مجلس الشيوخ الأمريكى سيبدأ إجراءات محاكمة الرئيس السابق "ترامب" فى الثامن من الشهر القادم ليصبح أول رئيس أمريكى يحاكم سياسيا مرتين مع فترة واحدة فى البيت الأبيض!! فى أول استفتاء جاد بعد تحديد موعد المحاكمة قال 51٪ من الأمريكيين أنهم مع إدانة ترامب بالتحريض على اقتحام مبنى الكونجرس، بينما عارض 37٪ إدانته ولم يحدد الباقون موقفهم. وبنسب متقاربة أظهر الاستطلاع الموقف من مستقبل ترامب السياسى، حيث أيد 55٪ عدم السماح لترامب بشغل منصب عام عن طريق الانتخاب مرة أخري، بينما عارض ذلك 34٪ ممن شملهم الاستفتاء. هذا يعنى بوضوح أن القرار لن يكون سهلا، وأن "ترامب" يظل مشكلة تؤرق أمريكا وهو خارج الحكم كما كان وهو سيد البيت الأبيض. صحيح أن الحديث عن أنه صاحب التأثير الطاغى على أكثر من سبعين مليون ناخب أعطوه أصواتهم فى الانتخابات الأخيرة فيه الكثير من المبالغة، لأن معظم هؤلاء يعطون أصواتهم للحزب الجمهورى أيا كان مرشحه. لكن الصحيح أيضا أن هناك كتلة من جماعات اليمين المتطرف والعنصريين البيض وجدت فى "ترامب" ممثلا لها، ووجد هو فيها السند الذى أراد به أن يغير قواعد اللعب فى السياسة الأمريكية.. وإن كان قد أخطأ الطريق الى ذلك!! قرار الإدانة يحتاج لموافقة ثلث الاعضاء الجمهوريين فى مجلس الشيوخ الى جانب كل الأعضاء الديموقراطيين. الانقسام موجود بالفعل داخل الحزب الجمهوري، ولكن الى أى مدي؟! الكل يدين اقتحام الكونجرس ويحمل ترامب المسئولية، لكن الخلاف حول الحاجة لقرار الإدانة، والضرر الذى يمكن ان يقع على الحزب الجمهوري. كثير من القيادات الجمهورية ترى أن إدانة ترامب ليست فقط مسئولية قانونية وسياسية، وإنما هى فرصة لاستعادة الحزب من قبضة الاتجاهات المتطرفة بوجود ترامب.لكن هناك خشية من ألا يتحمل الحزب عواقب المزيد من الانقسام. جزء كبير من المسئولية سيتحمله الرئيس "بايدن" المطالب الان باستخدام قدراته الكبيرة على التفاوض والوصول لحلول توافقية تحمل ترامب المسئولية لكن لا تجعله يظهر بمظهر الضحية، وتحاصر مخاطر اليمين المتطرف دون أن تجعل الجمهوريين يحسون بأنهم أمام عملية تصفية لحسابات حزبية! اختبار صعب للرئيس الأمريكى الجديد، واختبار أصعب لأمريكا التى مازال ترامب يمثل لها مشكلة وهو خارج الحكم.. كما كان وهو فى البيت الأبيض!!
