الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
الحجر الصحي بجنوب سيناء يتابع حالة الحجاج المصريين العائدين عبر ميناء نويبع
وزير العمل: 600 منحة مجانية لتدريب الشباب في مركز تدريب شركة الحفر المصرية
المشاط: 15.6 مليار دولار تمويلات ميسرة من شركاء التنمية للقطاع الخاص منذ 2020 وحتى مايو 2025
هذه القافلة خنجر فى قلب القضية الفلسطينية
محمد يوسف يعاتب تريزيجيه بسبب إصراره على تسديد ركلة الجزاء أمام إنتر ميامي
في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد
كشف ملابسات تعدي أشخاص بالضرب على آخر في البحيرة
محافظ القاهرة يتفقد أعمال تطوير شارع أحمد زكى بدار السلام.. صور
حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ
"لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي
الرئيس السيسي يؤكد لنظيره القبرصي رفض مصر توسيع دائرة الصراع بالشرق الأوسط
كاف يهنئ محمد صلاح: عيد ميلاد سعيد للملك المصري
وزير التموين يتابع مخزون السلع الأساسية ويوجه بضمان التوريد والانضباط في التوزيع
تنفيذ 25 قرار إزالة لتعديات على أراض بمنشأة القناطر وكرداسة
سعادة بين طلاب الثانوية العامة في أول أيام مارثون الامتحانات بالقليوبية
محافظ بورسعيد يتفقد غرفة عمليات الثانوية العامة لمتابعة انتظام الامتحانات في يومها الأول
وزيرة التنمية المحلية تتفقد أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير سوق العتبة بتكلفة 38 مليون جنيه
قرار قضائي عاجل بشأن عزل وزير التربية والتعليم في أول أيام امتحانات الثانوية العامة
وصول جثمان نجل الموسيقار صلاح الشرنوبي لمسجد عمر مكرم
عضو حزب المحافظين البريطاني: إسرائيل تقترب من تحقيق أهدافها
شكوك حول مشاركة محمد فضل شاكر بحفل ختام مهرجان موازين.. أواخر يونيو
100 ألف جنيه مكافأة.. إطلاق موعد جوائز "للمبدعين الشباب" بمكتبة الإسكندرية
نظام غذائي متكامل لطلبة الثانوية العامة لتحسين التركيز.. فطار وغدا وعشاء
الداخلية تضبط 6 ملايين جنيه من تجار العملة
حسين لبيب يعود إلى نادي الزمالك لأول مرة بعد الوعكة الصحية
جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعي بكلياتها أكتوبر المقبل
رئيس النواب يفتتح الجلسة العامة لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة
فوز طلاب فنون جميلة حلوان بالمركز الأول في مسابقة دولية مع جامعة ممفيس الأمريكية
يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة
"برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟
المؤتمر السنوي لمعهد البحوث الطبية يناقش الحد من تزايد الولادة القيصرية
لأول مرة عالميًا.. استخدام تقنية جديدة للكشف عن فقر الدم المنجلي بطب القاهرة
ضبط 59.8 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة
وائل كفوري يشعل أجواء الصيف بحفل غنائي في عمّان 15 أغسطس
«الزناتي» يفتتح أول دورة تدريبية في الأمن السيبراني للمعلمين
تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء
البابا تواضروس يترأس قداس الأحد في العلمين
الأنبا إيلاريون أسقفا لإيبارشية البحيرة وتوابعها
أسعار الخضراوات اليوم الأحد 15-6-2025 بمحافظة مطروح
«أمي منعتني من الشارع وجابتلي أول جيتار».. هاني عادل يستعيد ذكريات الطفولة
الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر
«فين بن شرقي؟».. شوبير يثير الجدل بشأن غياب نجم الأهلي أمام إنتر ميامي
أخر موعد للتقديم لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة.. تفاصيل
تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة
فيلم سيكو سيكو يحقق أكثر من ربع مليون جنيه إيرادات ليلة أمس
محافظ أسيوط يفتتح وحدتي فصل مشتقات الدم والأشعة المقطعية بمستشفى الإيمان العام
توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو
حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج
مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة
مقتل ثلاثة على الأقل في هجمات إيرانية على إسرائيل
متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا
الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط
اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"
أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟
لافتة أبو تريكة تظهر في مدرجات ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا
هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي
موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عندما يتوه المثقف وسط أمواج مواقع التواصل الاجتماعى
أخبار الأدب
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 25 - 12 - 2021
شهاب طارق
خلال السنوات القليلة الماضية لم يعد المثقف «بوصلة» يتم من خلاله توجيه الرأى العام بشأن قضايا بعينها، أصبح عبارة عن «رقم» داخل وسائل التواصل الاجتماعي، وبات يتعامل مع أمور جديدة ربما لم تقابله من قبل، فبدلًا من توجيه الجمهور لقضايا بعينها، أصبح بفضل منصات التواصل الاجتماعى على «الهامش» أمام الكثير من الترندات التى تظهر بسرعة كبيرة وتختفى بالسرعة نفسها، ولم يعد أمامه إلا مجاراة الواقع الجديد أو أن يلتزم الصمت. ولم يسلم المشهد الثقافى فى مصر من عدوى الترندات، وربما يكون من التبعات جروبات القراءة التى توجه القراء لأعمال بعينها من خلال الدعاية الملحة.
