شحاتة سلامة ساعات قليلة، فصلت بين حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن العشوائيات وجهود تحسين جودة الحياة ، واصطحابه بعدها لأعضاء الحكومة من الوزراء ورئيس الوزراء، فى جولة تفقدية داخل منطقة عزبة الهجانة بشرق القاهرة على طريق القاهرةالسويس، ليطلع معهم على تلك المنطقة غير المخططة ذات الكثافة السكانية العالية ، حيث وجه خلالها بضرورة الاستمرار فى نهج الدولة وجهودها من أجل تطوير كافة المناطق العشوائية، وغير الآمنة، وغير المُخططة المنتشرة على مستوى الجمهورية من كافة الجوانب، وكذلك الوقوف على حجم الجهود المطلوبة لتغيير واقع تلك المناطق على نحو يرتقى بالأحوال المعيشية اليومية للمواطنين بها وتوفير سُبل الحياة الكريمة للأسر القاطنين داخلها، فضلاً عن ربطها بشبكة الطرق الجديدة بالمناطق المحيطة بها وتوفير مختلف الخدمات الأساسية. عكست تلك الجولة حرص الرئيس على دراسة الموقف والمتابعة الميدانية لكل خطط التطوير، حيث رافق الرئيس فى تلك الجولة، رئيس الوزراء، ووزراء الكهرباء، والبترول، والرى، والتعليم، والتخطيط، والتنمية المحلية، والصحة، والإسكان، والتضامن، والزراعة، والتجارة والصناعة، ومستشارا الرئيس للتخطيط العمرانى، وللشئون المالية، ورئيس الهيئة الهندسية. وكان الرئيس قد وجه مجموعة من الرسائل إلى الشعب المصرى، خلال مداخلة تلفزيونية تناول فيها عددا من القضايا المهمة ، أبرزها مشكلة العشوائيات والبناء العشوائى بمختلف المحافظات، والتصالح فى مخالفات البناء، ومستجدات المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى، والزيادة السكانية، وأزمة سد النهضة، ومواجهة فيروس كورونا، وتناولها الرئيس بمنتهى الشفافية كعادته دائمًا فى كل أحاديثه إلى المصريين، وفيما كان الرئيس يعلق على واقعتى عقار فيصل المُحترق، وعقار الإسكندرية المائل، أوضح أنه عندما أطلق ملف المصالحة على مخالفات البناء خلال سنتين أو ثلاث ، كان ذلك بمثابة رسالة للمواطنين بوجود مشكلة كبيرة نتجت عن غياب الدولة لسنوات طويلة، وحيث كانت الإجراءات غير مسيطر عليها، مشيرا إلى حالة الثورة وماحدث فى عام 2011، وقال: «كل واحد يعمل مايراه .. فيه فساد إدارى وتنظيمي، سلوك الناس يتم حسب ما هو شايف وحسب مصلحته، كان فيه فساد إدارى وتنظيمى، وكان حجم الطلب كبير، الناس كانت عاوزة من 800 أو 900 ألف وحدة سكنية سنويًا، بل تصل لمليون وحدة للتعامل مع أزمة الإسكان» .. وأضاف: «إحنا دارسين حاجتنا ومستعدين ومصرين على أن نواجه ما لدينا». وأشار الرئيس إلى أنه يتم بذل جهود كبيرة وصفها بأنها فوق طاقة الناس وفوق طاقة الدولة المصرية، وقال : «لازم تقولوا إزاى ده بيتعمل، لازم تقولوا الأموال دى بتيجى منين، بتيجى من مصر» ، وتابع: «هنحل مسألة المخالفات، لكن أوعوا لما تفتكروا إنى لما يكون عندى مثلًا 100 ألف مخالفة أو 200 مخالفة هقدر أمشيهم من البيوت بتاعتهم وأوديهم فى حتة تانية، وعشان نهد البيوت دى كلها محتاجين مليون شقة، بمتوسط 400 مليار جنيه شقق فى الإسكندرية، عشان أحل أزمة العشوائيات فى مصر عاوز بتاع 3 أو 4 تريليونات جنيه، الناس كانت عاوزة تعيش ويتعمل لها بيوت، لكن البلد مكنتش قادرة تعمل ده، لكن لما تقول لى هتقدروا تعملوا ده؟! هقول آه هقدر أعمل لكل الأجيال القادمة بفضل الله». وواصل الرئيس: « أستطيع بناء مليون شقة فى السنة ماليًا وتنظيميًا وإداريًا، لكن عاوز أوفر لهم على حسب قدراتهم، لأن موضوع الإيجار تجاوزناه كفكر وثقافة لأن الناس عاوزة تعيش فى شقة مملوكة» ، وتابع: «الحمد لله رب العالمين مقلتش كلام معملتهوش، والكلام اللى قلته على المساكن قلته من 7 سنين، قلت إن عندنا 40% ل50% من مصر عشوائيات، بس لما بنعالج المسائل بالمراحل، فيه أولويات.. يا جماعة إحنا دارسين حاجتنا ومستعدين ومصرين على أن نواجه ما لدينا ونحل مسألة المخالفات». وأوضح الرئيس أن الدولة مقبلة على تنفيذ تطوير الريف المصري، حيث سيتم تطوير وتنمية 4500 قرية بتوابعهم، وقال : «المشكلة ليست فى توفير التمويل اللازم، نحن قادرون على التمويل وال500 مليار جنيه جرى تدبيرها على 3 سنوات، اللى أنا عاوز أقوله إننا بنتحرك فى تقليل حجم النمو العشوائي، بأن نوفر حجم المطلوب دلوقتي، وإننا نوفر الطلب اللى ممكن يتطلب