تصدر خبر وفاة لاعب كرة القدم الشهير مارادونا، مواقع التواصل الاجتماعي، مع نشر صور له والدعاء له بالرحمة. وتداولت بعض الصفحات تحذيرات تحت عنوان «تنبيه مهم للمسلمين»، وفيها الإشارة إلى تحريم الدعاء له، فجاءفي نص المنشور: «وفاة لاعب كرة قدم مشهور اسمه مارادونا وقد رأيت أن الكثير من المسلمين يترحمون عليه وهذا لقلة علمهم بدين الله تعالى». «نُذكّر اخواننا المسلمين أن التّرحم على من مات كافرا لا يجوز ولا يحِل لنا الترحم عليه والدعاء له بالمغفرة وهذا بإجماع علماء المسلمين وليس فيه خلاف»، استشهادا بقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} من سورة [التوبة 113]. الإفتاء: لا مانع من الاستغفار له وعن حكم الدعاء لغير المسلم، قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع من أن تدعو لغير المسلم؛ فلا حجر على الطمع في كرم الله تعالى بل ذلك أمر مشروع. وعن قوله -سبحانه وتعالى-: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَ0لَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ 0لۡجَحِيمِ}[التوبة: 113]، فأناط حرمة الاستغفار بكون المستغفَر له قد تبين أنه من أصحاب الجحيم، ومفهوم ذلك أنه إذا لم يتبين للمستغفِر ذلك فلا مانع من الاستغفار. وماذا عن الجنة؟ نشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على « فيس بوك»، حديث شريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم حول من يزعم بأن الله سيغفر لهذا ولن يغفر لهذا أو يدخل هذا الجنة وهذا النار. وقالت دار الإفتاء المصرية، عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك. رواه مسلم. وأوضحت دار الإفتاء أن معنى يتألّى على الله أن فلانا يجزم أن الله سيفعل كذا وكذا مما لا يحيط العبد بعلمه، كأن يقول: سيغفر الله لفلان ولن يغفر لفلان. وكانت دار الإفتاء المصرية أجابت عبر موقعها الإلكتروني على سؤال حول تحدث أهل الجنة مع أهل النار قائلة:"القرآن الكريم كتاب الله المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ۞ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 41-42]، وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ 0لۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82]. وإثباتُ السماع لأهل النار في موضعٍ ونفيُهُ عنهم في موضعٍ آخر محمولٌ على اختلاف الأحوال التي يمر بها أهل النار؛ فتارةً يُحشَرون صُمًّا كما يُحشَرون عُمْيًا زيادةً في عذابهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ [الإسراء: 97]. وتارةً يُسمِعهم اللهُ تعالى نداءَ أهل الجنة ويُمَكِّنُهم من إجابتهم، وتارةً يُجعَلون في توابيت من نار، والتوابيت في توابيت أُخَر؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِذَا بَقِيَ فِي النَّارِ مَنْ يُخَلَّدُ فِيهَا جُعِلُوا فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، فِيهَا مَسَامِيرُ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ قُذِفُوا فِي أَسْفَلَ الْجَحِيمِ، فَيَرَوْا أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ فِي النَّارِ أَحَدٌ غَيْرَهُمْ»، ثُمَّ تَلَا قولَه تعالى: ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 100]، رواه البيهقي في البعث والنشور. وأضافت أنه لذلك لا يسمعون شيئًا، وهو محمولٌ أيضًا على أنهم لا يسمعون ما ينفعهم وإنما يسمعون أصوات المعذَّبين أو كلام من يتولى تعذيبَهم من الملائكة، هذا إن حُمِلَ الضميرُ في قوله: ﴿وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 100] على أهل النار، أما إن كان راجعًا إلى المعبودين -على ما قاله الإمام أبو مسلم الأصفهاني- فلا إشكال، ويكون المراد أنهم لا يسمعون صراخهم وشكواهم سماعَ إغاثةٍ ونُصرةٍ على حد قول القائل: سمع الله لمن حمده أي أجاب الله دعاءه؛ كما وصفهم الله تعالى في الدنيا في قوله: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ 0لۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ ۞ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف: 5-6]. اقرا ايضا : إيتو: مارادونا من كوكب آخر وسيظل رمزًا للكرة