حصد الدكتور أحمد العليمي، باحث تغذية الحيوان بالمركز القومى للبحوث، على 6 جوائز أمريكية مرموقة تتويجا لعمله على تطوير تغذية الأبقار. وتخرج الدكتور أحمد العليمى في كلية الزراعة بجامعة القاهرة ثم حصل على الماجستير في تغذية الدواجن من الجامعة نفسها عن دراساته لتحسين أعلاف دجاج إنتاج اللحم (دجاج التسمين) وذلك عن طريق إضافة العناصر المعدنية فى العليقة من مصادر حديثة غير تقليدية تعرف ب "المعادن العضوية أو المخلبيات". ما سبق ما أسهم فى تخفيض تكاليف الإنتاج ب 15% وزيادة إنتاج اللحم وتقوية عظام الطيور للحفاظ عليها فى أفضل حالاتها الصحية لحين الذبح. اقرأ أيضًا: القومي للبحوث: لجنة علمية حددت نوع لقاح كورونا الآمن.. فيديو وعقب حصوله على الماجستير، تنقل الدكتور أحمد العليمى بين عدة دول أوروبية هى المانيا وبولندا والتشيك للحصول على تدريب متقدم فى مجال "النيوتريجينوميكس Nutrigenomics" وهو علم حديث يهتم بإكتشاف تأثير العناصر الغذائية على المادة الوراثية، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الحالة الصحية بالإضافة إلى الوقاية أو العلاج من الأمراض المختلفة سواء في الإنسان أو الحيوان. وقد أجرى الدكتور أحمد العليمي على مدار السنوات الخمس الماضية دراسات المتقدمة لتحسين جودة أعلاف الحيوانات فى جامعة الينوى الامريكية والتى توجت بحصوله على درجة الدكتوراة فى تخصص تغذية الحيوان بتقدير "ممتاز". هذا وتعد جامعة الينوى الأمريكية من أشهر الجامعات على مستوى العالم فى مجال تغذية الحيوان لما تضمه من نخبة من أهم العلماء المشهود لهم عالميا لإسهاماتهم المتميزة فى النهوض بقطاع الانتاج الحيوانى داخل الولاياتالمتحدةالامريكية وخارجها، بما يوفر برامج دراسية متميزة لإعداد خريجى الجامعة لتولى المناصب القيادية فى مجال الانتاج الحيوانى عالميا. كذلك تتمتع جامعة الينوى بموقع جغرافى متميز فى منطقة وسط الغرب الأمريكى وهو ما يجعلها قريبة من الشركات العالمية التى تستثمر ملايين الدولارات فى تطوير وصناعة أعلاف الحيوانات وكذلك كبرى مزارع إنتاج الألبان واللحوم بما يوفر فرص تدريبية متميزة لطلاب الجامعة تجعلهم على دراية بأحدث التطورات العلمية والعملية فى هذا القطاع الحيوى. وتركزت أبحاث الدكتور العليمى فى جامعة الينوى الامريكية على تحسين العلائق المقدمة للابقار الحلابة أثناء فترة الحمل وبعد الولادة بما يسهم فى تحسين الحالة الصحية والانتاجية للأبقار وكذلك العجول الناتجة من تلك الأبقار. وأوضحت تلك الدراسات أن إضافة الحمض الامينى المثيونين بصورة يومية خلال أخر شهر من الحمل يعمل على زيادة إنتاج اللبن ورفع نسبة البروتين فى اللبن. كذلك يحسن المثيونين من الحالة الصحية للأبقار بما يشمل رفع كفاءة عمل الأجهزة الحيوية بالجسم الضرورية لإنتاج اللبن مثل الكبد والضرع. وفب دراسة هى الأولى من نوعها على مستوى العالم، كشف الدكتور العليمى أن إضافة المثيونين لعلائق الأبقار الحلابة أثناء الحمل يرفع معدل نمو العجول عن طريق زيادة البكتريا النافعة في القناة الهضمية للعجول بما يساعد على إفراز مضادات حيوية طبيعية تقلل من الإصابة بالأمراض وكذلك تحسن من كفاءة الهضم لتحصل العجول على أكبر قدر من الطاقة والعناصر الغذائية الضرورية لزيادة النمو. وكنتيجة لذلك يمكن لتلك العجول أن تدخل سريعا فى دورة إنتاج اللبن بما