عبادة الشكرعلى النعم من أعظم العبادات؛ فمن خلالها يستطيع العبد أن يصل إلى رضا الله عز وجل وأن يحقق كل ما يتمنى، وأن يحافظ على دوام النعم واستمرارها؛ فنعم الله كثيرة ليس فى مقدور العبد أن يحصيها أو يَعدّها، ومهما شكر ربَّه عليها ليلاً نهاراً فلن يستطيع أن يوفِّى معنى الشكر، ومن أعظم هذه النعم أن هدانا الله للإيمان وزيّنه فى قلوبنا؛ وكفى به نعمة. فكيف بمن هداه الله للإيمان ورزقه العقل، والعلم، والسمع، والبصر، والكلام، والصحة، والمال، والأولاد، والعائلة، ومحبة الناس؟. وكم عدد الأيام والساعات والدقائق التى يجب أن يجلس فيها الإنسان مع نفسه ليفكر فى كل هذه النعم ويؤدى شكر الله عليها ؟ ومجرد معرفة الإنسان أن هذه النعم من عند الله، وعدم جحودها عند المصائب والأزمات هذا فى حد ذاته شُكر. فقد خطر لموسى عليه السلام ، فقال: يا رب، كيف أشكرك وشُكرى لك نعمة أخرى منك توجب علىّ الشكر لك ؟ فأوحى الله تعالى إليه: إذا عرفت أن النعم منِّى ... فقد رضيتُ منك بذلك شكرًا. وكان أبو المغيرة إذا قيل له كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: أصبحنا مغرقين فى النعم عاجزين عن الشكر، يتحبب إلينا ربنا وهو غنى عنّا، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون. فينبغى علينا أن نعوِّد أنفسنا ونُدرِّبها على عبادة الشكر لله عز وجل بالقلب، وباللسان، وبالجوارح. أما بالقلب فيكون ذلك بإيصال الخير لكل الناس، وعدم إضمار أيّ شر أو حقد أو كراهية لأحد. وشكر اللسان؛ يكون بالإكثار من ذكر الله وحمده والثناء عليه. وشكر الجوارح؛ يكون بتسخير العبد جوارحه لطاعة الله، والاستعانة بها على مساعدة عباده، وتجنّب ارتكاب المعاصى والمحرّمات. فإذا أصبحنا كل يوم ولسان حالنا يلهج بحمد الله وشكره على جميع نعمه؛ غَمَرنا الله بمزيد من النعم ووجدنا منه سبحانه وتعالى كل ما يُسعدنا ويُرضينا. فالحمد لله أقصى مَبلَغِ الحَمدِ والشُكرُ لله مِن قَبلٍ ومِن بَعدِ الحمد لله فى سرِّى وفى علنى والحمد لله فى حُزنى وفى سَعدى الحمد لله عمّا كنت أعلَمُهُ والحمد لله عَمَّا غابَ عن خلدى فالحمد لله ثُمَّ الشُكرُ يتبَعُهُ والحمد لله عن شكرى وعن حمدى