محافظ جنوب سيناء: افتتاح منشآت جديدة يعزز تنافسية شرم الشيخ وثقة الشركات العالمية في الاقتصاد المصري    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار التاسع عشر لسندات توريق بقيمة 735 مليون جنيه    حماس: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تؤكد النزعة التوسيعية للاحتلال وعمله على إبقاء حالة الصراع    وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية على مسافة شبه صفرية من سكاننا    مسؤول أممي: الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر وصمة عار    تقارير: زين الدين زيدان يقود منتخب فرنسا بعد انتهاء كأس العالم 2026    أبوريدة يجتمع مع منتخب مصر المشارك في كأس العرب    موعد مباراة إيطاليا والنرويج.. والقنوات الناقلة في تصفيات كأس العالم 2026    طقس قد يتسبب في نزلات برد.. الأرصاد تصدر تحذيرا    تعليم الإسماعيلية: يعلن جداول امتحانات شهر نوفمبر للعام الدراسي 2025/2026    قوافل الأحوال المدنية تستخرج 9079 بطاقة رقم قومي.. وتلبي 1065 طلبًا منزليًا في أسبوع    خلاف على أولوية المرور يتحول لمنشور متداول    وزير الثقافة يزور طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    حينما تتحول رؤية الدولة للصحة الرقمية إلى التزام فعلي.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية خطوة واسعة فى طريق صعب    الأوقاف تعلن مواعيد المقابلات الشفوية للراغبين في استخراج تصريح خطابة    مصر ترحب باتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين جمهورية الكونجو الديموقراطية وحركة M23    كيف نظم قانون الإجراءات الجنائية الجديد تفتيش المنازل والأشخاص؟    حبس طرفي مشاجرة نشبت بينهما بسبب معاكسة فتاة في المطرية    ما هي عقوبة مروجي الشائعات عبر السوشيال ميديا؟.. «خبير» يجيب    فيديو.. عمرو أديب يحتفي بتلال الفسطاط: من أعظم المشروعات في السنوات الأخيرة    السلم والثعبان 2 يتربع على عرش إيرادات ليلة أمس    الرياضية: أهلي جدة يفتح ملف تجديد عقد حارس الفريق إدوارد ميندي    سؤال برلمانى بشأن ظاهرة العجز الصارخ فى المعلمين    طريقة عمل صدور الفراخ، بصوص الليمون والثوم    فيروس ماربورغ.. القاتل الخفي الذي يعيد ذكريات الإيبولا    بنين تعتمد تعديلات دستورية تشمل إنشاء مجلس الشيوخ وتمديد الولاية الرئاسية    مصر وتشاد تبحثان خارطة طريق لتعزيز الاستثمار المشترك في الثروة الحيوانية    الري: التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء أحد أدوات التعامل مستقبلا مع محدودية المياه وتحقيق الأمن الغذائي    كبير الأثريين يكشف تفاصيل تطوير المتحف المصري بالتحرير    مركز التجارة الدولي: 195 مليون دولار صادرات مصر من الشيكولاته في 2024    فرنسا يلتقي أذربيجان في مواجهة تحصيل حاصل بتصفيات مونديال 2026    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 3 أجانب خارج مصر    أمام كاب فيردي .. عمر مرموش يحل أزمة الجبهة اليسرى فى منتخب مصر    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    وزير الخارجية يجري اتصالات مكثفة بشأن الملف النووي الإيراني    اليوم .. بدء القيد بالنقابة العامة لأطباء الأسنان لخريجى الكليات دفعة 2024    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    سعر الدولار الأمريكي اليوم الأحد 16نوفمبر 2025    متي ينضم محمد صلاح لمعسكر الفراعنة قبل أمم أفريقيا ؟ ليفربول يحدد الموعد    إصابة العشرات بعد اندلاع اشتباكات في المكسيك وسط احتجاجات الجيل زد    «حماة الوطن» يعقد مؤتمرًا حاشدًا بالإسماعيلية لدعم مرشحيه    اليوم.. وزيرالثقافة ومحافظ الإسكندرية ورئيس أكاديمية الفنون يفتتحون فرع ألاكاديمية بالإسكندرية    مائل للبروده....