في كثير من الأحيان يحدث في المجتمعات التقليدية والمحافظة أن تتفق العائلات على زواج أبناء العمومة فيما بينهم، وتتعاهد الأسر لاختيار العروس لكل طفل وليد أو حتى قبل أن يولد الأبناء. ففي الأردن خرجت إحدى العائلات بميناء العقبة، وأقامت حفل زواج طفل يدعى محمد يبلغ من العمر 7 سنوات على ابنة عمته أميرة التي لم تتجاوز ال6 سنوات، لم يختلف الحفل كثيرا عن أي حفل يقام لشاب وفتاة. ارتدت العروس الصغيرة ثوب الزفاف التقليدي ووضعت المساحيق، وأحمر الشفاه لتبدو أكبر من سنها، وأخذت تتبادل الابتسامات مع المدعوين من الأهل والأقارب. قالت العروس الصغيرة أميرة وهي تمسك بيد زوجها الصغير أنها تحب محمد، وستزف إليه في المستقبل أن شاء الله، وبنبرة صوت لا يكسوها خجل أو براءة أطفال قالت: إن العائلة هي التي سوف تقرر متى يكون الزفاف. اقرأ أيضًا| الفنان الفيلسوف.. زكي رستم "أبخل خلق الله" وبعدما أثيرت ضجة حول حفل الزفاف دافعت العائلة الأردنية عن الزواج غير العادي لمحمد وأميرة، قائلة إن الزفاف سوف يتم عندما يكون العروسين الصغيرين قادرين على الإنجاب. علقت صحيفة صانداي اكسبريس التي نشرت صورة العروسين وقصتهما، بأنه لا يبدو الأمر غريبا أن ترى حفلات زفاف لفتيات لا تتجاوز أعمارهن 12 عاما أو 13 عاما، على أكثر تقدير في المجتمعات الريفية، والبدوية الواقعة خارج العاصمة الأردنيةعمان، وإن كان القانون ينص على أن سن الزواج القانوني للفتاة هو 14 عاما، وللفتى 16 عاما لكن هناك حالة استثنائية عندما ترى أسرتا العريس والعروس أنهما قادرون على الإنجاب. وتعود قصة ارتباط محمد وأميرة العروسين الصغيرين إلى عدة سنوات عندما تقدم فايز (سائق)، إلى شقيقته طالبا ابنتها الرضيعة أميرة لابنه محمد، بعد أن أحس بدنو أجله، وأخذ يلح على شقيقته بأن يقيم حفل زفاف لهما لرغبته في أن يرى الأبن وعروسه في (الكوشة) قبل أن يرحل عن الدنيا. وافقت الشقيقة وزوجها على إتمام مراسم الزفاف، وحدث ما توقعه والد العريس الصغير، حيث توفي بعد زواج الأبن بعشرة أيام على إثر ذبحة صدرية. وكان قد حضر حفل الزفاف أكثر من ستمائة شخص من أقارب الأسرتين، في ملهى بقلب مدينة العقبة، والتي كان يجوبها والد العريس قبل أن يتوفى، ويدعو كل من يقابله في طريقه لحضور حفل الزفاف. وقالت والدة العروس إنها كانت تعتقد أن شقيقها كان يمزح عندما تقدم إليها طالبا يد ابنتها أميرة، واعتقدت أن الأمر كان سوف يتحول إلى نكتة، لكنها خضعت لرغبة شقيقها لأن الجميع كان يشعر بأنه يوشك على أن يودع الحياة، وأمنية حياته أن يرى ابنه عريسا! وأكدت الأم على أن العروسين الصغيرين يتبادلان مشاعر الحب، وإن جميع أفراد العائلة يتمنون أن تستمر هذه المشاعر بينهما ويحافظا على رغبة العائلة عندما يصلان إلى سن الزواج. لم يمر الأمر بسهولة على المنظمات الاجتماعية في الأردن حيث وصف الكثير من المثقفين زواج الصغار هو انتهاك لحقوق الأطفال، وقالت ثريا داود أحد أبرز المدافعين عن حقوق الطفل بالأردن إن هذه الأفعال تعد انتهاكا واضحا لحقوق الطفل، ووصفت الباحثة خديجة أبو علي زواج الطفلين بأنه انتهاكا صارخا الميثاق العالمي لحقوق الطفل. المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم