أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، دق أجراسها في الثانية و5 دقائق مساء غدًا الثلاثاء، تزامنا مع الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر المجيد، لتكون حاضرة كما العادة بمواقف وطنية، هدفها الأسمى هو إعلاء مصلحة الوطن قبل كل شيء. وللكنائس القبطية المصرية، دور وطني بارز، في العديد من المناسبات التاريخية الخالدة، ومع حلول الذكرى ال47 لانتصارات أكتوبر المجيد ، نرصد دور الكنائس القبطية المصرية في تحفيز الجنود لتحقيق النصر، ومن أهم تلك المواقف: البابا شنودة يحفز الجنود بزيارته للجبهة كان للبابا شنودة الثالث دور كبير في تحفيز الجنود لتحقيق النصر، حيث زار أكثر من مرة الجنود على الجبهة، ومنها يوم 10 أبريل 1972، وألقى كلمة على الجنود. وفور الإعلان عن الحرب عقد البابا شنودة الثالث اجتماعا مع كهنة القاهرة بالقاعة المرقسية بالأنبا رويس بالعباسية، ناقش فيه الواجب الذي يستوجب على الكهنة القيام به في هذا الوقت من عمر الوطن، وفي البداية قرر المجتمعون إرسال برقيات تهنئة وتأييد للرئيس السادات ورئيس مجلس الشعب والأمين الأول للجنة المركزية والفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية وقتها. واتخذ البابا والكهنة عددًا من القرارات وهي الاهتمام بالدفاع المدني، وتدريب الشباب عليه، وأقيم مركز للدفاع المدني في كنيسة مارجرجس بالجيوشي بشبرا، كما تم الاتفاق على زيارة المستشفيات العسكرية، وتقديم الهدايا والمعونات للجنود والجرحى، والاطمئنان على صحتهم. الكنائس تفتح أبوابها لإسعاف المصابين سارعت الكنائس وقت الحرب في فتح أبوابها للمصابين، حيث خصصت الأدوار السفلية، لتكون مخابئ وقت الغارات، مع تدبير الإسعافات الأولية، وقامت بتوعية الشعب بما يجب عليه خلال أيام القتال، سواء بالعظات أو النشرات. ومن ضمن القرارات أيضا الاشتراك في كل الاجتماعات التي تنظمها الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي، لرجال الدين الإسلامي والمسيحي، سواء على مستوى الحي أو القاهرة، وجمع التبرعات من كل كنيسة، لدعم المجهود الحربي، وإذاعة تعليمات الدفاع المدني وتوجيهاته، ونشرها على الشعب وطبع النشرات الدينية التي تؤيد موقف مصر دينيا تجاه إسرائيل خصوصا مقالات البابا (سيناء مقبرة الإسرائيليين)، وتوزيعها بالمجان. تطوع الراهبات في المستشفيات كما اتخذت الكنائس خطوات سريعة، كان أوّلها جمع التبرعات أثناء القداسات والاجتماعات وتجمّعت الأموال في الكاتدرائية، وكلّف البابا شنودة، الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة، بتوصيلها للدكتور عبد العزيز كامل، وزير الأوقاف، تحت عنوان "من الكنائس والجمعيات القبطية إلى الجنود البواسل"، وإلى جانب الأموال كانت هناك هدايا عينية للجنود. كما تطوعت راهبات قلب يسوع المصريات من الكنائس الكاثوليكية في المستشفيات العامة والعسكرية ومستشفى الهلال الأحمر، للقيام بأعمال التمريض وتخفيف آلام الجرحى، وقدّم الأقباط الكاثوليك والإنجيلين والمارونيين تبرعات مادية، وعقدت كل الإيبارشيات اجتماعات وطنية، لزيادة حماس الشعب وتقوية الجبهة الداخلية. أقرأ أيضا: كيف استعدت مصر لحرب السادس من أكتوبر ؟