السنة دى والسنة الجاية والسنوات القادمة». واللافت أن الرئيس عبد الفتاح السيسى حرص على توجيه حديثه إلى الشعب بخصوص أزمة الزيادة السكانية، وتساءل قائلًا: «إنتو يا ترى منتبهين لكلمتى عن النمو السكانى ليكم ولا لأ؟» ، وأكد أن ملف تنظيم الأسرة يحظى باهتمام الدولة، وقال : «بس أوعى يتصور إننا نعمل إجراء قانونى شديد مع الناس فى المرحلة دي، وكل اللى شايفينه من عشوائيات بالحجم ده، والمشكلات الكتير فى قطاعات الصحة والزراعة والصناعة، كل ده نتاج اللى بيولد 3 و4 و5»، وحرص الرئيس السيسى فى ذلك الإطار على الإشارة إلى دهشة البعض من الطفرة التى حدثت فى مجال الطرق، وكثرة الكبارى والطرق الجديدة، ورغبتهم فى تكرار هذه النجاحات فى قطاعات أخرى.وقال : «فيه زيادة سكانية، إذن لازم يبقى فيه توسيع فى الطرق، لأننا بنزيد 200 ألف سيارة سنويا خاصة بالمحافظات الكبرى». كما حرص الرئيس على التأكيد بأن العمل المكثف لا يتم فى الطرق فقط وقال : «إنتو فاكرين إننا بنعمل كتير فى الطرق بس؟.. أنا بعمل كتير فى كل شيء، مفيش قطاع مش بعمل فيه كده، بس يمكن قطاع الطرق عشان بتشوفوه وبتخرجوا بسياراتكم وبتشاهدوه بأعينكم» . وتابع: «نفس الإنجازات تتم فى قطاع التعليم، وقطاع الزراعة، وقطاع الصناعة» . موضحًا أنه كلف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بإنشاء 500 ألف وحدة سكنية داخل المراكز بالمحافظات، من خلال استغلال الأراضى غير المستغلة سواء كانت التابعة للدولة أو التى يجرى تحويلها بقرار. كما حرص الرئيس على الإشارة إلى ملف لقاحات كورونا، وأكد أنه يتم دراسة كل الموضوعات بطريقة علمية جيدة، لتحديد الفئات التى ستحصل على اللقاح مثل الأطقم الطبية وكبار السن ومصابى الأمراض المزمنة، وقال «عندما درسنا هذا الأمر وجدنا أن لدينا ما يتراوح بين 30 مليون إلى 35 مليون فى هذه الشرائح، أى أنهم فى حاجة إلى 70 مليون جرعة، الفلوس موجودة ومفيش أى مشكلة، لكن نحاول عمل إجراءات محوكمة، وللناس اللى مستهدفينها فى كل شريحة». ووجه الرئيس رسالة طمأنينة وقال « متقلقوش.. تم طلب احتياجاتنا، وبتيجى وحملة التطعيم ماشية على الأطقم الطبية». وبنفس الشفافية أوضح أن حجم التجاوب يتراوح ما بين 45% و50% من المستهدف، حيث أعرب البعض عن عدم رغبتهم فى ذلك . وعن قلق الكثيرين من السد الإثيوبى وملف المياه، قال الرئيس إن ذلك الشعور مستحق، ويتم التحرك فى ملف سد النهضة بشكل تفاوضى فى عملية وصفها بأنها عملية أشبه بمقاتلة، وقال : «إحنا نقاتل بالتفاوض، عشان نحافظ على الأمور ونحافظ على حصة مصر»، وأوضح أنه يتم التعامل مع ملف المياه على أكثر من محور ومسار ، منها تبطين الترع، موضحا أنه من ضمن الإجراءات اللى يمكن عملها لتقليل حجم الفاقد من المياه، وكما لفت أيضا إلى مسار آخر من خلال معالجة المياه، وحرص الرئيس أيضا على التأكيد على ضرورة التكاتف والثبات بين المصريين ، وقال: «طول ما أنتم كده مع بعض، وثابتين، هنصل لنتيجة بالتفاوض والصبر والثبات وطولة البال فى ملف السد الإثيوبى» . وأكد الرئيس، أن الأوضاع الخارجية مرتبطة دائما بالأوضاع الداخلية، وقال: « قوتى وقوة مصر مش نابعة منى ولا من إدارتى السياسية ولا من مؤسسات الدولة الخارجية، لكن نابعة من المصريين، لأن شعب مصر يمثل قوة مصر، واللى بيستهدف مش بيستهدفنى أنا، ولا بيستهدف الحكم فى مصر، لكن بيستهدف الشعب، كل الهدف من الفتنة اجتزاء الحقائق»، وأكد فى ذلك الإطار أن الأمور فى ملف ليبيا تتحسن بإجراء مصر الذى اتخذته بضرورة الحفاظ على الخط الأحمر للحفاظ على السلام فى ليبيا، مشيرا إلى حرص مصر على التحرك من أجل السلام والعمران والحفاظ على الاستقرار فى منطقة تعرضت لهزة كبيرة فى ال20 سنة الأخيرة.. واللافت أكثر من خلال التحليل الأخير لتلك الرسائل التى وجهها الرئيس السيسي للشعب المصرى ، أنها تترجم إلى حد كبير ملامح الأجندة المصرية للتنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة «البيئى والاقتصادى والاجتماعى»، وهدف تلك الأجندة الرئيسى هو الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته فى مختلف نواحى الحياة، وفى مقدمتها العيش بكرامة وفى ظروف إنسانية وداخل بيئة مناسبة، وتوفير المناخ اللازم له للكسب والعمل والعيش فى أمان .