يمكن أن يكون هذا الأسبوع حاسما فى مسار العلاقات بين روسيا والغرب، وما إذا كانت ستسير نحو المزيد من التأزم الذى يهدد بصدام لا حدود لعواقبه.. أو أن الحكمة ستتغلب وتطفئ نيران حرب قد لاتظل حربا باردة لأجل طويل! ماراثون من المباحثات بدأ بلقاء الوفدين الأمريكى والروسى فى جنيف، يعقبه جولة أخرى من المباحثات اليوم الأربعاء فى بروكسل بين روسيا ومجلس حلف الناتو، ثم محادثات منفصلة متعددة الأطراف فى إطار منظمة التعاون والأمن بأوروبا فى فيينا غدا الخميس. المحادثات المتواصلة تأتى مع التصعيد الخطير فى أزمة أوكرانيا لكنها تمتد لقضايا أشمل قد تحدد مسار العلاقات لسنوات طويلة. وإذا كان ما نراه يعبر عن خطورة الأزمة التى تواجه علاقات روسيا بالغرب، فإنه أيضا يشير إلى أن الحوار فى حد ذاته يعتبر خطوة إيجابية قد تساعد فى تخفيف التوتر وتفتح الطريق لحل وسط تمنع الانزلاق إلى ماهو أخطر. التصريحات حتى الآن من الجانبين لاتبدى تفاؤلا، والمواقف مازالت متشددة. روسيا تريد ضمانات بعدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو والامتناع عن حشد الصواريخ الموجهة على حدودها. ودول أوروبا وأمريكا تطلب سحب جنود روسيا من على حدود أوكرانيا وتهدد بالرد الشديد إذا أقدمت روسيا على غزوها. لكن إبقاء أبواب الحوار مفتوحة يعنى أن كل الأطراف تدرك حجم المخاطر إذا استمر التصعيد. وقد لايكون هناك الآن حل نهائى لأزمة أوكرانيا، لكن تبريد الأزمة ممكن، خاصة أن كل الأطراف غير مستعدة لصدام كبير.. أوروبا لاتملك القدرة، وأمريكا لاتملك الرغبة، وروسيا تدرك أن الصدام قد يفقدها الكثير مما حققته فى السنوات الأخيرة على طريق استعادة مكانتها ونفوذها. لهذا يستمر الحوار، وتستمر المحاولات لتجنب المواجهة. ورغم التشدد فى التصريحات من هنا وهناك، يبقى الحل الوسط ممكنا.. ولعله الممكن الوحيد!