الصحى لونه أصفر.. «الزيت الأحمر» سرطان فى طاسة القلى!

كتب: إيمان طعيمة
لا يخلو مطبخ أى بيت من الزيوت، فهى جزء أساسى من النظام الغذائى اليومي، لكن للأسف قد يستخدمها الكثيرون بطريقة خاطئة، وأيضاً قد يلجأ البعض لاستخدام أنواع زيوت ضارة دون العلم بذلك، مما يكون له تأثير صحى خطير على المدى البعيد.. وهو ما يحذر منه الخبراء والمتخصصون.
يقول الدكتور نبيه عبدالحميد، مدير المركز المصرى لمعلومات سلامة الغذاء: إن الأحماض الدهنية المتحوِّلة تعد من أخطر أنواع الزيوت التى يمكن أن يتناولها الإنسان، والتى تتكون نتيجة المعاملات الحرارية للزيوت الطبيعية، حيث تنشأ هذه الأحماض أثناء تنقية الزيت لإزالة أى مواد تنتج رائحة غير مرغوب فيها، والتى يتعرض خلالها الزيت لدرجة حرارة مرتفعة تتجاوز 160 درجة مئوية.
إقرأ أيضًا | مستند.. قرار وقف تصدير زيوت الطعام بكافة أنواعها
ويؤكد ضرورة معرفة وتحديد نسبة هذه الدهون فى كل المنتجات التى توضع بها، وأن يُراعى فيها الكمية المناسبة بحيث لا تشكل أى ضرر على صحة الإنسان، حيث يجب أن تكون هذه النسبة أقل من 1% من السعرات الحرارية الموصى بتناولها يومياً، وعلى جميع الشركات أن تكتب هذه النسب على الملصق الخاص بتدوين المكونات، وأن تكون هناك رقابة مشددة على ذلك، ليستطيع المستهلك الإطلاع عليها وتحديد المنتجات الآمنة لصحته.
وغالباً توجد هذه الزيوت فى الأطعمة المقلية والمحفوظة مثل رقائق البطاطس والمقرمشات وبعض أنواع المخبوزات الجاهزة، لذا يجب التقليل والحد من تناولها قدر الإمكان ويكفى مرة واحدة أسبوعيا أو أقل من ذلك، وعدم الانسياق وراء المغريات التى تقدمها الدعاية الإعلانية، حتى لا تتراكم هذه الدهون الضارة بالجسم يوما بعد يوم وتتسبب فى حدوث أمراض خطيرة.
ويشر مدير المركز المصرى لمعلومات سلامة الغذاء، إلى أن بعض الزيوت الأخرى المستخدمة فى قلى الأطعمة مثل التى تستخدمها مصانع المقرمشات، تتعرض لحرارة عالية جدا تتعدى 170 درجة مئوية، ما يؤدى إلى تحوُّل الزيت المستخدم إلى اللون الأحمر وهنا يكمن الخطر، حيث ينتج الزيت فى هذه الحالة تركيبات ومواد خطيرة قد تكون مسرطنة، وعلى ست البيت ملاحظة ذلك أيضا عند استخدام الزيت فى القلى منزليا والتأكد من احتفاظ الزيت بلونه الأصفر والتخلص منه فوراً حال تغير لونه، كما يفضل اللجوء لطرق أخرى أو أجهزة تساعد على التحمير والقلى بشكل صحى، أو استخدام طرق التحميص أو الشوى للحصول على طعام صحى سواء كان معد منزلياً أو يتم شراؤه جاهزاً.
كما ينصح بضرورة الحرص على تناول الزيوت التى يكون بها توازن بين الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة والتى يكون أفضلها زيت الزيتون يليه زيت الذرة ثم زيت عباد الشمس وأيضا يمكن استخدام زيت النخيل فى أغراض الطهى لكن يفضل أن يكون بكمية قليلة لأن محتواه من الدهون المشبعة عالى نسبياً.
من جانبها، تؤكد الدكتورة رشا مصطفى حسن، أستاذة الكيمياء الحيوية والتغذية بجامعة عين شمس، أن الزيوت المهدرجة هى أيضاً أحد مصادر الدهون المتحولة، وتحدث نتيجة تحويل الدهون السائلة إلى دهون صلبة بواسطة إضافة الهيدروجين لها، وهنا تتحول لنوع مضر بالصحة، وتعتبر هذه الزيوت المسبب الرئيسى لأمراض كثيرة منها البدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية بما فيها تصلب الشرايين، وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار، واضطرابات الجهاز الهضمى وزياة تكوُّن الحصوات المرارية وأيضاً الإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى، واضطراب الجهاز المناعى، وزيادة فرص الإصابة بالسرطان.
وتنصح بضرورة تجنب الأطعمة التى تحتوى على هذه الزيوت مثل الأطعمة المقلية والحليب الصناعى أو مبيضات القهوة، وكذلك الوجبات الجاهزة وسريعة التحضير، والعمل على استبدال الزيوت المهدرجة بالزيوت النباتية الصحية الأقل ضرراً.