عواصم - وكالات الأنباء التقى الوفدان الروسى والأوكرانى أمس وجها لوجه فى جولة جديدة من المفاوضات بمدينة اسطنبول التركية بعد عدة جولات من المحادثات عبر الفيديو.. وعقب انتهاء اليوم الأول من المفاوضات، أكد رئيس الوفد الروسى أن المحادثات كانت «بناءة» وأضاف أن موسكو ستدرس مقترحات كييف وستطلع الرئيس فلاديمير بوتين عليها وعندما يتم إعداد نص الاتفاق يمكن عقد لقاء بين بوتين ونظيره الأوكرانى. وأضاف أن روسيا ستقلص بشكل «جذرى» نشاطها العسكرى فى شمال أوكرانيا، بما يشمل المناطق القريبة من كييف وذلك بعد انتقال المحادثات حول وضع أوكرانيا المحايد وخلوها من الأسلحة النووية إلى مرحلة عملية. من جانبه، أعلن المفاوض الأوكرانى ديفيد ارخميا أن كييف تريد «آلية دولية من الضمانات الأمنية تعمل من خلالها دول ضامنة بطريقة شبيهة للفصل الخامس من ميثاق حلف شمال الأطلنطى، بل حتى بشكل أكثر صرامة». وأضاف أنه فى حال الموافقة على الآلية ستوافق كييف على الوضع المحايد مشيرا إلى أن إسرائيل وبولندا وكندا وتركيا، قد تكون بين الدول الضامنة. وأوضح أن هناك حاجة لتحقيق سلام على كامل أراضى أوكرانيا، لدخول أى اتفاق نهائى مع روسيا حيز التنفيذ، بما فى ذلك وضع شبه جزيرة القرم على مدى 15عاما المقبلة. وبحسب مصادر دبلوماسية من المتوقع أن تستأنف المحادثات اليوم. وكان المليادرير الروسى رومان أبراموفيتش قد شارك فى المحادثات للوساطة بين الجانبين رغم أنه ليس عضوا فى الوفد الرسمى الروسى. ونفى الكرملين التقارير الإعلامية حول تعرض إبراموفيتش للتسمم واعتبرها جزءا من الحرب الإعلامية ضد روسيا فى المقابل نصحت أوكرانيا فريقها بالامتناع عن الأكل والشرب خوفا من التسمم. وبالتزامن مع المفاوضات أعلن وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو اكتمال الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية فى أوكرانيا. وقال الوزير إن القوات الأوكرانية تعرضت لأضرار جسيمة وتم تدمير نظام الدفاع الجوى الأوكرانى بشكل عملى مما يسمح بالتركيز خلال الفترة القادمة على «تحرير دونباس». وأشار إلى القضاء على 600 من المرتزقة الأجانب محذرا من أن روسيا سترد بشكل مناسب إذا زودت دول الناتو أوكرانيا بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوى. من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف إن روسيا لا تنوى التفكير فى إرسال قواتها إلى أى دولة من بلدان الناتو «إلا فى خطوة جوابية، أو إذا اضطروها لذلك». ميدانيا قتل شخصان على الأقل أمس فى غارة روسية دمرت جزئيا مبنى الإدارة الإقليمية فى مدينة ميكولاييف القريبة من أوديسا والتى شهدت فترة هدوء فى الأيام الأخيرة. وساد هدوء نسبى أمس فى بلدة أربين الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة كييف والتى أعلن وزير الداخلية الأوكرانى دينيس موناستيرسكى مساء أمس الأول تحريرها من القوات الروسية. وأعلنت أوكرانيا أمس استئناف عمليات إجلاء السكان عبر ثلاثة ممرات إنسانية، خصوصا من مدينة ماريوبول المحاصرة، بعد تعليقها يوما خشية من «استفزازات» روسية. ومن المتوقع أن يجرى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون اتصالا هاتفيا خلال ساعات لبحث مسألة «تأمين العملية الإنسانية فى ماريوبول». من جهة أخرى يزور رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسى أوكرانيا خلال ساعات لمناقشة «سلامة المنشآت النووية فى البلاد وأمنها».. وفى وقت سابق دعت سبع دول فى الاتحاد الأوروبى بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا مواطنيها إلى الامتناع عن الانخراط كمتطوّعين فى أوكرانيا. وفى تقريرها لعام (2021-2022) حذرت منظمة العفو الدولية أمس من أن العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا هى «تكرار» للحرب فى سوريا ونددت بما اعتبرته «تزايدا فى جرائم الحرب». إقرأ أيضاً|بيسكوف: من السابق لأوانه الحديث عن ثمار المحادثات الروسية الأوكرانية