أول بحث علمي بمصر يوصي بتدريس محركات البحث بالمقررات الإعلامية

أجرى الدكتور حسام فايز مدرس الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بقسم الإعلام بكلية التربية النوعية جامعة المنيا؛ أول دراسة من نوعها في مصر تتناول العَلاقة ما بين درجة وعي القائم بالاتصال في الصحف الإلكترونية بتهيئة المواقع لمحركات البحث "SEO" وجودة الخدمة الإخبارية المقدمة للجمهور والتسويقية للموقع الإلكتروني للصحيفة.
وسلط البحث الضوء على معدل الوعي لدى الصحفيين الإلكترونيين بفنيات ومتطلبات التهيئة المثلى للموقع الإلكتروني للصحيفة حتى يتصدر النتائج الأولى في محركات البحث أو ما يشار إليه اختصارًا بالسيو، وما إذا كان الوعي بالسيو يساهم في جعل الصحفي قادرًا على إنتاج محتوى خبري أكثر جودة، وزيادة زوار الموقع ويرفع من القيمة التسويقية له.
وطبقت الدراسة على عينة من الصحفيين العاملين بالمواقع الصحفية الإلكترونية بلغ عددهم نحو 100، إلى جانب مقابلات متعمقة لعينة من خبراء السيو من الصحفيين والمسوقين الإلكترونيين بلغ عددهم 10 .
أوضح مدرس الصحافة أن نتائج المقابلات التي أجراها مع الخبراء كشفت أن المعرفة بالسيو صارت واقعًا فرض نفسه على المؤسسات الصحفية في الوقت الحالي، وأنه سيصير أمرًا حتميًا في المستقبل إذا ما أرادت الصحف لمواقعها الإلكترونية الاستمرار في بيئة العمل الرقمية الحديثة، كما أكدوا على أن الصحف الإلكترونية بحاجة لمزيد من الاهتمام بملف السيو وإدارته بشكل أكثر نضجًا واحترافية حتى تظل قادرة على المنافسة في المستقبل.
وشملت توصيات البحث التي أعدها "فايز" في ضوء ما توصلت إليه النتائج أن المؤسسات الصحفية مازالت بحاجة لأن تولي ملف التدريب والتأهيل على الكتابة الصحفية وفق قواعد السيو مزيدًا من الاهتمام، مع زيادة الجرعات التدريبية على استخدام أدوات وتقنيات ال "SEO" لدى صحفييها من أجل رفع أدائهم المهني.
والعمل على التوعية التكنولوجية للقائمين بالاتصال، مع ضرورة تضمين مهارات الوعي المعلوماتي بالمستحدثات التكنولوجية في مجال الإعلام ضمن برامج التدريب بكافة المؤسسات الإعلامية، كذلك من الضروري الاهتمام بمهارات التعامل مع محركات البحث ضمن برامج التأهيل الأكاديمي داخل المقررات الدراسية الإعلامية، ومحاولة الحد من الفجوة التكنولوجية القائمة داخل المؤسسات الصحفية من خلال دمج خبراء التسويق الإلكتروني والمتخصصين في السيو لكي يعملوا بشكل متناغم جنبًا إلى جنب مع القائمين بالاتصال في إنتاج العمل الصحفي.
وأشارت التوصيات إلي أهمية تحديث أساليب العمل الصحفي وتغيير الأنماط التقليدية بما يتوافق مع التحولات الحاصلة في بيئة الإعلام الرقمي المرتكزة على التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، مع الحفاظ على مبادئ العمل الصحفي وقيمه المهنية الأصيلة بشكل يحقق التوازن ما بين الأخذ بالتكنولوجيا والحفاظ على أسس وقواعد العمل الصحفي.
وأكدت التوصيات أن السيو هو آلية ووسيلة هامة تساعد الموقع الإلكتروني للصحيفة لكي تصدر نتائج البحث والوصول لقطاع أعرض من الجمهور، وليس غاية في حد ذاته؛ حتى لا يطغى الحرص على تطبيق السيو على أسس الصياغة الصحفية ومبادئ العمل الصحفي، فتتحول الصحيفة إلى مجرد أداة لإرضاء محركات البحث عبر استقطاب الجمهور من خلال كلمات وعناوين بعيدة كل البعد عن المحتوى الذي يليق بالقارئ ويحترم عقليته.
إقرأ أيضاً: إزالة 6 حالات تعدي بالبناء على الأراضي الزراعية بنطاق 4 مراكز بالبحيرة