تحدثنا مع عدد من الكتاب والمثقفين عن الحياة داخل وسائل التواصل الاجتماعي، وموقفهم من الترند.
د. سيد ضيف الله: كيان المثقف ضاع داخل الترند
أرى الآن أن هناك تحولًا كبيرا يخص علاقة المثقف بالقضايا، وفقد أغلبية المثقفين سيطرتهم على الموضوعات التى يريدون بحثها، فلم يعد للمثقف أجندة يحددها بنفسه، لأن الأجندة تحدد له صباح كل يوم من خلال مطالعته لحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالى أصبح تابعا إلى حد كبير جدا، ليس فقط فيما يخص الموضوعات العامة التى يعلق عليها تحت مسمى «الترند» بل أرى أنه على مستوى النقد الأدبي، فهناك بعض النقاد يبنون قراءاتهم النقدية على الأعمال التى يروج لها أصحابها من خلال حساباتهم، ويتأثرون بتقييم تلك المنشورات، ويصل ببعضهم الحال إلى أن تكون مقالته النقدية عن الغلاف الأكثر رواجا على صفحة الفيس بوك؛ بينما هناك أعمال أفضل لكن ليس لأصحابها حضور فعال على الفيس بوك، ولا يتم الانتباه لها، لذلك فإن من لا يتواجد اليوم على مواقع التواصل لا يتواجد على ساحة الأدب والثقافة بشكل عام.
أما المشكلة الثانية فهى أن المثقف فقد الميزة الأساسية التى كانت تميزه عن الجماهير، لم يعد هناك كيان اسمه «المثقف» لأن المثقف إذا ما دخل من بوابة تلك المواقع أصبح رقما ضمن الجماهير. فالميزة الأساسية بين المثقف والجماهير تكمن فى المسافة بينه وبين الموضوع الذى يدرسه، والتى تمنحه القدرة على التفكير بشكل فردى ونقدى ليمكنه تحديد موقفه بناء على «رؤية» وبناء على موقف نقدي، حتى وإن كان موقفه ضد التيار السائد، فالمثقف لديه قدرة على زعزعة السائد، على مخالفة المسلمات، والسير عكس التيار، فهذا هو تعريف المثقف بشكل عام خاصة عند إدوارد سعيد. لكن ما أراه الآن أنه لا أحد يسبح عكس التيار، فما أن يدخل المثقف إلى مواقع التواصل الاجتماعى فعليه أن يسبح مع الترند، أو أن يكون لديه القدرة النفسية والقوة الرمزية، والمهنية، والشللية، والتى تمكنه من صنع الترند بنفسه. فإذا جاء مثلا صحفى مشهور، وكتب رواية وجامله جميع النقاد والمثقفين بشأن روايته تلك، فإما أن تسير فى الموكب وتقول بأن هذه رواية جميلة، وإما عليك أن تسير عكس التيار وتقول: «هذه أسوأ رواية» لكن عليك تكوين جبهة مضادة لتبنى هذا الرأى المخالف.