تعرف على حالة الطقس المتوقعه اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 فى المنيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    بريطانيا تجرى أكبر تغيير فى سياستها المتعلقة بطالبى اللجوء فى العصر الحديث    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    أدم محمد صبري: والدي رفض دخولنا نادي الزمالك ب "الواسطة".. وهذه وصيته لنا    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    محمود حسن تريزيجيه: الانضباط والاحترام أساس تكوين شخصية لاعب الأهلي    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير السعودية بالقاهرة: العلاقات مع مصر تاريخية ونتعامل مع الحقائق لا الشائعات|حوار

زخم كبير فى التعاون الثنائى بعد لقاء يونيو الماضى بين الرئيس السيسى وولى العهد
اجتماعات لجنة المتابعة والتشاور السياسى منتظمة
الاستثمارات السعودية فى المرتبة الثانية وتصل إلى 30 مليار دولار
مصر منارة إشعاع فكرى وحضارى وثقافى وحصدت نصف جوائز مهرجان الرياض
هو حديث استثنائى زادته أهمية توقعات بأن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين قفزة نوعية خلال الفترة القليلة القادمة، وفقا لتحركات مرتقبة، أساسه المصارحة، وقوامه المكاشفة، وهدفه إظهار الحقائق، حيث طرحنا على مائدة الحوار كافة الأسئلة والاستفسارات فى ظل اتفاق على عدم وجود سقف لها، وترحيب واسع من طرفه الآخر السفير أسامة نقلى سفير السعودية فى القاهرة، حيث ناقشنا حقيقة بعض التقارير حول وجود (برود أو أزمة مكتومة فى العلاقات بين مصر والسعودية).
وكذلك ما يتردد حول خطط للرياض لسحب البساط من تحت أقدام القاهرة باستخدام القوة الناعمة للفن والابداع. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه الى قضايا، قد يراها البعض حساسة، ونعتبر تناولها من حق الشعبين، ومن ذلك زيادة وتيرة التدريبات العسكرية بين البلدين، والتعاون على المستوى الاستراتيجي، وايضا معدلات التعاون الاقتصادى والاستثمارى غير المسبوق ، وخرجنا الى طرح بعض القضايا الدولية والاقليمية ، منها تفسير التناقض فى المواقف الإيرانية بين سعيها لتطبيع العلاقات مع الخليج، وفى نفس الوقت دعمها لجماعة الحوثى والمستمرة فى هجماتها الارهابية على المملكة ودولة الامارات، وتأجيل بعض الخطط الخاصة باستضافة المملكة للقمة العربية الأفريقية أو تجمع الدول المطلة على البحر الاحمر وخليج عدن.
وبنفس صراحة الاسئلة جاءت الإجابات واضحة محددة ، تكشف عن حقائق، وترصد واقعا يدعمها، ومعلومات تؤكدها، ومن ذلك النفى للقطاع لوجود برود أو أزمة مكتومة فى العلاقات بين البلدين، حيث أعطى لقاء شرم الشيخ بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان زخما جديدا للعلاقات، وتعددت اللقاءات على مستويات مختلفة وزارية وغيرها ووصلت الى عشرة لقاءات. . ولم نجد صعوبة فى الحوار مع السفير أسامة نقلى بكل تجربته فى العمل الاعلامى والدبلوماسي، التى تجاوزت اكثر من أربعين عاما. سنوات طويلة منها فى مجال الاعلام من اول السلم كملحق دبلوماسى فى واشنطن حتى وكالة الوزارة للشئون الدبلوماسية، ومنها الى القاهرة حيث تم تعيينه سفيرا لبلاده فى ابريل 2017، وخلال تلك المسيرة شارك فى مؤتمرات دولية وإقليمية وعربية ضمن الدائرة الوثيقة بعميد وزراء الخارجية فى العالم الراحل العظيم الأمير سعود الفيصل. . الحوار تضمن معلومات مهمة وتفسيرا وطرحا لرؤى حول العديد من القضايا الثنائية بين مصر والسعودية وكذا العربية والإقليمية.
فى البداية نحن أمام وجهتى نظر لكل منهما أسبابه التى يعتمد عليها، الأولى تتحدث عن وجود نوع من الفتور فى العلاقات بين القاهرة والرياض تأسيسًا على عدم وجود اتصالات على مستوى القادة فى الآونة الأخيرة، وغياب السعودية عن القمة الثلاثية الأخيرة فى أبو ظبى.
ووجهة نظر ثانية تؤكد أن العلاقات على خير ما يرام اعتمادًا على استمرار الاتصالات واللقاءات على مستوى كبار المسئولين وآخرها زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان للقاهرة.
