صحة المصريين بخير | مدينة الدواء.. صرح عالمي على أرض مصرية

سنوات طويلة عانى فيها المواطنون من نقص الأدوية المستوردة من جهة ومن غلاء أسعارها من جهة أخرى وهو ما جعل الدولة المصرية تبدأ منذ 7 سنوات فى التخطيط لمشروع من أهم المشاريع القومية لتصنيع الدواء واللقاحات والأمصال وتوفير منتج دوائى مصرى بمواصفات عالمية.
ومنذ عامين بدأ العمل على تنفيذ وإنشاء «مدينة الدواء المصرية» ليقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى بافتتاحها مطلع أبريل الجاري، وتحقق المدينة حلم المزج بين الجودة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة لتضع بدورها مصر على الخريطة العالمية فى مجال الصناعات الدوائية.
وتقع «مدينة الدواء» فى منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية على مساحة 180 ألف متر، وتقام على مرحلتين الأولى بمساحة 120 ألف متر، مكونة من جزئين، الأول يضم مصانع إنتاج الأدوية العقيمة على 33 ألف متر، وتتكون من 10 خطوط إنتاج، والجزء الثانى من المرحلة الأولى لمدينة الدواء مخصص للمنطقة العقيمة، ويضم 5 خطوط إنتاج، بالإضافة إلى مخازن آمنة تشغل مساحة 7 آلاف متر بارتفاع 15 مترا، وتضم 5 مبان إدارية خاصة بالمصنع، أما المرحلة الثانية من المشروع فتقع على مساحة 60 ألف متر، وهى مخصصة لمصانع إنتاج الأدوية المعقدة مثل الأورام والهرمونات، كما تصل الطاقة الإنتاجية لمدينة الدواء إلى 150 مليون عبوة سنويا.
وتعد «مدينة الدواء» واحدة من أكبر المدن الدوائية الفريدة من نوعها فى الشرق الأوسط، حيث إنها تستخدم أحدث التقنيات والماكينات والوسائل التكنولوجية، التى لا تعتمد على التدخل البشري، كما أنها مجهزة بكاميرات لفرز أى نوع من الأقراص المخالفة، حتى يصبح الإنتاج على أعلى درجات الجودة، وتقوم أجهزة المدينة بأعمال التنظيف الذاتى الإلكترونى لنفسها، الأمر الذى يساهم فى استمرار عملية الإنتاج دون توقف، وفى حال وضع العامل ليده داخل الماكينة أو فتحها تتوقف بشكل تام عملية التصنيع، حيث يقتصر دور الكوادر البشرية على وضع بيانات ومعلومات التشغيل على الماكينات الحديثة فقط.
وأحد أهم الأهداف الرئيسية من إنشاء «مدينة الدواء» إنتاج الأغلبية العظمى من الأدوية المستوردة داخل مصر والحد من ارتفاع أسعارها، حيث إن إنتاج مصر للأدوية يصل الى نسبة 85%، ويتم استيراد نسبة ال 15% الأخرى من الخارج بالعملة الصعبة وبتكلفة عالية، وهى أدوية المناعة والسرطانات والهرمونات التى كان يصعب إنتاجها نظرا لأنها تحتاج إلى مواصفات عالية كان يصعب توفيرها، لكن بعد إنشاء مدينة الدواء سيتم توفير هذه النسبة وتصنيع هذه الأدوية محليا بأحدث الطرق، مما يتيح للمواطنين الحصول على علاج دوائى عالى الجودة وآمن، ومنع أى ممارسات احتكارية وضبط أسعار الدواء فى الأسواق.
وتضم «مدينة الدواء» مركزا إقليميا لتصنيع الدواء بالتعاون مع كبرى الشركات الأجنبية، تمهيداً للحد من الاستيراد والتوجه لتصدير الادوية إلى الدول الأفريقية والأجنبية والعربية بنسب تتراوح بين 25 إلى 30% من إنتاج المدينة على مراحل، لتصبح مصر منطقة لوجيستية فى الصناعات الدوائية، إضافة إلى وجود معامل بحث وتطوير وجودة، وستقوم المدينة الفترة المقبلة بتصنيع أدوية تُستخدم فى بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19».
تكون الأولوية لأدوية الأمراض المزمنة ومن بينها أدوية السكر والضغط والقلب والكلى والمخ والأعصاب، والمضادات الحيوية، فيما ستضم المرحلة الثانية منها الدخول فى مجال صناعة الأدوية المتخصصة مثل أدوية أمراض السرطان لطرحها بأسعار مناسبة للمواطن المصري، وتطمح مصر خلال السنوات المقبلة إلى تحقيق اكتفاء ذاتى من الدواء مما يحقق بدوره استقرارا فى أسعار الأدوية فى السوق المحلية دون التأثر فى تغيرات أسعار الصرف العالمية التى يتم تحديد أسعار الدواء بناء عليها.