الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات
تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة
200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)
سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير
فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين
محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة
شارك صحافة من وإلى المواطن
رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025
لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية
الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة
رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع
'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد
خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول
في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا
وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا
مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة
جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي
«بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز
مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت
اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة
بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا
بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي
بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية
حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل
امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل
أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما
حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)
نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب
إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي
إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم
إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول
رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي
دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت
نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"
أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل
29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها
الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما
خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى
«عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)
اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية
نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023
محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية
خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل
البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة
نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام
حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل
"بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان
علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله
تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)
صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة
الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم
ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟
هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»
كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي
سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه
خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب
البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عندما يتوه المثقف وسط أمواج مواقع التواصل الاجتماعى
أخبار الأدب
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 25 - 12 - 2021
شهاب طارق
خلال السنوات القليلة الماضية لم يعد المثقف «بوصلة» يتم من خلاله توجيه الرأى العام بشأن قضايا بعينها، أصبح عبارة عن «رقم» داخل وسائل التواصل الاجتماعي، وبات يتعامل مع أمور جديدة ربما لم تقابله من قبل، فبدلًا من توجيه الجمهور لقضايا بعينها، أصبح بفضل منصات التواصل الاجتماعى على «الهامش» أمام الكثير من الترندات التى تظهر بسرعة كبيرة وتختفى بالسرعة نفسها، ولم يعد أمامه إلا مجاراة الواقع الجديد أو أن يلتزم الصمت. ولم يسلم المشهد الثقافى فى مصر من عدوى الترندات، وربما يكون من التبعات جروبات القراءة التى توجه القراء لأعمال بعينها من خلال الدعاية الملحة.
تحدثنا مع عدد من الكتاب والمثقفين عن الحياة داخل وسائل التواصل الاجتماعي، وموقفهم من الترند.
د. سيد ضيف الله: كيان المثقف ضاع داخل الترند
أرى الآن أن هناك تحولًا كبيرا يخص علاقة المثقف بالقضايا، وفقد أغلبية المثقفين سيطرتهم على الموضوعات التى يريدون بحثها، فلم يعد للمثقف أجندة يحددها بنفسه، لأن الأجندة تحدد له صباح كل يوم من خلال مطالعته لحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالى أصبح تابعا إلى حد كبير جدا، ليس فقط فيما يخص الموضوعات العامة التى يعلق عليها تحت مسمى «الترند» بل أرى أنه على مستوى النقد الأدبي، فهناك بعض النقاد يبنون قراءاتهم النقدية على الأعمال التى يروج لها أصحابها من خلال حساباتهم، ويتأثرون بتقييم تلك المنشورات، ويصل ببعضهم الحال إلى أن تكون مقالته النقدية عن الغلاف الأكثر رواجا على صفحة الفيس بوك؛ بينما هناك أعمال أفضل لكن ليس لأصحابها حضور فعال على الفيس بوك، ولا يتم الانتباه لها، لذلك فإن من لا يتواجد اليوم على مواقع التواصل لا يتواجد على ساحة الأدب والثقافة بشكل عام.
أما المشكلة الثانية فهى أن المثقف فقد الميزة الأساسية التى كانت تميزه عن الجماهير، لم يعد هناك كيان اسمه «المثقف» لأن المثقف إذا ما دخل من بوابة تلك المواقع أصبح رقما ضمن الجماهير. فالميزة الأساسية بين المثقف والجماهير تكمن فى المسافة بينه وبين الموضوع الذى يدرسه، والتى تمنحه القدرة على التفكير بشكل فردى ونقدى ليمكنه تحديد موقفه بناء على «رؤية» وبناء على موقف نقدي، حتى وإن كان موقفه ضد التيار السائد، فالمثقف لديه قدرة على زعزعة السائد، على مخالفة المسلمات، والسير عكس التيار، فهذا هو تعريف المثقف بشكل عام خاصة عند إدوارد سعيد. لكن ما أراه الآن أنه لا أحد يسبح عكس التيار، فما أن يدخل المثقف إلى مواقع التواصل الاجتماعى فعليه أن يسبح مع الترند، أو أن يكون لديه القدرة النفسية والقوة الرمزية، والمهنية، والشللية، والتى تمكنه من صنع الترند بنفسه. فإذا جاء مثلا صحفى مشهور، وكتب رواية وجامله جميع النقاد والمثقفين بشأن روايته تلك، فإما أن تسير فى الموكب وتقول بأن هذه رواية جميلة، وإما عليك أن تسير عكس التيار وتقول: «هذه أسوأ رواية» لكن عليك تكوين جبهة مضادة لتبنى هذا الرأى المخالف.