أعتقد أن السفير هو الأقدر على توضيح تلك الأمور؟
نحن نتعامل مع الحقائق وليس وجهات النظر والفرضيات.. الحقيقة الأولى أنه خلال عامى الجائحة حدث انخفاض ملموس فى حجم النشاط السياسى المباشر على مستوى العالم نتيجة للإجراءات الاحترازية التى فرضتها الجائحة، أما الحقيقة الثانية فإنه عندما بدأ العالم يشهد انفراجة فى التحرك والتنقل والسفر بعد اعتماد التطعيمات دوليا، والشروع فى تلقيها، شهدت العلاقات السعودية المصرية لقاء قمة أخوى جمع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود،- حفظه الله- وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمدينة شرم الشيخ فى شهر يونيو الماضى، وأعقبها زخم كبير من الزيارات المتبادلة على المستويات الوزارية والرسمية والتى بلغت نحو عشر زيارات لبحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين، وتعزيز التعاون والتنسيق الاستراتيجى القائم بينهما، والدفع به إلى آفاق أرحب.
متابعة وتشاور سياسى
فى ضوء تنشيط عمل لجنة المتابعة والتشاور السياسى بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، ما هى ملفات التطابق والتمايز فى المواقف على الصعيد العربى؟
المشاورات السياسية بين البلدين تجرى فى إطار مؤسسى من خلال لجنة المتابعة والتشاور السياسى التى تؤطر للاجتماعات الدورية بين وزارتى الخارجية والمسئولين فى كلا البلدين، وتجتمع كل ستة أشهر بالتناوب بين الرياض والقاهرة.
وتبحث على مدار العام فى مجمل قضايا المنطقة والعالم ومستجداتها، فضلًا عن اللقاءات التى يعقدها وزيرا الخارجية أينما تواجدا فى أى مؤتمر دولى.. هذا التشاور المستمر ساهم فى تناغم المواقف، تدعم ذلك المبادئ المشتركة لسياسة البلدين الخارجية القائمة على احترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، واحترام المبادئ والقوانين الدولية، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.
ماذا عن التعاون الثنائى على صعيد زيادة حجم الاستثمارات المشتركة والتبادل التجارى والتعاون الاقتصادى بين البلدين؟
تاريخيًا، تعتبر استثمارات القطاع الخاص السعودى من أول الاستثمارات العربية التى دخلت مصر، استمرت هذه الاستثمارات فى النمو لتحتل المملكة اليوم المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية، وفقًا لبيانات الهيئة المصرية العامة للاستثمار بقيمة تزيد على 30 مليار دولار.
وقائمة بأكثر من 6 آلاف شركة سعودية أو ممولة برأسمال سعودى تستثمر فى مصر.. فى المقابل، تحتل مصر المرتبة الثانية فى قائمة الدول التى تم إصدار رخص استثمارية لها بالسعودية فى العام 2020، بإجمالى استثمارات تصل لنحو مليار ونصف المليار دولار.
دفة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين يقودها بعون الله وتوفيقه ثلاثة عناصر رئيسية: الإرادة السياسية، الإرادة الشعبية، آليات إدارة التعاون المتمثلة فى اللجنة الاقتصادية المشتركة على مستوى وزراء التجارة فى البلدين.
ومجلس رجال الأعمال السعودى-المصرى على مستوى القطاع الخاص.. حقيقة الأمر تشير إلى وجود نمو فى حجم التبادل الاقتصادى بين البلدين، إلا أن الطموحات تظل دائما أكبر من الحجم المنجز، لذلك جاءت زيارة معالى وزير التجارة السعودى لمصر كأول زيارة على المستوى الحكومى بعد التخفيف من قيود جائحة كورونا فى يونيو الماضى، صاحبه وفد يضم 35 رجل أعمال سعودى، وشهدت نشاطًا مكثفًا بين الجانبين واستئناف عقد اللجنة المشتركة ومجلس الأعمال لبحث الاستثمارات القائمة والآفاق المستقبلية.
تعاون أمنى ودفاعى
هل لديكم تفسير لتعدد التدريبات البحرية المصرية السعودية فى الأشهر الأخيرة بمياه البحرالأحمر؟
التدريبات المشتركة تعتبر تقليدا عسكريا معروفا ومألوفا حول العالم بهدف الحفاظ على جهوزية القوات المسلحة بشكل مستمر، وفى ظل العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين التى طالت كل مجالات التعاون المشترك، من الطبيعى أن تشمل كذلك التعاون العسكرى والأمنى فى إطار أهدافنا المشتركة فى الدفاع عن أوطاننا وشعوبنا ومقدراتنا.