يسهم فى تقليل تكاليف التربية وزيادة إنتاج اللبن على مدار الحياة الإنتاجية لتلك العجول. ومع ازدياد القلق العالمى من ارتفاع أسعار الأعلاف بما قد يقلل من فرص نمو وتطور القطاع الحيوانى على مستوى العالم، فقد تركزت أبحاث الدكتور العليمي في جامعة الينوى الأمريكية على استخدام أدوات متقدمة للكشف عن الأبقار التي تتميز بارتفاع كفاءتها الغذائية بما يضمن خفض استهلاكها للعلف بنسبة قد تصل الى 50% دون أن يتأثر انتاج اللحم واللبن. ونظرا لأهمية تلك الدراسات، فقد قامت وزارة الزراعة الامريكية على مدار السنوات السبع الماضية بانشاء مشروع قومى ضخم يضم 10 جامعات أمريكية لتطوير أساليب حديثة تساعد في الكشف عن تلك الأبقار عالية الكفاءة الغذائية. هذا وقد كشفت الدراسات عن مجموعة من التغيرات فى القناة الهضمية والتب تساعد الأبقار المتميزة على تعظيم الاستفادة من الغذاء الماكول - رغم قلته - بما يحافظ على إنتاج اللبن واللحم دون تأثر. وترجع أهمية تلك الدراسات أنها تساعد في الكشف المبكر عن تلك الأبقار المتميزة مباشرة بعد الميلاد بما يقلل من تكاليف الإنتاج بشكل ملحوظ ويعود بزيادة الربح للمنتجين. وخلال تلك السنوات من الدراسات المستفيضة قام الدكتور أحمد العليمى بنشر 30 بحث فى كبرى الدوريات العلمية المتخصصة بالإضافة لمساهمته فى نشر 5 كتب فى مجال تغذية الحيوانات والدواجن من خلال كبرى دور النشر العالمية. كما قام بعرض نتائج هذه الدراسات فى العديد من المؤتمرات الدولية فى أمريكا وأوروبا بحضور كوكبة من العلماء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم. وقد تكللت تلك الجهود بترشيح الدكتور أحمد العليمى من أهم علماء تغذية الحيوان لنيل ارفع الجوائز العلمية وكنتيجة لذلك فقد حصل الدكتور العليمى على 6 جوائز أمريكية منها 4 جوائز على مستوى جامعة الينوى الامريكية وهى جائزة "كارل ديفيس" فى أبحاث البقر الحلاب وجائزة التميز لطلاب الدراسات العليا وجائزة التفوق لطلاب الدكتوراة بالإضافة لجائزة دعم السفر لتشجيع طلاب الدراسات العليا على عرض أهم نتائج دراساتهم فى اكبر تجمع للمتخصصين فى الولاياتالمتحدةالامريكية. وتعتبر أهم الجوائز التى حصل عليها هما جائزتان دوليتان من الجمعية الامريكية لعلوم الحيوان وهو أكبر تجمع يضم علماء الحيوان من كافة التخصصات. وتمنح الجمعية الامريكية لعلوم الحيوان جوائزها السنوية على مستوى العالم للعلماء المتميزين في مجالات علوم الحيوان المختلفة بعد أن يتم ترشيحهم من قبل العلماء المشهود باسهاماتهم الكبيرة فى مختلف المجالات. وقد حصل الدكتور العليمى على مدار العامين الماضيين 2019 و 2020 على جائزة "التميز العلمى" وجائزة "السفر الدولى" نتيجة لجهوده فى تحسين إنتاجية البقر الحلاب وحيوانات التسمين حيث يتم اختيار الفائزين بتلك الجوائز من بين مجموعة كبيرة من المرشحين من مختلف الجامعات الامريكية على أن يتم اختيار باحث واحد هو الاكثر تميزا على مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويجرى توزيع الجوائز كل عام في الاجتماع السنوى الجمعية، على أن يلقى الفائزون بالجوائز محاضرة عن الدراسات التى قاموا بها وأهم النتائج التى توصلوا إليها بهدف النهوض بقطاع الإنتاج الحيوانى عالميا. ويطمح الدكتور العليمى إلى أن ينقل تلك الخبرات لأرض الوطن لتطوير قطاع الإنتاج الحيوانى بمصر.