لذلك فإما أن تسبح مع التيار أو أن تتلقى السهام، التى قد تأتيك من قارئ ربما لم يقرأ فى حياته كلها سوى خمس روايات، ولديه نفس السلطة الرمزية للحكم على الاعمال، مادمت قد ارتضيت أن تكون وسيلة التواصل مع الناس هى الفيس بوك فلا قيمة لأستاذية أو ألقاب، الكل سواسية، وهذ ما يجب على الناقد أن يدركه وبالتالى عليه أن يستخدم اللغة المناسبة، وأن يختار الموقع الذى يريد أن يضع نفسه فيه، فإذا أراد أن يكون مع «الموجة» فهذا أمر سهل، لكنه فى المقابل سيفقد أى ميزة باعتباره «مثقفا» أما إذا رأى أن له رأيا مخالفا فمواقع التواصل ليست ساحة الأكاديميين أو كهنة النقد.
لكن الخطير فى الأمر أن السياسات الثقافية بجانب القرارات المصيرية، تأخذ غالبا عن طريق الحضور الجماهيري، بل إن اختيار القيادات يتم غالبا بناء على مدى حضورهم على تلك المواقع، الأعلى صوتا تجده حاضرا وموجودا، والأكثر حضورا ليس بالضرورة أن يكون الأكثر كفاءة.
أما بالنسبة إليّ فقد تعلمت أن أتجنب الترندات، أتجنب الجدل فى مثل هذه الأمور التى لا أعرف أبعادها.
انتصار عبد المنعم:
أبتعد للحفاظ على استقلال توجهاتي
منذ سنوات بعيدة، كان الناس يستيقظون على صوت بائع الجرائد المتجول وهو ينادى بأعلى صوته: اقرا الحادثة! اقرا الحادثة! فيتسابق الناس لشراء الصحيفة لمعرفة الحادثة، وتصبح مجالا للنقاش فى البيوت والمقاهى والجامعات، صباحا ومساءً، إلى حين ينادى البائع المتجول على «ترند» جديد فيحل محل الحادثة. مر زمن «الترند» المسموع، ولم تعد الصحف نفسها قادرة على مواكبة الحوادث والأخبار، وامتلأ فضاء الانترنت بالأخبار، وهنا بدأت ظاهرة «الترند» على السوشيال ميديا لجذب الانتباه لخبر ما أو لشخص بعينه كوسيلة لتكوين اتجاه معين سواء كان سلبيا أو إيجابيا.. الترند أو الاتجاه يرتبط فى الأساس بسوق المال والأعمال، ويقصد به تطور قيم السوق أو سعر الأصل، ويمكن أن تكون الاتجاهات (صعودا) أو(هبوطا) أو جانبية (مسطحة). وللتدليل على الترند الايجابى «صاعد» والمعاكس»هابط»، لا نجد نموذجا أبلغ مما حدث بعد وفاة دكتور أحمد خالد توفيق عام 2018، فحين نعاه محبوه فى ترند تصدر صفحات السوشيال ميديا، ظهر ترند مناقض له تماما يتعالى على قراء الكاتب، ويقلل من قيمته كأديب، ويسفه من قرائه.
والمدهش أن ما نقوله الآن عن دور «الترند» فى جذب الانتباه سلبا وإيجابا تجاه شخص أو حدث، هو نفسه الذى قيل من قبل عن «الشائعات» ودورها فى تكوين آراء واتجاهات معينة. ففى كتابه الصادر عام 1987 «الشائعات: الوسيلة الإعلامية الأقدم فى العالم» ، يذكر الكاتب الفرنسى جان نويل كابفيرير Jean-Noël Kapferer، أن الشائعة هى فى المقام الأول معلومة تضيف عناصر جديدة إلى شخص ما أو حدث ما، وغالبا ما تكون الشائعة مرتبطة بنجوم الشهرة، والمال والأعمال وغيرها. وهذا ما يحدث الآن تماما، يلجأ الفنانون والكتاب أكثر من غيرهم لما يعرف بالتسويق النفسى لأنفسهم بإطلاق «الترند» عن أنفسهم وعن منافسيهم، بطريقة مباشرة أو عن طريق توجيه الجمهور المتحمس لهم.