لذلك فإما أن تسبح مع التيار أو أن تتلقى السهام، التى قد تأتيك من قارئ ربما لم يقرأ فى حياته كلها سوى خمس روايات، ولديه نفس السلطة الرمزية للحكم على الاعمال، مادمت قد ارتضيت أن تكون وسيلة التواصل مع الناس هى الفيس بوك فلا قيمة لأستاذية أو ألقاب، الكل سواسية، وهذ ما يجب على الناقد أن يدركه وبالتالى عليه أن يستخدم اللغة المناسبة، وأن يختار الموقع الذى يريد أن يضع نفسه فيه، فإذا أراد أن يكون مع «الموجة» فهذا أمر سهل، لكنه فى المقابل سيفقد أى ميزة باعتباره «مثقفا» أما إذا رأى أن له رأيا مخالفا فمواقع التواصل ليست ساحة الأكاديميين أو كهنة النقد.
لكن الخطير فى الأمر أن السياسات الثقافية بجانب القرارات المصيرية، تأخذ غالبا عن طريق الحضور الجماهيري، بل إن اختيار القيادات يتم غالبا بناء على مدى حضورهم على تلك المواقع، الأعلى صوتا تجده حاضرا وموجودا، والأكثر حضورا ليس بالضرورة أن يكون الأكثر كفاءة.
أما بالنسبة إليّ فقد تعلمت أن أتجنب الترندات، أتجنب الجدل فى مثل هذه الأمور التى لا أعرف أبعادها.
انتصار عبد المنعم:
أبتعد للحفاظ على استقلال توجهاتي
منذ سنوات بعيدة، كان الناس يستيقظون على صوت بائع الجرائد المتجول وهو ينادى بأعلى صوته: اقرا الحادثة! اقرا الحادثة! فيتسابق الناس لشراء الصحيفة لمعرفة الحادثة، وتصبح مجالا للنقاش فى البيوت والمقاهى والجامعات، صباحا ومساءً، إلى حين ينادى البائع المتجول على «ترند» جديد فيحل محل الحادثة. مر زمن «الترند» المسموع، ولم تعد الصحف نفسها قادرة على مواكبة الحوادث والأخبار، وامتلأ فضاء الانترنت بالأخبار، وهنا بدأت ظاهرة «الترند» على السوشيال ميديا لجذب الانتباه لخبر ما أو لشخص بعينه كوسيلة لتكوين اتجاه معين سواء كان سلبيا أو إيجابيا.. الترند أو الاتجاه يرتبط فى الأساس بسوق المال والأعمال، ويقصد به تطور قيم السوق أو سعر الأصل، ويمكن أن تكون الاتجاهات (صعودا) أو(هبوطا) أو جانبية (مسطحة). وللتدليل على الترند الايجابى «صاعد» والمعاكس»هابط»، لا نجد نموذجا أبلغ مما حدث بعد وفاة دكتور أحمد خالد توفيق عام 2018، فحين نعاه محبوه فى ترند تصدر صفحات السوشيال ميديا، ظهر ترند مناقض له تماما يتعالى على قراء الكاتب، ويقلل من قيمته كأديب، ويسفه من قرائه.
والمدهش أن ما نقوله الآن عن دور «الترند» فى جذب الانتباه سلبا وإيجابا تجاه شخص أو حدث، هو نفسه الذى قيل من قبل عن «الشائعات» ودورها فى تكوين آراء واتجاهات معينة. ففى كتابه الصادر عام 1987 «الشائعات: الوسيلة الإعلامية الأقدم فى العالم» ، يذكر الكاتب الفرنسى جان نويل كابفيرير Jean-Noël Kapferer، أن الشائعة هى فى المقام الأول معلومة تضيف عناصر جديدة إلى شخص ما أو حدث ما، وغالبا ما تكون الشائعة مرتبطة بنجوم الشهرة، والمال والأعمال وغيرها. وهذا ما يحدث الآن تماما، يلجأ الفنانون والكتاب أكثر من غيرهم لما يعرف بالتسويق النفسى لأنفسهم بإطلاق «الترند» عن أنفسهم وعن منافسيهم، بطريقة مباشرة أو عن طريق توجيه الجمهور المتحمس لهم.
