أعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عن القلق إزاء تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا وتأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية وبما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة الهامة من العالم. وأكد المجلس في بيان أصدره في ختام أعمال اجتماعه غير العادي الإثنين، برئاسة الكويت وبطلب من مصر لبحث أخر تطورات الأزمة الجارية في أوكرانيا على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر والدعوة إلى الشروع في إجراءات التهدئة وضبط النفس وبما يكفل عودة الاستقرار والسماح بعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي. كما عبر المجلس عن القلق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية والتأكيد على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الدول العربية للحفاظ على امن وسلامة الجاليات العربية الموجودة في المنطقة حاليا وتسهيل عبور الراغبين منهم الى الدول المجاورة والحفاظ على أمن وسلامة أعضاء البعثات الدبلوماسية العربية. اقرأ أيضا: الجامعة العربية تدعو إلى عمل دولي جاد لإنهاء الأزمة الأوكرانية سياسيًا ودبلوماسيًا وأوصى المجلس بتشكيل مجموعة اتصال عربية على المستوى الوزاري تتولى متابعة واجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.. وتكليف الأمانة العامة بإجراء المشاورات اللازمة لاعتماد هذه التوصية. واستعرض المجلس، خلال الاجتماع، تطورات الموقف وأثره على السلم والأمن الدوليين وأثره المباشر على الدول العربية. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، في كلمته أمام الاجتماع: إننا نتابع في الأمانة العامة بقلق كبير التطورات المتلاحقة في أوكرانيا وما ينجم عنها من تبعات عسكرية وإنسانية خطيرة. وأضاف: ندرك مواقف جميع الأطراف وهى جميعا أطراف صديقة. وتابع: نؤمن بأنه كان من الضروري تكثيف العمل من أجل التوصل إلى ترتيبات ترضي الجميع بدون اللجوء إلى القوة العسكرية لأن الحروب لها تكلفتها الحزينة والمرتفعة بكل أسف. وأضاف: لكننا الآن نواجه هذا الظرف الدقيق.. ونرى أنه يتحتم على جميع الدول والتنظيمات المحبة للسلام العمل بشكل سريع من أجل وقف التصعيد وليس تأجيجه، واستعادة الحوار والسعي إلى تسوية الأزمة من خلال الدبلوماسية التي لا غنى عنها بهدف تفادي تدهور الأوضاع واتساع رقعة النزاع. وشدد على أن انتماءنا للمنطقة العربية ربما يجعلنا - أكثر من غيرنا - وعياً للآثار المدمرة للحروب واستخدام القوة العسكرية، ولتبعاتها المؤلمة.. والعواقب السلبية بالغة الخطورة لذلك على جميع الأصعدة وخاصة الإنسانية. ودعا إلى الانخراط في عمل دولي جاد يهدف إلى إنهاء الأزمة الحالية سياسياً ودبلوماسياً وهي أفضل السبل لمعالجة الوضع.. وبما يؤدي إلى استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن للجميع، في ظل احترام القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. وأضاف نأمل في ظل هذه الظروف الخطيرة أن يتحمل كل طرف مسئوليته، وأن تنصب كافة الجهود على تجنيب المدنيين تبعات تدهور الوضع الأمني، مع التأكيد على التزام الجميع بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها خاصة في ظل استمرار توافد اللاجئين الأوكرانيين على الدول المجاورة.