وهكذا كلما أصبح الكاتب / الفنان موضوعًا للشائعات/ الترند، فهذا يعنى بالضرورة أنه أصبح ذا أهمية، ولا يهم موضوع الترند، قد يكون خبر مرض أو زواج أو حادث، أو تحرشات فى أسوأ الحالات، ولكنها تشكل أعلى معدلات «الترند»، يكفى أن يقترن اسم فنان أو كاتب بكلمة تحرش، لتتصدر أخباره صفحات السوشيال ميديا، هجوما، ودفاعا فى ذات الوقت.. كان «برنارد شو» يقول إن الإنسان البدائى عبد أصناما من الخشب والحجارة، فى حين أن الانسان المتحضر يهيم بمعبود من لحم ودم.. وهكذا يتصدى «ألتراس» فنان ما إلى «ألتراس» الفنان المنافس، وتشتعل السجالات ويرتفع معدل الترند، وترتفع القيمة «السوقية» للفنان بالتبعية بازدياد الطلب عليه بذريعة أنه تصدر «الترند».
فى مجال الكتابة، وقبل ظهور مجموعات القراءة على الفيس بوك، لجأ بعض الكتاب إلى تسويق أنفسهم بإطلاق شائعة منع أو مصادرة أعمالهم، ثم بأسماء وهمية يطلقون الهاشتاج، وتطفو أسماؤهم على سطح «ترند» لأيام ثم تختفي. على عكس الترند المرتبط بفنان شعبى مثلا.. وتعد عملية تكوين الاتجاهات عملية ناجعة إذا ما اعتمدت على إقحام الذات الإلهية فى أى «ترند» فمثلا الكاتب الذى أطلق على نفسه أنه «إله السرد» أراد به تكوين ترند صاعد وهابط فى نفس الوقت. فمن ناحية، نجح فى تكوين قاعدة شعبية تناصره لمجرد أنه تجرأ على الوسط الأدبى قديما وحديثا، وشكك فى قيمة أعمال نجيب محفوظ مقارنة بأعماله، ومن الناحية الأخرى، نال هجوم الكثيرين وصل إلى حد العداء، وفى كل الأحوال نعتبر أن ما قام به «إله السرد» النموذج الأمثل للتدليل على التهافت على تسويق الأعمال ولو على حساب التسويق السلبى لشخصية الكاتب نفسه.. وبعد ظهور مجموعات القراءة المتخصصة على الفيس بوك، أصبح الأمر أكثر سهولة، فالكاتب أو صاحب دار النشر يقوم بإنشاء المجموعة، ويكلف أحد الشباب بإدارتها، مباشرة أو بطريقة غير معلنة، وعن طريق المجموعة تنطلق ترشيحات القراءة لكاتب بعينه، وينطلق الترند الواحد تلو الآخر باسم الكاتب والدار والكتاب، وتنشط الحركة فى موسم ترشيحات القوائم الطويلة والقصيرة للجوائز.
والغريب، أن عملية تكوين ترند معين، توسع مجالها، ليشمل أشياء لا علاقة لها بمشاهير سواء رياضيين أو فنانين، ولكنها تخص أفرادا غير معروفين يتصدرون المشهد بترند يستغل الحس الدينى عند رواد السوشيال ميديا على شاكلة «جمعة مباركة» أو «مسلم وأفتخر» وتكون النتيجة أن يتسابق الجميع فى التدليل على صلاحهم الدينى بمتابعة الترند وهكذا.
الحقيقة، هناك تريندات أفادتنى كثيرا، ولكن أغلبها تخص البيئة وحماية الحيوانات المعرضة للانقراض التى تطلقها جمعيات حماية الحيوان فى كل أنحاء العالم، كذلك المتعلقة بشركات تصنيع المبيدات الزراعية الملوثة للبيئة، وجميعها جعلتنى فى حالة معرفية متزايدة كل يوم، على عكس الترندات المتعلقة بعالم الفن والأدب التى تسبب التوتر وضيق الصدر، لأنها تتطلب أخذ موقف إما مناصرا أو معاديا لطرف ما.. وذلك ما جعلنى لا أتابع أى ترند خاص بهذين المجالين، كى أحافظ على استقلال توجهاتى بعيدا عن أى استقطاب من أى نوع.
