قضايا تبديد وذلك عقب استصدار اذن النيابة العامة .
قامت مأمورية من ضباط الإدارة بالإشتراك وضباط إدارة البحث الجنائي أسفرت عن ضبط المذكورين حال مزاولة نشاطهم بصورة علانية بمحيط دائرة المركز وبحوزتهم « كمية من مخدر الآيس تزن حوالى 300 جرام - عدد 2 سلاح أبيض وميزان حساس - مبلغ 450 جنيه عدد 4 هاتف محمول.
وبمواجهة المتهمين بما أسفر عنه الضبط أقروا بحيازتهم للمضبوطات بقصد الاتجار والمبلغ المالي من حصيلة البيع والهواتف للاتصال بعملائهم والميزان لوزن المادة المخدرة والأسلحة البيضاء للدفاع عن انفسهم.
وبالرغم من كون الشابو غالي التكلفة، ويصل سعر الجرام الواحد المقلد إلى 1200 جنيه، إلا أن هناك اقبالا على شرائه من الشباب، عن طريق تجار لا يعرفون الرحمة، ساهموا في تدمير عقول الشباب، وتدمير حياتهم النفسية، مما ساهم ذلك في ارتكاب العديد من الجرائم.
و يصنع الشابو من مواد كيمائية خطيرة مثل الميثا أمفيتامين التى تعتبر من المنشطات شديدة الإدمان، ويحتوي على مزيج من المواد الكيميائية الخطيرة، التي تعمل في البداية كمنشط للجسم، لكنها تتحول بعد ذلك إلى سلاح فتاك يسبب أضرارًا صحية بالغة، ومن أهم اضراره فقدان الذاكرة، والسلوك العدواني.
ومن أضرار الشابو، أنه يحول المتعاطي لشخص عدواني، ويصاب بالهزال الجسدى فهو يقضى على شهية الشخص لتناول الطعام ويجعله في كثير من الأحيان لا يتناول الطعام لأيام، ويؤدى إلى زيادة ضربات القلب والرجفة القلبية بشكل قد يؤثر على المتعاطي بل قد يؤدى إلى موته المفاجئ، كما يؤدى إلى زيادة فى ضغط الدم قد تصل إلى حالة ارتفاع ضغط الدم بشكل يخرج عن السيطرة، ويؤثر وجدانيا ونفسيا على الشخص ويجعله متقلب المزاج ومندفع السلوك بل قد لا تستطيع التنبؤ بما قد يصدر من متعاطي الشابو فى أى وقت، كما يؤدي إلى حالات تسمم جسدية شديدة الخطورة، وتساقط الأسنان، ويسبب حدوث الشلل الرعاش، ويظهر على متعاطي ومدمني الشابو علامات الشيخوخة المبكرة.
فهناك أسرة كاملة، كانت تعيش في سعادة ورخاء، يحبون بعضهم البعض، شباب في ربيع حياتهم، قتل أحدهم الثلاثة الآخرين، داخل غرفة في المنزل، الذي شيدوه سويا، كانوا يكرمون الضيف، مشهود لهم بكل ما هو جميل، قبل أن يدمن أحدهم الشابو، ويقتل أشقاءه الثلاثة، ثم قُتل في مطاردة أمنية، أثناء محاولة ضبطه.
لم تكن هذه الجريمة فقط هي الأبشع، بسبب الشابو، بل قتل شاب والدته لرفضها إعطائه أموالا لشراء الشابو، كما قتل آخر عمته التي تعبت وكدحت في تربيته بعد وفاة والديه، بسبب الشابو، في جرائم متكررة بسبب هذا الكيف الملعون.
ففي مصانع صغيرة في منازل بقرى الصعيد، الهدف منها انتاج « الشابو» المخدر، الذي يغزو عقول الشباب، ويدمر حياتهم، فتارة يعرضهم للتفكير في الانتحار، وتارة يجعلهم يرتكبون جرائم عدة، من أبرزها القتل والسرقة.
الشابو المخدر، هو كيف الصعايدة الجديد، الذي ساعد في انتشار الجريمة، وأطلق الشباب حملات متكررة تحت عنوان « لا للشابو»، وحاولوا نشر أخطاره وأضراره، وقاموا بتركيب ملصقات في الشوارع والسيارات للحد من خطورته.
اقرأ أيضا : قنا في 24 ساعة| إحباط تهريب مخدر الشابو داخل الطماطم لمسجون بفرشوط.. الأبرز