من أكثر المواقف الصعبة التي يمكن أن يعيشها أي شخص منا هي موت شخص عزيز عليه، فتأتي تلقاء نفسها خلال لحظات الوداع ذكريات ومواقف جمعت بينكما، فكم تتمنى لقاء لا يتجاوز اللحظات ولكن تظل أمنية اللقاء مرة أخرى للحظات معدودة امنية لاتتحقق ولا تقدر بثمن. الأربعاء الماضي كان يوما حزينا تدثرت فيه صاحبة الجلالة بالسواد بعد ان خطف الموت احد ابنائها المخلصين الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق. ظل ياسر رزق حتى النفس الأخير عاشقا للمهنة، منحها كل جهده ووقته، فوضعته في مصاف الرواد وشيوخ المهنة، يكفى أن يوضع اسم ياسر رزق على اية مطبوعة لتعلم أن توزيعها سيتضاعف عشرات المرات وأنها ستكون الناطق الرسمى بهموم ومشاكل الناس وصوت القارئ. وبعيدا عن مهنية ياسر رزق الجارفة والتي يشهد بها كل ابناء جيله، فقد كان انسانا من الذين جعل لهم الرحمن ودًا احبه الجميع لحسن خلقه وتواضعه وقلبه الكبير الذي لم يكن يحمل إلا الحب والخير لزملائه واحبابه وللجميع. رحل عن عالمنا ياسر رزق الفتى الذهبى للصحافة المصرية وعاشق الحروف صاحب الموهبة الفريدة والأفكار المنيرة بجسده، ولكنه سيظل حيا في قلوب تلاميذه واصدقائه، خالدا فى قلب صاحبة الجلالة بعد أن اصبح أحد اساطيرها التى تعصى على النسيان.