- العدادات «الذكية» تتصدى لأخطاء الفواتير.. و«الكودية» طوق نجاة للمخالفين - شاكر : انتهى عصر تخفيف الأحمال.. ونسعى للتحول لمركز إقليمى للطاقة المتجددة - رئيس هيئة الطاقة المتجددة: السوق المصرية جاذبة للاستثمار الأجنبى - خبراء الطاقة : حققنا 28 ألف ميجاوات فائض كهرباء بعد سنوات من العجز.. ومنظمات دولية تشيد بإنجازات الطاقة المتجددة مشوار الألف «وات» يبدأ ب «لمبة».. فمن العتمة إلى النور ومن اليأس إلى الأمل.. هذا ما نجحت فى تحقيقه الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب ثورة 30 يونيو لإحداث طفرة غير مسبوقة بالقطاع الكهربائى بعد معاناة عاشها الشعب المصرى فى عصر الظلام خلال عام الإخوان الأسود.. وبالفعل نجحت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بقيادة «الدينامو» ورجل المهام الصعبة د. محمد شاكر. فى وضع خطط واضحة ومحددة المدة للقضاء على مشكلة تخفيف الأحمال.. لتتبدل الأحلام من توفير ضوء «لمبة» لمواطن إلى مضاعفة الإنتاج والتصدير والربط الكهربائى مع العديد من الدول كالسودان والسعودية وقبرص واليونان وغيرها لتتحول مصر تدريجيًا إلى مركز إقليمى لتبادل الطاقة.. «الأخبار» ترصد فى السطور التالية رحلة تحقيق حلم فاق الخيال. فى تحويل العجز إلى فائض وإنتاج أكثر من 28 ألف ميجاوات خلال 6 سنوات فقط، فضلا عن استحداث منظومة العدادات الذكية والمسبقة الدفع للقضاء على مشاكل الفواتير وذلك إلى جانب العدادات الكودية التى تعمل على تقنين أوضاع المخالفين. أكد د. محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاعت من خلال استراتيجية واضحة وحلول سريعة إنهاء مشكلة انقطاع الكهرباء. وأوضح أنه لم يتم تخفيف أحمال على الإطلاق منذ يونيو 2015 بفضل الخطة العاجلة التى تابعها الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصياً والتى بدأ العمل بها مباشرة عقب توليه المسؤولية. وأشار شاكر أن مصر لديها استراتيجية خاصة بالربط الكهربائى مع دول الجوار والاتحاد الأوروبى وعدد من دول العالم، وذلك بسبب كونها محور ربط الكهرباء بين الدول العربية والإفريقية والعالم، مؤكدا على ضرورة التعاون مع الجانب الأفريقى لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون فى مجال الطاقة المتجددة. وقال شاكر أنه تم الربط مع السودان بواقع 240 ميجاوات وذلك بناء على احتياجات الأشقاء فى السودان خلال تلك المرحلة مؤكدا أن شبكة الربط تمت لضخ ما يصل إلى 500 ميجاوات فى المستقبل. وأضاف أنه يسعى لتحويل مصر الى ممر للطاقة المتجددة وهى خطة واستراتيجية وضعتها الدولة لتنفيذها فى القريب العاجل، وكشف عن مخطط يهدف إلى ربط إفريقيا بالكامل من خلال الربط الكهربائى وذلك ضمن الخطة العالمية للربط الكهربائى بعد نحو 20 عاما. العدادات الذكية عانى المواطنون خلال عقود سابقة من مشكلة القراءات الخاطئة للعدادات والتقييم العشوائى للفواتير والذى كان يتسبب فى ظلم البعض وهو ما دفع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بقيادة الدكتور محمد شاكر، بوضع خطة عاجلة لمحاولة إنهاء تلك المشكلة. وبالفعل يجرى حاليًا تنفيذ أول مشروع ريادى فى المنطقة بمرحلة تجريبية لتركيب عدد حوالى (250 ألفا) من العدادات الذكية فى نطاق ست شركات توزيع فضلا عن تركيب مليون عداد ضمن مشروع تحديث عدد 3 مراكز للتحكم بشبكات توزيع الكهرباء والذى تموله هيئة التعاون الدولى اليابانية JICA،ومن المستهدف تغيير جميع العدادات بالشبكة الكهربائية (حوالى 30 مليون عداد) الى عدادات أخرى ذكية أو مسبقة الدفع بالإضافة إلى إنشاء شبكات الاتصال ومراكز البيانات الخاصة بها خلال السنوات العشر القادمة. طوق نجاة سمحت وزارة الكهرباء توصيل العدادات الكودية والتى تعد طوق نجاة للعقارات والوحدات السكنية والتجارية المخالفة، بهدف تقنين اوضاعهم وفى الوقت ذاته يتم تحصيل مستحقات الدولة من استخدام الكهرباء. وعملت المنصة الإلكترونية لخدمات الكهرباء والتى أطلقتها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بداية يوليو الحالى استقبال طلبات المواطنين الراغبين فى تحويل المحاسبة لاستهلاكات الكهرباء بنظام الممارسة إلى