وهكذا كلما أصبح الكاتب / الفنان موضوعًا للشائعات/ الترند، فهذا يعنى بالضرورة أنه أصبح ذا أهمية، ولا يهم موضوع الترند، قد يكون خبر مرض أو زواج أو حادث، أو تحرشات فى أسوأ الحالات، ولكنها تشكل أعلى معدلات «الترند»، يكفى أن يقترن اسم فنان أو كاتب بكلمة تحرش، لتتصدر أخباره صفحات السوشيال ميديا، هجوما، ودفاعا فى ذات الوقت.. كان «برنارد شو» يقول إن الإنسان البدائى عبد أصناما من الخشب والحجارة، فى حين أن الانسان المتحضر يهيم بمعبود من لحم ودم.. وهكذا يتصدى «ألتراس» فنان ما إلى «ألتراس» الفنان المنافس، وتشتعل السجالات ويرتفع معدل الترند، وترتفع القيمة «السوقية» للفنان بالتبعية بازدياد الطلب عليه بذريعة أنه تصدر «الترند».
فى مجال الكتابة، وقبل ظهور مجموعات القراءة على الفيس بوك، لجأ بعض الكتاب إلى تسويق أنفسهم بإطلاق شائعة منع أو مصادرة أعمالهم، ثم بأسماء وهمية يطلقون الهاشتاج، وتطفو أسماؤهم على سطح «ترند» لأيام ثم تختفي. على عكس الترند المرتبط بفنان شعبى مثلا.. وتعد عملية تكوين الاتجاهات عملية ناجعة إذا ما اعتمدت على إقحام الذات الإلهية فى أى «ترند» فمثلا الكاتب الذى أطلق على نفسه أنه «إله السرد» أراد به تكوين ترند صاعد وهابط فى نفس الوقت. فمن ناحية، نجح فى تكوين قاعدة شعبية تناصره لمجرد أنه تجرأ على الوسط الأدبى قديما وحديثا، وشكك فى قيمة أعمال نجيب محفوظ مقارنة بأعماله، ومن الناحية الأخرى، نال هجوم الكثيرين وصل إلى حد العداء، وفى كل الأحوال نعتبر أن ما قام به «إله السرد» النموذج الأمثل للتدليل على التهافت على تسويق الأعمال ولو على حساب التسويق السلبى لشخصية الكاتب نفسه.. وبعد ظهور مجموعات القراءة المتخصصة على الفيس بوك، أصبح الأمر أكثر سهولة، فالكاتب أو صاحب دار النشر يقوم بإنشاء المجموعة، ويكلف أحد الشباب بإدارتها، مباشرة أو بطريقة غير معلنة، وعن طريق المجموعة تنطلق ترشيحات القراءة لكاتب بعينه، وينطلق الترند الواحد تلو الآخر باسم الكاتب والدار والكتاب، وتنشط الحركة فى موسم ترشيحات القوائم الطويلة والقصيرة للجوائز.
والغريب، أن عملية تكوين ترند معين، توسع مجالها، ليشمل أشياء لا علاقة لها بمشاهير سواء رياضيين أو فنانين، ولكنها تخص أفرادا غير معروفين يتصدرون المشهد بترند يستغل الحس الدينى عند رواد السوشيال ميديا على شاكلة «جمعة مباركة» أو «مسلم وأفتخر» وتكون النتيجة أن يتسابق الجميع فى التدليل على صلاحهم الدينى بمتابعة الترند وهكذا.
الحقيقة، هناك تريندات أفادتنى كثيرا، ولكن أغلبها تخص البيئة وحماية الحيوانات المعرضة للانقراض التى تطلقها جمعيات حماية الحيوان فى كل أنحاء العالم، كذلك المتعلقة بشركات تصنيع المبيدات الزراعية الملوثة للبيئة، وجميعها جعلتنى فى حالة معرفية متزايدة كل يوم، على عكس الترندات المتعلقة بعالم الفن والأدب التى تسبب التوتر وضيق الصدر، لأنها تتطلب أخذ موقف إما مناصرا أو معاديا لطرف ما.. وذلك ما جعلنى لا أتابع أى ترند خاص بهذين المجالين، كى أحافظ على استقلال توجهاتى بعيدا عن أى استقطاب من أى نوع.