هل لكم رد على ما يثار بوسائل التواصل الاجتماعى بشأن مزاعم محاولة السعودية سحب البساط من تحت أقدام الفن المصرى والذى يمثل إحدى القوى الناعمة لمصر؟
مصر منارة إشعاع فكرى وحضارى وثقافى، والمهرجانات والفعاليات العالمية التى استضافتها المملكة أكدت على هذه الريادة من خلال الحضور الكبير للفن والثقافة المصرية فيها بما يليق بمصر ومكانتها فى قلوبنا وعربيًا وعالميًا.
ولم يقتصر الأمر على الحضور والمشاركة فقط، بل حصدت ريادة مصر نصف جوائز المهرجان بكل جدارة وتقدير. وكما أننا نشعر أننا بين أهلنا فى مصر عند قدومنا إليها، فإننا نحمل مشاعر الود والتقدير لهم فى المملكة باعتبارهم بين أهلهم.
ماذا عن الإجراءات التنظيمية المتبعة لأداء العمرة.. وما هو شكل التنسيق بين المملكة ومصر فى هذا الأمر؟
بفضل الله تعالى، تم فتح العمرة تدريجيًا نظرًا لمستجدات وإجراءات مكافحة جائحة كورونا، حيث إنها بدأت بالسماح لعدد محدود من داخل المملكة، ثم انتقلت إلى مرحلة مضاعفة هذه الأعداد من المقيمين والمواطنين، ومؤخرًا تم فتح باب العمرة من الخارج وفقًا لنفس الإجراءات الاحترازية المتبعة فى المملكة.
وبالتنسيق مع حكومات الدول الإسلامية. وحيث إن مسألة الإجراءات الاحترازية تعتبر مشتركة بين المملكة وهذه الدول، من واقع النطاق السيادى لكل دولة فى إيفاد مواطنيها بالأعداد التى تحددها وفق اشتراطات معينة تراها الدولة المعنية لحماية مواطنيها، فإن مصر كانت من بين هذه الدول التى يتم التنسيق معها بخصوص الاشتراطات والضوابط التى وضعتها لحماية مواطنيها.
وصدر بها قرار مجلس الوزراء لتنظيم العمرة فى ديسمبر الماضى بالشكل الذى يضمن أداءهم للشعيرة وسلامتهم بإذن الله تعالى، عبر شركات السياحة التى تخضع لرقابة الحكومة المصرية. ومن جانبها تحرص المملكة دائمًا على تقديم التسهيلات والخدمات للمعتمرين من كل أنحاء العالم بما فيها الشقيقة مصر.
تشاور مصرى خليجى
أظن أن السعودية لعبت دورًا كبيرًا فى تكريس عمل آلية التشاور السياسى بين مصر وأعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربى وشارك الوزير سامح شكرى فى اجتماع خصص لذلك فى يناير.. كيف يتطور هذا التنسيق؟
مشاركة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى فى هذه الاجتماعات مع أشقائه وزراء خارجية دول «مجلس التعاون» يعد أمرًا طبيعيا تحتمه العلاقات المتميزة بين دول المجلس ومصر، كما تعكس حرص الجانبين على استمرار التنسيق والتشاور بينهما، لاسيما تجاه التحديات المُشتركة التى تواجه المنطقة العربية. وما يقتضيه ذلك من توحيد الصف، فى ظل الارتباط الوثيق بين الأمن القومى الخليجى والمصرى.
دعم السعودية لحقوق مصر والسودان فى التوصل إلى اتفاق يضمن مصالح الدول الثلاثة فى سد النهضة واضح، ولكنى أتساءل عن استخدام الرياض لقدرتها فى لعب دور فاعل فى التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة؟
موقف الشقيقتين مصر والسودان من أزمة سد النهضة يستند إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم وفقا لقواعد القانون الدولى والاتفاقات المبرمة وإعلان المبادئ وبما يضمن التوزيع العادل لحصص الدول الثلاث، ويلبى حاجة إثيوبيا فى التنمية.
ومن المؤكد أن هذا الموقف المتوازن يحظى بدعم وتأييد المملكة، انطلاقًا من قناعتها الراسخة بأن الأمن المائى لدولتى المصب جزء لا يتجزأ من الأمن المائى العربى. وذلك ما أكد عليه سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودى فى أكثر من مناسبة.
