أحمد هاشم يكتب: الجنيه والدولار وعملات أخرى!

هل تراجع الجنيه المصرى فقط أمام الدولار أم أن هناك عملات دول أخرى تراجعت أمام العملة الأمريكية؟!
الحقيقة المؤكدة هى أن عددا كبيرا من عملات الدول تراجعت أمام الدولار، بما فيها اليورو» العملة الرسمية لدول الاتحاد الأوروبى، حيث صعد الدولار لأول مرة منذ نحو 20 عاما الى مستوى اليورو فى السعر.
هذه الحقيقة تكشف أكاذيب المدعين والجاهلين والمعادين لمصر، الذين يصرخون مدعين أن الجنيه ينهار، بينما الواقع والأرقام تؤكد أن عملات دول كثيرة تراجعت أمام الدولار الأمريكى، نتيجة لعدة أسباب، بدأت بجائحة كورونا، والتى أثرت على الاقتصاد العالمي، كما تسببت فى مشاكل بسلاسل الإمداد والتوريد، نتيجة اغلاق عدد كبير من خطوط الشحن العالمية،بسبب اغلاق حدود الدول أثناء الجائحة، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لترفع أسعار المواد الغذائية والبترولية لمستويات غير مسبوقة، بالاضافة إلى رفع البنك الفيدرالى الأمريكى لسعر الفائدة عدة مرات خلال فترة وجيزة.
ارتفاع الدولار أمام العملات الأخرى أكده موقع البنك الدولي، والذى نشر تقريرا جاء فيه أن الدولار الأمريكى ارتفع سعره نحو 11% منذ بداية العام، ووصل للمرة الأولى فى عقدين إلى مستوى التعادل مع اليورو، وأن أسعار عدد هائل من العملات انخفض مقابل الدولار، وأن السبب الرئيسى لارتفاع قيمة الدولار قوة الطلب على الدولارات.
وذكر تقرير البنك الدولى أن تقارير الآفاق الاقتصادية لمعظم البلدان تشير إلى اتجاهها نحو تراجع شديد للنمو، وفى الوقت نفسه خلقت الحرب فى أوكرانيا مخاطر جيوسياسية وتقلبات فى الأسواق، وعلاوةً على ذلك،دفع التضخم الذى بلغ مستويات تاريخية مجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى الأمريكي) إلى إجراء زيادات كبيرة لأسعار الفائدة، وتدفع هذه العوامل ضمن جملة أشياء أخرى إلى الجنوح نحو الاستثمارات الآمنة، حيث يتخارج المستثمرون من مراكزهم الاستثمارية فى أوروبا والأسواق الصاعدة وأماكن أخرى، ويبحثون عن ملاذ آمن فى أدوات استثمارية مقومة بالدولار الأمريكي، وهو ما يتطلب قطعاً شراء دولارات.
وأكد التقرير أنه بالمقارنة مع سلة من العملات زادت قيمة الدولار الأمريكى نحو 14% منذ مثل هذا الوقت من العام الماضي، وأن هذه ظاهرة ليست جديدة، فقد تسبَّب غزو أوكرانيا فى ارتفاعٍ أولى لقيمة الدولار الأمريكى مقابل عملات بلدان الأسواق الصاعدة بسبب أكبر من الزيادات فى سعر الدولار الناجمة عن الاضطرابات التى صاحبت إعلان خطط التراجع عن التوسع النقدى فى الولايات المتحدة عام 2013، والأحداث السابقة المرتبطة بالصراع فى بلدان مصدرة للنفط.