تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية اليوم " الجمعة " بتذكار نياحة " وفاة " القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك وذلك وفقا لما جاء في كتاب السنكسار الكنسي . وُلِدَ هذا القديس بمدينة روما سنة 350، من أبوين تقيين غنيين، فعلَّماه علوم الكنيسة وقدماه شماساً، وقد تعلَّم اليونانية واللاتينية مما لفت أنظار الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير ليجعله معلماً لابنيه هونوريوس وأركاديوس، فكسب محبة وتقدير الأميرين. اقرا ايضا :البابا تواضروس يشيد بمبادرة الرئيس السيسي لإعادة إعمار غزة وكان القديس يفكر في زوال العالم، فداوم على الصلاة قائلاً: " عَرِّفْني يارب كيف أخلص "، فجاءه يوماً صوت يقول:" اهرب من الناس وأنت تخلص، و كانت له أخت فمضى بها إلى القسطنطينية وأدخلها ديراً كان به 120 راهبة،وتوجه هو إلى الإسكندرية، ومنها إلى الإسقيط وتتلمذ على القديس يحنس القصير ثم إشعياء الإسقيطي فأجهد نفسه بالصوم والعبادة والتقشف". وبعد ثلاث سنوات جاءه صوت يقول: " الزم الهدوء والبعد عن الناس واصمت وأنت تخلص "، فانفرد في مغارة، وفي أحد الأيام سأل أحد الشيوخ عن أفكاره، فرآه شيخ آخر وقال له: " كيف وأنت المتأدب بالرومية واليونانية تحتاج إلى أن تسأل هذا المصري الأمي؟، " فأجابه أرسانيوس: " أما الأدب الرومي واليوناني فإني عارف بهما جيداً، وأما الألفا فيتا التي أحسنها هذا المصري فإني إلى الآن لم أتعلمها "، وهو يقصد طريق الفضيلة، وكان القديس يخاطب نفسه قائلاً: " يا أرساني تأمل فيما خرجت لأجله ". وكان يمضى الليل ساهراً، وكانت الدموع تسيل من عينيه حتى كان شعر جفونه يتساقط ومع أنه لم يكن في بلاط الملك من يرتدي أفخر ثياباً منه، إلا أنه بعد الرهبنة لم يكن أحد يلبس أحقر منه، وكان يأكل قليلاً، ويعمل بيديه، مُضيفًا وعندما كان يأتي إلى الكنيسة كان يقف خلف عمود، وأرسل البابا ثاؤفيلس البطريرك ال 23 رسولاً للقديس لكي يزوره، فرد على الرسول قائلاً: " قل للبابا إن جئت فتحت لك، وإن فتحت لك فلن أستطيع أن أغلق بابي في وجه أحد، وإن أنا فتحت لكل الناس فلن أستطيع الإقامة هنا". وكان يتقن فضيلة الصمت، وله قول مشهور في ذلك: " كثيراً ما تكلمت فندمت، أما عن السكوت فما ندمت قط "عاصر القديس أرسانيوس غارة البربر الأولى على برية شيهيت سنة 407، وفي سنة 411 سافر إلى كانوب وهي حالياً هي أبو قير شرقي الإسكندرية، وسرعان ما عاد إلى الإسقيط واستمر فيه حتى سنة 432، ثم ترك البرية ليحتمي في دير بمدينة طرة الذي دُعي فيما بعد دير القصير، ويسمى دير هرقل أو دير البغل، حيث عاش فيه عشر سنوات وفي سنة 442، ترك طرة بسبب هجوم البربر، وذهب إلى كانوب ومكث بها حوالي ثلاث سنوات حتى سنة 445، ثم عاد إلى طرة مرة أخرى، حيث أقام بها سنتين.