أحمد الملوانى:
لن أتحول لإنتاج كتب بمواصفات الترند القياسية!
الحديث عن علاقة الكاتب بالترند هو فى رأيى حديث بشكل غير مباشر عن علاقة الكاتب بالقراء. فكما أعتقد أننا نتحدث هنا عن الترند بوصفه بوصلة تحدد اتجاه الجمهور نحو موضوعات محددة تشغله وتأخذ حيزًا كبيرًا من أفكاره وجهده اليومي.
بالنسبة لى العلاقة بين الكاتب والقارئ هى علاقة متبادلة ذات اتجاهين، لكنها فى رأيى تبدأ بالضرورة من عند الكاتب. فأنا ككاتب أقدم للقارئ إبداعًا، ثم أعود لأستقبل منه آراء ووجهات نظر قد تكون مفيدة بالنسبة لى فى تقييم تجربتى الإبداعية. ولكن فى مرحلة صناعة منتجى الأدبى سواء فى مرحلة كتابة النص أو حتى ما يسبقها من مراحل، منذ أن كان النص مجرد فكرة تداعب خيالاتى فلا وجود فى حساباتى لما يعرف بالقارئ! ربما هى إجابة صادمة لنوع من القراء اعتاد أن يقوم الكاتب بتملقه، وإشعاره بأهميته الفائقة. ولكنى سأكون منافقًا إن أخبرتك بعكس الحقيقة. والحقيقة أنى لا أكتب من أجل القارئ، وإنما أكتب من أجلي. أكتب لإشباع رغبتى الذاتية. أكتب لأبحث عن إجابات لأسئلة تحرقني. أنا أكتب لنفسي، ولكنى أنشر من أجلك. وهى علاقة بسيطة أفترض فيها الانفصال بين عملية الكتابة وقرار النشر. فليس كل ما أكتبه بالضرورة يجب أن أنشره. وكل رواية أكتبها أتساءل بعد الانتهاء منها: هل أريد للناس أن تقرأها؟ ببساطة أنا أفكر فى القارئ بعد انتهائى من كتابة الرواية. لذلك فبالنسبة لى فكرة أن يقوم الكاتب أولا بمتابعة الترند، وقياس اتجاهات القراء على مواقع السوشيال ميديا وخاصة أماكن تجمع قراء الأدب، مثل جروبات الفيس بوك الأدبية هو شيء قاتل للإبداع، ويحول الكاتب لآلة إنتاج أدب بلا روح، أدب ليس حقيقيًا ولا صادقًا. فالكاتب يكتب ليعبر فقط عن نفسه، لا ليرضى رغبات وذائقة القارئ. الذى هو فى الحقيقة ليس قارئًا واحدًا، ولا ذائقة واحدة. فكلمة (قارئ) التى نستخدمها بتلك البساطة وكأنها عنوان جماعى مطلق مسلم به، فى الحقيقة هى تتضمن ملايين القراء، وملايين الأذواق، وملايين الاتجاهات والتفضيلات. والأهم أن كل هذا ليس ثابتًا، وإنما هو فى حالة تغيير دائم وسريع. فالقارئ الفرد قد تتغير اتجاهات تفكيره مع كل ترند جديد. فماذا ستفعل عزيزى الكاتب المسكين إذا ما وضعت أمام عينيك فكرة إرضاء (القارئ) بمفهومها الجماعى المشوه قبل أن تشرع فى كتابة عملك!
