في مشهد حضاري تاريخي مبهج مغلف بألوان القدماء المصريين المميزة، انطلق حفل افتتاح طريق الكباش، حاملا في صورته كل معاني الألوان ال7 "الأحمر، الأزرق، الأسود، الأبيض، الأخضر، الأصفر، والبني"، والتي عبر بها الفراعنة في الرسم والتصوير عن "القوة، وصفاء السماء، والخصوبة، والنور، وإعادة الحياة من جديد، والخلود، والاستمرار في العمل" وهي معاني تلك الألوان لدى أجدادنا القدماء. وبالتالي لم يكن من فراغ، سيطرة تلك الألوان ال7 على المشهد العام في حفل افتتاح طريق الكباش، لنواه بالصورة المبهجة التي خرج بها، فكان هناك دقة ودلالات في اختيار كل ألوان عناصر الحفل، فلم تكن مقصودا اختيار تلك الألوان في ملابس المطربين والمذيعات والفرق الفنية التي شاركت بالحفل، ولكن اختيرت بعناية في ألوان الديكور والإضاءات المستخدمة على مدار الاحتفالية، ومن هنا نستعرض دلالات ورمزية ألوان الفراعنة في حياتهم. يعود السر في فن الألوان بالحضارة المصرية القديمة، تحديدا إلى استخدام الأحجار الطبيعية من الأودية والجبال الموجودة في الأقصر وفي جنوبسيناء، والتي تحتوي على أحجار متدرجة الألوان ما بين الأحمر والأخضر والأصفر، فكانت لها علاقة وروابط ودلالات دينية وعسكرية واجتماعية. اللون الأزرق كان اللون "الأزرق الفرعوني" هو أحد أقدم الصبغات التي عرفها الإنسان، والذي بدأ الفراعنة إنتاجه منذ أكثر من 5000 عام، بتسخين مزيج من مركبي الكالسيوم والنحاس، مع رمل معروف باسم Silica الثنائي التأكسد، إضافة إلى الملح المستخرج من رماد بعض النباتات المحروقة، كما والصودا "ثم الاحتفاظ بالصبغة الثمينة لإنتاج أروع الأعمال الفنية. حمل اللون الأزرق لدى القدماء المصريين، دلالات دينية وعسكرية، فكان لون تاج "خربش"، والمعروف بتاج الحروب والنزالات العسكرية ويشبه الخوذه، كان يرتديه الملوك، وكذلك كان لون "إله الريح" آمون رع في عهد الدولة الحديثة، فكان للأزرق "التركوازي" رمزيته الدينية وإرتباطه بالإله آمون رمزا وتعبيرا عن لون السماء الصافية، وزينت به التماثيل واللوحات والقبور والتوابيت والخزف، واستخدم لتلوين أسقف المعابد للتعبير عن السماء الصافية، وارتبط بالفيضان السنوي للنيل والزراعة للأرض، واستمرار الحياة، لأنه رم اللهواء والسماء ومياه النيل، ولأن هذا اللون يخرج منه اللون التركواز، وهو رمز للجمال عند الفراعنه، فكان يصنع منه أحجار الحلي، كما تم إطلاقه على أسطورة الجمال أو معبودة الجمال "حتحور"، ويقال إن الأسطورة حتحور سميت ب "معبوجة التركواز" نسبة لسيناء، التي أطلق عليها فيما بعد اسم أرض الفيروز، ذلك لاستخراج أحجار الفيروز تركوازية اللون من أرضها. اللون الأصفر "الذهبي" أطلق الفراعنة على اللون الأصفر اسم «كنجت»، ويعنى الخلود والديمومة، هو لون الذهب والشمس ساعة الشروق وهو رمز الخلود، واستخدم الأصفر لونا لجسد الآلهة، وكذلك لتلوين بشرة المرأة في الرسم. أخذ الأصفر عند الفراعنة مكانة الذهب تلك المادة الخالدة التي لا يتطرق إليها الفساد والتي تجسد الشمس الخالدة واهبة الحياة، فكانت أكبر مظاهر اللون الأصفر "الذهبي" لدى الفراعنة، تتمثل في أشعة الشمس الذهبية، واختير اللون الذهبي والأصفر لتماثيل الملوك في إشارة إلى لون الشمس. اللون الأبيض عرف اللون الأبيض باسم «حدج»، ويشير إلى النقاء والصفاء والرفعة في المكانة الاجتماعية، فهو لون الكتان الأبيض الذي يرتديه الملك والنبلاء وكبار الموظفين، كان أيضا رمزا للفرح والبهجة وأيام الاحتفالات، كما يعتبر لون النور المنبعث من الظلام، وكان لون الفضة التي تتكون منها عظام الآلهة، وكذلك كان تاج مملكة مصر العليا. اللون الأسود نطلق في عصرنا الحالي على اللون الأسود "ملك الألوان"، ولكم الفراعنة أطلقوا عليه اسم "كم" حيث يشير إلى الظلام وخصوبة التربة وإعادة الإنماء، فكان رمزا رمز للبعث من جديد، وللحفظ من التلف، وهو لون طمي النيل الذي يحمله معه في كل فيضان والذي هو سبب خصوبة التربة، وكان يستخدم للآلهة فقط مثل أوزيريس وأنوبيس. اللون الأحمر كان من أكثر الألوان استعمالا لدى الفراعنة، ويتم إحضاره من محجر في الصحراء الغربية من حجر يسمى "المافت"، وكانت دلالة هذا اللون، على قوتي "الخير والشر"، مثل تمثال المعبود سيت "رمز الشر"، وعرف باسم "دشر"، فكان يعني القوة والغضب، وارتبط بالأسطورة الشهيرة "هلاك البشر"، كما أنه استخدم رمزا للعنف والصحراء والدم والموت، لكنه أيضا كان رمزا للنصر وهو أيضاً لون الإله "ست المخرب"، وكان لون تاج مصر السفلى على الرغم من أن شمال مصر وخاصة منطقة الدلتا معروفة بخضرتها وكثرة نباتاتها. اللون الأخضر سمى اللون الأخضر في مصر القديمة باسم «وادج»، ويعني الخصوبة والنماء وإعادة الحياة من جديد، ويرمز إلى الخضرة والنبات والشباب والصحة الجيدة والإحياء والتجدد، وتم استخدامه في تصوير "الإله أوزيريس" فظهر جسده باللون أخضر اللون. اللون البني هو لون الطمي، وكانوا يلونون به بشرة الرجال في الرسم، ويرمز إلى القوة والاستمرار في العمل. اقرأ ايضا بإطلالات فرعونية.. مذيعات مصر يبهرون العالم خلال حفل افتتاح طريق الكباش