منذ ثورة 30يونيو2013 تبذل الدولة جهودا غير مسبوقة لتغيير عدد من العادات والتقاليد والقيم السلبية التى ترسخت فى المجتمع على مدار اكثر من أربعة عقود وتحديدا منذ سياسة الانفتاح الاقتصادى فى منتصف سبعينيات القرن الماضى وللأسف فإن هذه العادات والتقاليد والقيم السلبية تشكل فى النهاية ثقافة تؤدى إلى تعامل المواطنين بأساليب غير حضارية وتعكس صورة سلبية عن مصر فى الخارج ومن المظاهر التى ترسخت فى فكر عدد من أبناء الشعب المصرى هى الاعتداء على حقوق الدولة وفى المقدمة منها املاكها ايضا، الاعتداء على الطريق . ولتمهيد الطرق فقد بذلت الدولة جهودا مضنية خلال الخمس سنوات الماضية فى سبيل انشاء شبكة طرق تعادل ما تم انشاؤه فى مصر خلال الخمسين سنة الماضية وتتميز الطرق الجديدة بإنشائها وفق احدث الأساليب العلمية والتكنولوجية. ولذلك فإن البداية الحقيقية لتغيير هذه العادات والتقاليد والقيم ومجمل هذه الثقافة هو البدء بالريف فالطرق فى الريف تم الاعتداء عليها بشكل صارخ ولم يسبق له مثيل بسبب تقاعس المحليات عن القيام بدورها فى تحرير مخالفات لمن يعتدون عن الطرق تحت حجة واهية انهم لايتحركون الا اذا أتت إليهم شكوى من احد المواطنين وبطبيعة الحال لن تصل إليهم أي شكوى لان الكل يجامل الكل، فالذى اعتدى على الطريق اليوم يعلم علم اليقين ان أحدا لن يشكوه لأنهم سيعتدون غدا او مستقبلا. ومن اشكال الاعتداءات على الطريق هى إقامة سلالم فى الشوارع ليصل عدد الدرجات فيها إلى عشر درجات ويصل امتدادها فى الشارع لأكثر من مترين واذا قام المنزل المواجه بإقامة سلالم مماثلة فلا يتبقى من الشارع شيء وظاهرة اخرى هى قيام بعض سكان الريف باستغلال دورات مياه المساجد كبديلة لدورات مياه منازلهم دون ارتباط ذلك بالصلاة !!! وقد توقفت هذه الظاهرة بعد غلق دورات مياه المساجد بسبب كورونا وهناك ظاهرة اخرى وليست أخيرة وهى تراخى وتكاسل بعض سكان القرى التى دخلتها شبكة الصرف الصحى عن تحويل صرف منازلهم إلى هذه الشبكات وقيامهم بالصرف فى الخزانات (الترانشات) التى تؤدى إلى الروائح الكريهة وانتشار الأمراض واهدار مياه الصرف التى يتم معالجتها وإعادة استخدامها وللأسف يشارك فى هذه الظاهرة بعض المساجد بالقرى التى لم تتحول للصرف على الشبكة العامة «الصرف الصحى».