كتب: لياو ليتشيانج - سفير الصين بالقاهرة فى الوقت الحاضر، تشابك التغيرات غير المسبوقة التى تجتاح العالم مع وباء القرن، ما جعل العالم يدخل فى فترة جديدة من الاضطراب والتغيير، وسادت عوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين وانعدام الأمن بشكل متزايد، مما تسبب فى آثار خطيرة طالت جميع البلدان، وخاصة الأسواق الناشئة والبلدان النامية. وفى ظل تلك الظروف، اكتسبت آلية تعاون بريكس أهمية خاصة لتعميق التعاون بين بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية وتعزيز الانتعاش الاقتصادى العالمى فى مرحلة ما بعد الوباء. تتولى الصين، العام الجارى، رئاسة بريكس ، وقد أقامت مؤخرا أكثر من 50 حدثًا مهمًا، مما عزز تعاون بريكس لتحقيق تقدم مهم فى مختلف المجالات. من أجل التحضير لقمة البريكس الرابعة عشرة التى ستعقد فى يونيو من هذا العام ، فى 19 مايو ، ترأس مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى وانغ يى اجتماعًا بالفيديو لوزراء خارجية بريكس ،وفى كلمة ألقاها عبر دائرة الفيديو فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية بريكس شرح الرئيس الصينى شى جين بينج قضيتين رئيسيتين هما الأمن والتنمية ، وطرح آراء مهمة حول تعميق التعاون السياسى والأمنى فى بريكس . وفى نفس اليوم، ترأس مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى وانج يى حوارا عبر الفيديو لوزراء خارجية دول بريكس والأسواق الناشئة والدول النامية. وحضر الاجتماع مجموعة دول البريكس وتسعة وزراء خارجية أو ممثلين لوزراء خارجية من بينهم مصر. قبل خمس سنوات، اقترح الرئيس الصينى شى جينبينغ نموذج تعاون «بريكس بلس»، والذى لاقى ردودًا إيجابية من جميع الأطراف. وهذه هى المرة الأولى التى يعقد فيها حوار «بريكس « على مستوى وزراء الخارجية، والذى يعكس بالكامل الرغبة الصادقة للأسواق الناشئة والدول النامية فى السعى لتحقيق التنمية المشتركة والتغلب على الصعوبات معًا، وذلك ذو أهمية كبيرة فى تعزيز إثراء قيمة «بريكس» وتوسيع التعاون بين دول البريكس مع غيرها من دول الأسواق الناشئة والدول النامية. أشاد وزراء الخارجية الذين حضروا الاجتماعين بجهود الصين النشطة والفعالة كرئيسة للبريكس، وقال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إن مصر ترحب بعقد هذا الاجتماع، خاصة فى هذا الوقت الحرج الذى يمر به العالم، حيث يواجه تحديات غير مسبوقة مثل الوباء العالمى وأزمات الطاقة والغذاء والأزمات الاقتصادية، وتغير المناخ وغيرها من التحديات، مما يجعل المجتمع الدولى فى حاجة ماسة إلى مزيد من الجهود المتضافرة والعمل المشترك، ويجب على البلدان النامية والاقتصادات الناشئة تعزيز التنسيق والتعاون فيما بينها، وتقديم مساهمات مهمة فى بناء توافق للآراء والبحث عن حلول مستدامة. أتفق تمامًا مع ما قاله وزير الخارجية شكري، ففى ظل الظروف الحالية، تحتاج الدول النامية بما فى ذلك الصين ومصر إلى الاتحاد أكثر من اى وقت مضى، للحفاظ على السلام والهدوء فى العالم وتعزيز التنمية العالمية. قبل أيام قليلة ، استضافت الصين مؤتمرا بالفيديو حول شئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مستوى نواب وزراء الخارجية / المبعوث الخاص لدول البريكس ، حيث تم تبادل وجهات النظر حول الوضع الحالى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وتم التأكيد على أن الحالة الإقليمية مرتبطة بالأمن والاستقرار العالميين. وفى هذا الصدد، تشترك الصين ومصر فى مواقف مماثلة وتحافظان على التعاون الوثيق. نواصل تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الأمني، ونتواصل وننسق عن كثب بشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، ونهتم ونستوعب المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضنا البعض؛ نسعى لتحقيق تنمية مشتركة، ومصر، بصفتها عضوًا مهمًا فى «مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية»، تدعم بنشاط مبادرات التنمية العالمية. فى عام 2021، ارتفع حجم التبادل التجارى بين الصين ومصر بنسبة 37٪، وفرت منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين ومصر تيدا السويس بشكل مباشر أو غير مباشر فرص عمل لأكثر من 40 ألف مصري، وقد أتاح ملتقى التوظيف للشركات الصينية فى مصر الذى اقيم تحت رعاية جامعة قناة السويس والغرفة التجارية المصرية الصينية ، ما يقرب من 1300 فرصة عمل للشباب المصرى خلال 3 سنوات؛ لقد تضافرت جهودنا لمكافحة الوباء وقمنا ببناء أول خط مشترك لإنتاج اللقاحات فى إفريقيا، وبدأ إنشاء مخزن تبريد مميكن لتخزين اللقاحات فى مصر بمساعدة شركة سينوفاك الصينية؛ نحن ندعم تعميق التعاون بين بلدان الجنوب، وقد انضمت مصر إلى بنك التنمية الجديد لدول البريكس، مما يسهم فى تعزيز التعاون مع الاقتصادات الناشئة الأخرى والبلدان النامية؛ نحن نعمل على تطوير نظام الحوكمة العالمى فى اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية، وتدعم الصين مصر فى استضافة المؤتمر ال27 للأطراف فى اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هذا العام، من اجل تقديم مساهمات أكبر فى قضية تغير المناخ العالمى والتنمية الخضراء.