سينما نبيلة عبيد

صباح الفن

كنا فى مهرجان الاسكندرية السينمائى أوائل التسعينات،وكانت الفنانة نبيلة عبيد تشارك بأحد أفلامها فى المسابقة،وشهدت جائزة أفضل ممثلة منافسة قوية بينها وبين أكثرمن نجمة،كانت نبيلة فى أوج نجوميتها، ورغم ذلك فقد سيطرالقلق عليها تماما، كان جسدها يرتعش وأطرافها باردة،لم يبدد ذلك كله سوى إعلان فوزها بجائزة أفضل ممثلة،ولم تستطع أن تخفى دموعها،هكذا عاشت النجمة الكبيرة نبيلة عبيد حياتها،فمع كل نجاح تحققه يزداد القلق،ويثورألف سؤال عما ستقدمه بعدها، فتنسى لذة النجاح وتعيش قلق استمرارالتوهج.
يعكس المشوارالفنى للنجمة الكبيرة نبيلة عبيد درسا فى الإصرار،فمن دور صغيرصامت فى فيلم «مفيش تفاهم «عام 1962 انتقلت بسرعة الى دورالبطولة فى فيلم «رابعة العدوية» للمخرج نيازى مصطفى،لتلفت الأنظار بقوة الى موهبتها وحضورها وسط نجمات السينما الكبيرات وتلمع فى أدوارمتتالية تؤكد نجومية قادمة بقوة كما فى أفلام :»المماليك»، «زوجة من باريس»،السيرك، وهى المرحلة التى شكلت مسيرتها السينمائية الأولى .
وفى أحدث كتاب صدر مؤخرا عن مؤسسة دار المعارف «سينما نبيلة عبيد» للناقد والباحث السينمائى محمود قاسم تناول رحلتها السينمائية برؤية نقدية لأفلامها والتحليل والرصد لمسيرتها السينمائية، والمخرجين الذين ساهموا فى نجاحها،وقد تصدرالكتاب مقدمة بخط نبيلة عبيد لكنها لم تحظ بالاهتمام الكافى فى الطباعة برغم أهميتها.
إصرار نبيلة يعد درسا لكل ممثلة موهوبة لاتجد الأدوار التى تتطلع اليها، فتضطر لقبول أعمال حتى لاتقع أسيرة للنسيان،أو تختفى عن الأنظارفى انتظار مالايجئ،فلماذا لاتبحث بنفسها عن أدوار تلائمها، لماذا لاتفعل مثل نبيلة عبيد،ففى حياتها مرحلة مهمة ارتبطت باسم الكاتب الكبيراحسان عبد القدوس،فقد اقتربت منه ونهلت من رواياته فى أفلام تعد من أهم أعمالها، بدءا من فيلم «وسقطت فى بحر العسل « مرورا ب «الراقصة والطبال»، «أيام فى الحلال»،»انتحار صاحب الشقة «،»الراقصة والسياسي»، «ولايزال التحقيق مستمرا «،العذراء والشعر الابيض»،»أرجوك اعطنى هذا الدواء»،»أيام فى الحلال»،كما قدمت أيضا أفلاما عن أعمال أدبية لنجيب محفوظ،وفتحى أبو الفضل،واسماعيل ولى الدين،ويوسف جوهر مما أثرى مشوارها السينمائى .
تحية لنجمة أخلصت لفنها واجتهدت لأجله وعاشت له .