أحمد الملوانى:
لن أتحول لإنتاج كتب بمواصفات الترند القياسية!
الحديث عن علاقة الكاتب بالترند هو فى رأيى حديث بشكل غير مباشر عن علاقة الكاتب بالقراء. فكما أعتقد أننا نتحدث هنا عن الترند بوصفه بوصلة تحدد اتجاه الجمهور نحو موضوعات محددة تشغله وتأخذ حيزًا كبيرًا من أفكاره وجهده اليومي.
بالنسبة لى العلاقة بين الكاتب والقارئ هى علاقة متبادلة ذات اتجاهين، لكنها فى رأيى تبدأ بالضرورة من عند الكاتب. فأنا ككاتب أقدم للقارئ إبداعًا، ثم أعود لأستقبل منه آراء ووجهات نظر قد تكون مفيدة بالنسبة لى فى تقييم تجربتى الإبداعية. ولكن فى مرحلة صناعة منتجى الأدبى سواء فى مرحلة كتابة النص أو حتى ما يسبقها من مراحل، منذ أن كان النص مجرد فكرة تداعب خيالاتى فلا وجود فى حساباتى لما يعرف بالقارئ! ربما هى إجابة صادمة لنوع من القراء اعتاد أن يقوم الكاتب بتملقه، وإشعاره بأهميته الفائقة. ولكنى سأكون منافقًا إن أخبرتك بعكس الحقيقة. والحقيقة أنى لا أكتب من أجل القارئ، وإنما أكتب من أجلي. أكتب لإشباع رغبتى الذاتية. أكتب لأبحث عن إجابات لأسئلة تحرقني. أنا أكتب لنفسي، ولكنى أنشر من أجلك. وهى علاقة بسيطة أفترض فيها الانفصال بين عملية الكتابة وقرار النشر. فليس كل ما أكتبه بالضرورة يجب أن أنشره. وكل رواية أكتبها أتساءل بعد الانتهاء منها: هل أريد للناس أن تقرأها؟ ببساطة أنا أفكر فى القارئ بعد انتهائى من كتابة الرواية. لذلك فبالنسبة لى فكرة أن يقوم الكاتب أولا بمتابعة الترند، وقياس اتجاهات القراء على مواقع السوشيال ميديا وخاصة أماكن تجمع قراء الأدب، مثل جروبات الفيس بوك الأدبية هو شيء قاتل للإبداع، ويحول الكاتب لآلة إنتاج أدب بلا روح، أدب ليس حقيقيًا ولا صادقًا. فالكاتب يكتب ليعبر فقط عن نفسه، لا ليرضى رغبات وذائقة القارئ. الذى هو فى الحقيقة ليس قارئًا واحدًا، ولا ذائقة واحدة. فكلمة (قارئ) التى نستخدمها بتلك البساطة وكأنها عنوان جماعى مطلق مسلم به، فى الحقيقة هى تتضمن ملايين القراء، وملايين الأذواق، وملايين الاتجاهات والتفضيلات. والأهم أن كل هذا ليس ثابتًا، وإنما هو فى حالة تغيير دائم وسريع. فالقارئ الفرد قد تتغير اتجاهات تفكيره مع كل ترند جديد. فماذا ستفعل عزيزى الكاتب المسكين إذا ما وضعت أمام عينيك فكرة إرضاء (القارئ) بمفهومها الجماعى المشوه قبل أن تشرع فى كتابة عملك!
أنا لا أتعالى على القراء بالطبع. وأنا نفسى عضو فى جروبات القراءة، وأحب أن أحلل ما يدور فيها وأستنتج اتجاهات وتيارات النجاح فى مجال الرواية، وقد أستفاد منها عند اتخاذ قرار النشر. لكن عندما أجلس لأكتب فأنا لا أفكر فى أى من هذا. فى يوم بعيد وضع أحد الناشرين يده فوق واحد من كتبى وكان قد حقق مبيعات جيدة وقال لي: اعطنى كل عام كتاباً كهذا، وأنا سأضمن لك مبلغًا كبيرًا سنويًا من أرباح مبيعاتك. وذكر مبلغًا على سبيل المثال، وكان كبيرًا بالفعل! هذا الناشر تحدث معى بتلك الثقة لأنه يعرف أن ما كتبته فى هذا الكتاب يساير الترند، ويرضى اتجاهات القراء؛ هذا الترند وتلك الاتجاهات التى ساهم الناشر نفسه فى وضعها من خلال تحكمه فى واحد من أكبر جروبات الأدب وقتها على الفيس بوك! إذن اللعبة بسيطة ومربحة، والكثيرون يعرفون قواعدها ويلعبونها ببراعة. كل ما فى الأمر أنى أحب ما أفعله، وأخشى أن يضيع شغفى بالكتابة إذا ما تحولت لآلة إنتاج كتب على مقاسات السوق، وبمواصفات الترند القياسية. حتى لو اعتبرت فى نظر واحد من أكبر الناشرين فى الوطن العربى ذلك الشخص الغامض المذكور سلفًا مجرد شخص (فقرى.. ما يعرفش مصلحته فين).
فى النهاية أنا لا أحب الأحكام المطلقة. وأنا أتحدث عن تجربتى الشخصية وفقط. لكن من الوارد أن يظهر من بيننا ذلك الكاتب العبقرى القادر على إرضاء كل القراء، ومسايرة كل الاتجاهات، والعزف على كل الترندات، وفى ذات الوقت يقدم أدبًا رفيعًا قابلا للخلود، وليس مجرد حواديت سيتم تجاوزها سريعًا من نفس القراء الذين يسعى لإرضائهم، مع ظهور ترند جديد يفشل هو فى مسايرته.
زين العابدين فؤاد:
ثقافة موجهة
أنا لا أتعامل بفكرة «الترند» على وسائل التواصل الاجتماعي، فالسؤال هو: «هل مهمة المثقف أن ينجر وراء الترند، أم أن مهمته الحقيقية هى أن يقود الرأى العام؟ فهذه وجهة نظرى لأنى أرى أن مهمته الحقيقية هو أن يتولى دور الريادة لا أن يكون تابعا، لكن للأسف لم يعد بإمكان المثقف أن يوجه الرأى العام، نتيجة عدم ظهور المثقفين فى بعض القنوات التلفزيونية مثلما كان يحدث فى الماضي، وبالتالى أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، هى الوسيلة الوحيدة التى بات المثقف يخاطب من خلالها الجمهور، ونحن نحاول بذل المجهود فى هذه المسألة.
أما بخصوص ظهور كتاب على وسائل التواصل الاجتماعى بصورة مفاجأة نتيجة تنفيذ حملات دعائية لصالحهم، فأنا لا أعتقد أنهم قادرون على الاستمرار، فأى شيء موجه لا يمكن أبدا أن يبقى، ولا أتصور أن هناك كاتباً «حقيقيا» يقدم على فعل مثل هذه الأمور، فالكاتب ليست مهمته أن يخرج أعمالا أدبيا لتناسب «السوق»، فأنا منعت أعمالى لمدة 10 سنوات ولم أستطع النشر طوال تلك السنوات، إلا أننى لم أكتب وقتها ما يريده «السوق»، وقد كنت أشارك فى الكثير من الفعاليات لإلقاء شعري، وكنت أستخدم وسائل أخرى لنشر أعمالي، من خلال استخدام المغنين لأشعاري، فحين منعت من النشر بقرار من السادات يوم 16 أكتوبر 1973، إذ إن آخر قصيدة نشرتها كانت «الحرب لسه فى أول السكة» وقد كتبتها حين كنت مجندا، ونشرت فى جريدة الجمهورية يوم 8 أكتوبر، ومن حسن حظى أن عدلى فخرى قام بتلحينها، وكذلك الشيخ إمام، وأحمد الشابوري. ورغم ما تعرضت له إلا أننى لم أكتب ما يريده «السوق» فى تلك الفترة، لذلك على الكاتب الحقيقى ألا يلتفت لمثل هذه الأمور التى تحدث على وسائل التواصل الاجتماعى.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
يسقط الترند!
البحث عن ترند!
"المفتون" فؤاد قنديل.. الأدب زادي الروحي ومعيني الأول علي إحتمال الحياة
تموت الحُرَّة ولا تأكل ب"التريند"
اشتعال "حرب الترندات" بين نجوم الدراما
أبلغ عن إشهار غير لائق