الاحتفال بيوم تأسيس المملكة خلال شهر فبراير هل هو استبدال لليوم الوطنى الذى يمثل ذكرى توحيد المملكة أم هو إضافة؟
يوم التأسيس هو ذكرى بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية على يد الإمام محمد بن سعود، قبل 3 قرون فى 22 فبراير 1727ه، ولذلك جاء الأمر الملكى الكريم للاحتفاء بهذه المناسبة اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وما أرسته من وحدة وأمن فى الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها. أما بالنسبة لليوم الوطنى، فيواكب ذكرى توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، فى العام 1932م وتسميتها ب «المملكة العربية السعودية».
كورونا جمدت نشاطات
مر عامان تقريبا على إعلان تأسيس مجلس دول البحر الأحمر وخليج عدن والذى ضم ثمانية دول عربية وإفريقية.. هل فتر الاهتمام بهذا المجلس خاصة أننا خلال العامين لم نرصد له أى نشاط؟
تم بالفعل إقرار ميثاق تأسيس المجلس فى اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية الثمانية فى الرياض فى يناير 2020م، تمهيدًا لرفعه إلى قادة الدول الموقعة فى اجتماع على مستوى القمة، إلا أن جائحة كورونا جمدت كل الأنشطة عالميا لدواعى الحجر، ومن المؤمل أن يتم استئناف إجراءات تأسيس المجلس فى ضوء عودة الحياة الطبيعية تدريجيا.
هناك أيضًا دعوة سعودية مؤجلة نتيجة ظروف الجائحة لاستضافة القمة العربية الأفريقية فى الرياض.. هل مازال الأمر مطروحا خاصة أن مثل هذه القمم تكرس للتعاون بين المجموعتين فى ظل ما تشهده القارة الافريقية من أنشطة لدول مناوئة للسياسات العربية وأقصد بذلك إيران؟
تأجيل انعقاد القمة العربية الإفريقية استدعته كذلك الجائحة، وأعتقد أن الفترة الحالية تشهد عمليات جدولة المؤتمرات والفعاليات الدولية بما يتفق مع التزامات الدول فى ظل القناعة المشتركة لدى جميع الأطراف بأهمية القمة، وفى ضوء الحرص على تكريس التعاون العربى الإفريقى فى مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية محل الاهتمام المشترك.
برأيك من يتحمل مسئولية استمرار العمليات العسكرية فى اليمن خاصة أن الشعب اليمنى هو من يدفع ثمن استمرارها؟
ينبغى التذكير بأن الحلول السلمية والدبلوماسية سبقت العمليات العسكرية، وتمكنت تلك الجهود من إزالة الاحتقان فى اليمن، وتحقيق الانتقال السلمى للسلطة، وتشكيل الحكومة، وعودة البرلمان لممارسة دوره التشريعى، وإطلاق الحوار الوطنى.
وبالتزامن مع تلك التحركات كان للمملكة أيضا الدور الأكبر فى دعم العمل الإنسانى والإغاثى وإقامة المشروعات التنموية فى اليمن بحجم مساعدات يتجاوز 17.5 مليار دولار حتى الآن. والمملكة التى بادرت بحل الأزمة سلميًا فى العام 2011م مازالت تسير على نفس النهج مع أشقائها فى دول التحالف نحو السعى الدائم للتوصل إلى حل سلمى للأزمة، من خلال عدة مبادرات تتسق مع الجهود الدولية والأممية، إلا أن جميع هذه الجهود السلمية مازالت تتكسر أمام صواريخ الغدر الحوثية بدعم من إيران، والتى لم تتوقف عند تهديد أمن واستقرار اليمن، بل صعّدت من عملياتها العسكرية لتشمل المدنيين والمنشآت المدنية فى المملكة.
ومؤخرًا فى دولة الإمارات الشقيقة، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى والإنسانى، ومن جانب آخر أفضت إلى زيادة وتيرة العمليات للدفاع عن أرضنا وشعوبنا ومقدراتنا.
إيران وتصدير الثورة.
