مسافة السكة.. جيش مصر الأبيض يحمي إفريقيا من فيروس سي

منذ 10 سنوات، أطلقت منظمة الصحة العالمية قطار مواجهة أمراض الفيروسات الكبدية بمجهود مجموعة من دول العالم بينها مصر والبرازيل، وشكلت المنظمة مجموعة خاصة في جنيف ووضعت خطة للقضاء على الفيروسات الكبدية حتى 2030.
الخطة ركزت على أهم نوعين من الفيروسات الكبدية من حيث الانتشار على مستوى العالم، وهما B وC، والأول منتشر أكثر في جنوب شرق آسيا وأفريقيا أسفل الصحراء، والثاني في مناطق بالشرق الأوسط.
سجل فيروس B انتشارا واسعا في بعض الدول العربية مثل السودان واليمن والسعودية، ونجحت الرياض في السنوات الماضية بفضل التطعيم الإجباري لكل المواطنين في تخفيض نسبة انتشار المرض لتصل إلى المعدل العالمي.
اقرأ أيضًا| فيديو| مصر تحتفل بخلوها من «فيروس سي»
أما فيروس C فكان أكثر انتشارا في مصر، لكن هذا النوع من الفيروسات الكبدية ليس له تطعيم مثل النوع السابق، واستطاعت مصر التغلب على الفيروس، ومن هنا وقفت منظمة الصحة العمالية أمام المحطة المصرية كثيرًا لتنطلق بخبراتها في أفريقيا للقضاء على آلام أبناء القارة السمراء الذين يعانون من الوباء.
ماذا فعلت مصر؟
فتحت وزارة الصحة المصرية باب التنسيق على مصراعيه مع عدد من الدول الأفريقي منها السودان وجنوب السودان وكينيا، تفعيلا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي (تحيا مصر إفريقيا) لعلاج مليون أفريقي من فيروس سي.
يعود تاريخ مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ملتقى أسوان للشباب العربي والأفريقي، في مارس 2019، حيث كشف الرئيس أن مصر تسعى لتعميم مبادرة 100 مليون صحة على دول القارة السمراء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063.
على أرض الواقع، بدأ فريق طبي مصري زيارة لجنوب السودان لافتتاح أول وحدة فيروسات كبدية؛ حيث تم تجهيزها بجميع المستلزمات والأجهزة الطبية والأدوية اللازمة لعلاج فيروس سي وذلك بالعيادة المصرية في العاصمة جوبا.
ويضم الفريق الطبي استشاري كبد وجهاز هضمي، وصيدلياً إكلينيكياً، واستشاري تحاليل طبية، حيث سيقوم بتدريب الجانب السوداني على إجراء المسح الخاص بالفيروسات الكبدية، وتقييم المكتشف إصابتهم وصرف العلاج للحالات المصابة المناسبة للعلاج.
وبفريق آخر، أرسلت مصر فريقا طبيا إلى دولة تشاد في الأسبوع الأول من لعلاج المواطنين بتشاد، وساعد في ذلك كثيرًا رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، والخبرات الواسع التي تتمتع بها مصر من حيث توافر الكوادر البشرية والإمكانيات الطبية.
وأمام ذلك، عقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعاً في القاهرة لمكاتب من منظمة الصحة العالمية للدول الأفريقية، للتنسيق والتشاور من أجل علاج مليون أفريقى في 18 دولة القارة.
وفي وقت سابق، بحثت مصر والسودان سبل التعاون والتنسيق لتفعيل العمل بشكل عاجل بمبادرة الرئيس السيسي وتحديد المراكز التي سيتم تفعيل المبادرة بها، وبدء عملية تسجيل المواطنين السودانيين في هذه المبادرة والتي تستهدف علاج 250 ألف مواطن من أشقائنا السودانيين.
وفيما يخص الأشقاء السودانيين، جهزت مصر جرعات الأدوية لعلاج المصابين بفيروس سي؛ حيث تبلغ أكثر من 200 ألف جرعة، بالإضافة إلى جاهزية أجهزة ال "pcr" والكواشف الخاصة بالفيروسات الكبدية، لبدء تدريب الأطقم الطبية في السودان على بروتوكولات المسح والتشخيص للحالات المصابة بفيروس سي دعمًا لمنظومة الصحة بدولة السودان الشقيقة.