أنا لا أتعالى على القراء بالطبع. وأنا نفسى عضو فى جروبات القراءة، وأحب أن أحلل ما يدور فيها وأستنتج اتجاهات وتيارات النجاح فى مجال الرواية، وقد أستفاد منها عند اتخاذ قرار النشر. لكن عندما أجلس لأكتب فأنا لا أفكر فى أى من هذا. فى يوم بعيد وضع أحد الناشرين يده فوق واحد من كتبى وكان قد حقق مبيعات جيدة وقال لي: اعطنى كل عام كتاباً كهذا، وأنا سأضمن لك مبلغًا كبيرًا سنويًا من أرباح مبيعاتك. وذكر مبلغًا على سبيل المثال، وكان كبيرًا بالفعل! هذا الناشر تحدث معى بتلك الثقة لأنه يعرف أن ما كتبته فى هذا الكتاب يساير الترند، ويرضى اتجاهات القراء؛ هذا الترند وتلك الاتجاهات التى ساهم الناشر نفسه فى وضعها من خلال تحكمه فى واحد من أكبر جروبات الأدب وقتها على الفيس بوك! إذن اللعبة بسيطة ومربحة، والكثيرون يعرفون قواعدها ويلعبونها ببراعة. كل ما فى الأمر أنى أحب ما أفعله، وأخشى أن يضيع شغفى بالكتابة إذا ما تحولت لآلة إنتاج كتب على مقاسات السوق، وبمواصفات الترند القياسية. حتى لو اعتبرت فى نظر واحد من أكبر الناشرين فى الوطن العربى ذلك الشخص الغامض المذكور سلفًا مجرد شخص (فقرى.. ما يعرفش مصلحته فين).
فى النهاية أنا لا أحب الأحكام المطلقة. وأنا أتحدث عن تجربتى الشخصية وفقط. لكن من الوارد أن يظهر من بيننا ذلك الكاتب العبقرى القادر على إرضاء كل القراء، ومسايرة كل الاتجاهات، والعزف على كل الترندات، وفى ذات الوقت يقدم أدبًا رفيعًا قابلا للخلود، وليس مجرد حواديت سيتم تجاوزها سريعًا من نفس القراء الذين يسعى لإرضائهم، مع ظهور ترند جديد يفشل هو فى مسايرته.
زين العابدين فؤاد:
ثقافة موجهة
أنا لا أتعامل بفكرة «الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي، فالسؤال هو: «هل مهمة المثقف أن ينجر وراء الترند، أم أن مهمته الحقيقية هى أن يقود الرأى العام؟ فهذه وجهة نظرى لأنى أرى أن مهمته الحقيقية هو أن يتولى دور الريادة لا أن يكون تابعا، لكن للأسف لم يعد بإمكان المثقف أن يوجه الرأى العام، نتيجة عدم ظهور المثقفين فى بعض القنوات التلفزيونية مثلما كان يحدث فى الماضي، وبالتالى أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، هى الوسيلة الوحيدة التى بات المثقف يخاطب من خلالها الجمهور، ونحن نحاول بذل المجهود فى هذه المسألة.
أما بخصوص ظهور كتاب على وسائل التواصل الاجتماعى بصورة مفاجأة نتيجة تنفيذ حملات دعائية لصالحهم، فأنا لا أعتقد أنهم قادرون على الاستمرار، فأى شيء موجه لا يمكن أبدا أن يبقى، ولا أتصور أن هناك كاتباً «حقيقيا» يقدم على فعل مثل هذه الأمور، فالكاتب ليست مهمته أن يخرج أعمالا أدبيا لتناسب «السوق»، فأنا منعت أعمالى لمدة 10 سنوات ولم أستطع النشر طوال تلك السنوات، إلا أننى لم أكتب وقتها ما يريده «السوق»، وقد كنت أشارك فى الكثير من الفعاليات لإلقاء شعري، وكنت أستخدم وسائل أخرى لنشر أعمالي، من خلال استخدام المغنين لأشعاري، فحين منعت من النشر بقرار من السادات يوم 16 أكتوبر 1973، إذ إن آخر قصيدة نشرتها كانت «الحرب لسه فى أول السكة» وقد كتبتها حين كنت مجندا، ونشرت فى جريدة الجمهورية يوم 8 أكتوبر، ومن حسن حظى أن عدلى فخرى قام بتلحينها، وكذلك الشيخ إمام، وأحمد الشابوري. ورغم ما تعرضت له إلا أننى لم أكتب ما يريده «السوق» فى تلك الفترة، لذلك على الكاتب الحقيقى ألا يلتفت لمثل هذه الأمور التى تحدث على وسائل التواصل الاجتماعى.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
يسقط الترند!
البحث عن ترند!
"المفتون" فؤاد قنديل.. الأدب زادي الروحي ومعيني الأول علي إحتمال الحياة
تموت الحُرَّة ولا تأكل ب"التريند"
اشتعال "حرب الترندات" بين نجوم الدراما
أبلغ عن إشهار غير لائق