كيف يستقيم أمر سعى إيران لتطبيع علاقاته مع الدول العربية مع استمرار سياسات طهران التى تتدخل فى العديد من الساحات العربية اليمن ولبنان نموذجا؟
السياسة الإيرانية تنطلق من مبدأ تصدير الثورة المنصوص عليه صراحة فى دستورها، حيث دأبت على التدخل فى شئون الدول بإثارة الفتن الطائفية والمذهبية وتشكيل المليشيات المسلحة كما هو الحال بالنسبة لحزب الله فى لبنان ومليشيا الحوثى باليمن، بهدف اختطاف القرارات السياسية فى تلك الدول والسيطرة على مقدرات شعوبها.. فى ظل هذه السياسة، أكدت المملكة ولا تزال على إقامة علاقات طبيعية مع إيران شريطة أن تستند إلى الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، واحترام المبادئ والقوانين الدولية، وإزالة كل الأسباب التى أدت إلى توتير هذه العلاقات.
ما المغزى من دعوة المملكة لعقد مؤتمر استثنائى إسلامى عن أفغانستان لاسيما بعد تولى حركة طالبان مقاليد السلطة فى البلاد؟
المغزى إنسانى بحت، ناجم عن خطورة الأوضاع الإنسانية فى أفغانستان، لذلك، بادرت المملكة بالدعوة إلى هذا الاجتماع الوزارى فى ديسمبر الماضى بإسلام أباد، بهدف حشد الدعم الدولى للتخفيف من حدة المعاناة الإنسانية للشعب الأفغانى، وحرصًا منها على أمن واستقرار أفغانستان، وسيادتها ووحدة أراضيها.
وقد أعقب المؤتمر تحرك المملكة العاجل من خلال تسيير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جسرًا جويًا وآخر بريًا يحملان على متنهما آلاف الأطنان (2117 طنا) من المساعدات المتنوعة لدعم الشعب الأفغانى الشقيق فى مواجهة أزمته الإنسانية الخطيرة والمتفاقمة.
وعلى وجه الخصوص حاجته الماسة للغذاء والدواء والمأوى، وقد استقبلت أفغانستان خلال الفترة الماضية عدة دفعات من هذه المساعدات، وتتوالى، بفضل الله، عمليات توصيل باقى المساعدات والقوافل الإغاثية تباعًا.
المسار السياسى
لكن تلك الدعوة خضعت لتفسيرات سياسية عديدة؟
فيما يخص المسار السياسى، فإن الدعوة لعقد هذا الاجتماع لا تحمل أى أغراض سياسية سوى حرص المملكة على أمن واستقرار أفغانستان وسيادتها ووحدة أراضيها ومنع التدخلات الأجنبية فيها وإدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.
وألا تصبح أفغانستان مصدرًا أو ملاذًا للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وحث السلطات الأفغانية على احتواء مختلف الأطياف الأفغانية، ومراعاة المواثيق والأعراف الدولية، واحترام حقوق الإنسان وحق المرأة فى التعليم والعمل ضمن التعاليم والمبادئ التى كفلتها الشريعة الإسلامية. كما تأمل المملكة أن يُحفز تحرك منظمة التعاون الإسلامى المجتمع الدولى للتحرك العاجل والفاعل والمُضى قدماً لمد يد العون للشعب الأفغانى.
وبالنسبة لقضية الاعتراف بسلطات الأمر الواقع فى أفغانستان، فهى مرهونة بالالتزام بالأولويات والأطر المتفق عليها دولياً والتى ستكون فى إطار جماعي.
كنت أحد المقربين من الراحل العظيم الأمير سعود الفيصل هل تعتقد أنه ترك مذكرات للنشر فى مرحلة لاحقة؟
هذا السؤال يُمكن أن يوجه لأسرة الأمير الراحل لأنهم أقرب لحياته الخاصة، لكنى شرفت بالعمل معه لفترة طويلة فى أروقة وزارة الخارجية، كما قرأت بعض الكتب التى تناولت سيرته، وأستطيع أن أؤكد أن الأمير سعود الفيصل أسس نهجاً خاصاً فى العمل الدبلوماسى قائما على الحكمة والدهاء والشجاعة، ولعل مواقفه المشهودة خلال الحقبة الثرية التى أدار فيها دفة الدبلوماسية السعودية بكفاءة واقتدار هى التى تدفع الباحثين لمحاولة سبرغور مسيرة الأمير الراحل السياسية.
ثلاثة عناصر تقود دفة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين | التعاون العسكرى والأمنى بين القاهرة والرياض يستهدف الدفاع عن أوطاننا وشعوبنا
اقرأ ايضا | الاتحاد الأوروبي: قد نتحول من «مراقب» إلى «ضامن» لتنفيذ اتفاقات سد النهضة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.