الأسبوع الماضى وقع الرئيس الأمريكى جو بايدن أمرا تنفيذيا يمهد لإطلاق «الدولار الرقمى»، وذلك فى اطار ليس فقط مواكبة الارتفاع فى أعداد مستخدمى العملات الرقمية حول العالم، ولكن لحاقاً بركاب حوالى 100 دولة فى مراحل مختلفة من عمل نسخ رقمية لعملاتها وعلى رأسهم خصماها التقليدين روسيا والصين التى أصبحت عملتها «اليوان» الإلكترونى الأكثر استخداماً فى العالم «أكثر من 261 مليون مستخدم وإجمالى معاملات 87.6 مليار يوان».. وتختلف العملات الرقمية للبنوك المركزية للدول او ال «CBDC» عن العملات الافتراضية المعروفة كالبيتكوين واخواتها حيث ان لها اب شرعى هو البنك المركزى للدولة الذى يقوم بإصدارها لكن فى شكل رقمى وهو ما يمنحها موثوقية أكبر. كذلك فإن قيمتها ثابتة بخلاف العملات الافتراضية الأخرى التى تتقلب بحدة بين الارتفاع والانخفاض. ويرى مؤيدو هذا التوجه انه سيوفر رسوم التحويلات والمعاملات ما يجعل نقل الأموال أسهل وأقل تكلفة، كما انه سيلغى الوسطاء بين العميل والحكومة ويسهّل توصيل الأموال لمن ليس لديهم حسابات بنكية، حيث ان التعامل به سيتم عبر تطبيق على الهاتف.فيما يحذّر المشككون من الأضرار التى ستلحق بالنظام المصرفى التقليدى إذا أقدم الناس على سحب أموالهم واستبدلوها بالعملة الرقمية. هذا بخلاف مخاوف القرصنة الاليكترونية وانتهاك الخصوصية، حيث سيمنح النظام الفيدرالى للبنك المركزى القدرة على مراقبة المعاملات ووقفها ومصادرة الأرصدة. هذه المخاوف كانت تؤجل انضمام امريكا لنادى العملات الرقمية للبنوك المركزية، ولكنها اليوم مضطرة لذلك من أجل تكريس قيادتها للنظام المالى العالمى وتعزيز ريادتها فى المجال التكنولوجى والاقتصادى، خاصة ان العملات الرقمية يمكن أن توفر بديلًا للنظام المصرفى العالمى الذى تهيمن عليه واشنطن وربما تستخدم كوسيلة لتجنب العقوبات الامريكية. ان العالم يسير بخطى واسعة نحو الرقمنة وعلى المستوى الافريقى سبقت نيجيريا الجميع بإطلاق عملتها الرقمية eNaira، واليوم يجب ان نقف ونتساءل اين نحن من هذا التطور؟.