وكالة ثابت، أثر يمثل حقبة تاريخية مهمة ومن مدينة أسيوط،إذ تعد الأشهر من بين وكالات الأثرية ضمن التراث المملوكي بالمدينة، والتي يهددها اليوم الإهمال. تاريخ الوكالة تقع الوكالة الأثرية بمنطقة القيسارية، وتلاصق مسجد سيدي جلال الدين السيوطي، أنشأها محمد ثابت بك أيوب بن محمد كاشف بك زاده، لكن هناك حُجة تؤكد أن بانيها محمد كاشف وآلت إلى محمد ثابت بالإرث الشرعي.الوكالة تتكون من صحن أوسط مستطيل يغطيه سقف خشبي يبرز من وسطه هوائي ويحيط بالصحن دخلات معقودة تقع خلفها أبواب الحواصل. وصحن الوكالة يحف به مجموعة من الحواصل فى الطابق الأول لتخزين البضائع، والطابق العلوى غرف لسكن وراحة التجار إلى جانب مجموعة من الحوانيت فى الواجهة الرئيسية للوكالة لعرض البضائع، وعادة ما يستخدم الفناء للدواب، شكل واحد ثابت تشترك فيه كل الوكالات الثلاثة بمحافظة أسيوط. وتحتفظ الوكالة بين جدرانها بعبق التاريخ والتراث الأثري وتختزن الحكايات وتفاصيل عديدة تستشعرها بمجرد توجدك داخلها، كأنه استدعاء لعبق التاريخ وقيمته وعظمته، وتدرج الأيام والسنين وصولاً إلى العصر الحالى جعل كل وكالة كأنها واحة ثقافية بزخم تراثي تصلح كبيت للعود، مدرسة للفن التشكيلى، حضرة يومية للشعر وللقص، مركز لحفظ التراث، مقر للحرف التراثية الأسيوطية، أو جميعها وعلى فترات متتابعة على مدار أيام الأسبوع. أسيوط «مجمع أثار» وتتمتع محافظة أسيوط وخاصة منطقة القيسارية أن لديها من المناطق الأثرية المملوكية بحي القيسارية القديمة غرب أسيوط، وكالة ثابت، ووكالة لطفي، ووكالة شلبي، التراث يشبه منطقة خان الخليلي وشارع المعز تصلح جميعها لتكون منارات ثقافية حقيقية، وسياحية أيضاً مثلها مثل البيوت العريقة والوكالات القديمة «بيت السناري»، و«قصر الأمير طاز»، و«بيت السحيمي» و«بيت المنسترلي»، وغيرها من عمائر القاهرة، لتصبح ملتقًى للمفكرين وتجمعًا للمثقفين ومتنفسًا يرتاده شباب ذلك الحي الشعبى وأطفاله طلبًا للمعرفة ورغبة فى التزود ثقافيًا وعلميًا، فى ذلك المكان الذى يحمل عبق التاريخ وتطل منه مظاهر الحياة المملوكية والعثمانية.. فيمكن لهذه الوكالات إضافة هوية مغايرة للمحافظة. اقرأ أيضا: السياحة المجهولة| محمية الأسيوطي .. حيوانات نادرة وأعشاب طبية ملجأ التجار الوكالة كانت في العصور القديمة مرسى للتجار ومأوى المسافرين بين القوافل التجارية وقوافل درب الأربعين خاصة، ولكن وكالة ثابت ضاعت بين الآثار والأوقاف وحي غرب مدينة أسيوط بعد أن طالتها يد الإهمال واصبحت خربة. وكشفت الأيام الاخيرة أن الإهمال طال وكالة ثابت الأثرية وجعل منها خرابة حيث يلقي فيها التجار مخلفاتهم واشتكى العديد من انحدار مستوي اهتمام العاملين بها كما أن جدرنها ظهرت عليها تجاعيد الشيخوخة والإهمال، وقلة اهتمام المسئولين بها. اقرأ أيضا: حكايات| ملوك الترميم .. من «الإبرة» للفرعون (ملف تفاعلي) دعوة للترميم ويقول الدكتور أحمد عوض وكيل وزارة الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة أسيوط أنه خاطب الأوقاف وحي غرب مدينة أسيوط لاعتماد ميزانية تجديد وتطوير لها إلا أن كلا الجهتين تجاهلا الخطاب وذكر في خطابه أن الإهمال سيتسبب دمار ما تبقي منها من تراث أثري اذا لم يتم تجديدها. وكشف خطاب موجه لحي غرب مدينة أسيوط من مديرية الآثار أنه نظراً لسوء حالة الوكالة وخوفاً على الأرواح والممتلكات وجب التنبيه على التجار من شاغلي الوكالة برجاء منعهم من تخزين البضائع. وجاء في الخطاب الموجه لمديرية الأوقاف أولاً اخلاء الوكالة من شاغليها ثانياً اعداد مشروع ترميم من قبل الإدارة الهندسية للاوقاف حفاظاً على الأرواح والممتلكات وذلك طبقًا للمادة 30 والمادة 105 من قانون الآثار التابعة للاوقاف.