عدادات كودية. فقد استقبلت منصة الوزارة الإلكترونية أكثر من 60 ألف زائر يومياً من خلال أجهزة الحاسب الآلى وأجهزة التليفونات المحمولة تلقت المنصة حتى الآن وحوالى 570 ألف طلب للتحول من المحاسبة لاستهلاكات الكهرباء بنظام الممارسة إلى عدادات كودية وشملت الطلبات جميع شركات توزيع الكهرباء التسع. ومن المقرر أن يستمر تلقى المنصة لطلبات التحول من المحاسبة لاستهلاكات الكهرباء بنظام الممارسة إلى عدادات كودية حتى سبتمبر 2020 وذلك فى إطار الإهتمام الذى توليه وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتحسين وتيسير الخدمات المقدمة للمواطنين على مستوى الجمهورية. «أبلكيشن» لراحة المواطن ! أطلقت وزارة الكهرباء بالتعاون مع شركة شعاع المسؤولة عن تسجيل قراءة عدادات الكهرباء، «ابلكيشن» جديد على الهواتف المحمولة يحمل اسم « القاريء الذكى لعداد الكهرباء» وذلك بهدف التسهيل على المواطنين والحرص على راحتهم، من خلال تنزيله مجانا ليتمكن المشترك من تسجيل قراءة عداد الكهرباء من خلال التطبيق. ويأتى «الابلكيشن الجديد» فى إطار حرص وزارة الكهرباء على تطوير منظومة العمل الداخلية بهدف تحقيق الهدف الرئيسى لها وهو الحصول على قراءة سليمة للعداد الكهرباء وهو ما يضمن إصدار فاتورة سليمة تعبر عن الاستهلاك الفعلى للمشترك. وتأتى دقته من خلال التقاط صورة تسجيل قراءة العداد بنسبة دقة 100% وذلك لتجنب خطأ التسجيل اليدوى الذى قد يقع فيه المشترك أثناء وضع قراءة العداد، وهو ما يقضى أيضا على طرق التلاعب فى العداد لأنه يحتاج إلى التقاط صورة مباشرة للعداد وليس تحميلها من الهاتف. كما ضمت أعمال التطوير إدخال نظم مختلفة لدفع الفواتير وشحن الكروت من خلال الأجهزة المحمولة أو من طرق الدفع المختلفة بما يضمن راحة المواطنين والتسهيل عليهم. الصعيد منور عانى صعيد مصر من مشكلات عديدة على مدار عصور بسبب سوء شبكات توزيع ونقل الكهرباء مما كان يتسبب فى ارتفاع معدلات انقطاعات التيار والاعطال والفنية المتكررة.. ولكنه شهد خلال الفترة الاخيرة طفرة غير مسبوقة في تطوير شبكات الكهرباء. سوهاج.. حيث تم ضخ استثمارات بقيمة 1.3 مليار جنية لرفع كفاءة الشبكة الكهربائية بمحافظة سوهاج وتحسين مستوى الأداء وضمان استقرار واستمرار التغذية الكهربائية طبقاً لمعايير الجودة وتقليل فترات انقطاع التيار ولمواجهة الزيادة المستمرة فى استهلاك الطاقة الكهربائية والأحمال المتوقعة فى أنماط الاستهلاك. كما أن عدد المشتركين بالمحافظة بلغ حوالى 1.5 مليون مشترك حيث قام قطاع الكهرباء بتحقيق عدد من الإنجازات حتى ابريل 2020 متضمنة تنفيذ أعمال توسع وإحلال لرفع كفاءة الشبكة الكهربائية بالمحافظة وتحسين الخدمة للمشتركين،وقد تم إنشاء 19 موزع جهد 11 كيلو فولت وتركيب أكشاك بالمحولات قدرات مختلفة بعدد 508 اكشاك بالمحول، وتركيب900 محول قدرات مختلفة ومد خطوط كابلات جهد متوسط بطول 1040 كم وإنشاء خطوط هوائية جهد متوسط بكمية264 طنا، ومد خطوط كابلات جهد منخفض بطول 80 كم، ومد خطوط هوائية معزولة جهد منخفض بطول 11081 كم. الأقصر.. تم تطوير شبكات توزيع الكهرباء بالأقصر بتكلفة اجمالية حوالى 400 مليون جنيه وقد نجح القطاع فى خفض معدل متوسط عدد الانقطاعات بنسبة 25 % عن الفترة المناظرة بالإضافة إلى عمليات الصيانة المكثفة المبرمجة بهدف تدعيم الشبكة فضلا عن انخفاض معدل متوسط أزمنة الانقطاعات للغير مبرمج بنسبة 38.97% عن الفترة المناظرة. وإلى جانب الطفرة الملحوظة فى عمليات تأهيل مراكز خدمة العملاء (بأعمال مدنية - ومنظومات رقمية مميكنة) فإن الشركة تعمل لتسريع الإجراءات من خلال خدمة الشباك الواحد، حيث أثمرت هذه المجهودات فى تقليل قوائم الانتظارحيث لا يتعدى التركيب اسبوعا من سداد القيمة. أسوان.. تم تطوير شبكات توزيع الكهرباء فى قطاع أسوان بتكلفة اجمالية حوالى 500 مليون جنيه، حيث يبلغ عدد المشتركين بها حوالى 540 ألف مشترك وتعد إحدى المحافظات التابعة لشركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء وقد نجحت الشركة فى تحقيق عدد من الإنجازات وذلك حتى ابريل 2020 متضمنة تنفيذ أعمال توسع واحلال لرفع كفاءة الشبكة الكهربائية بالمحافظة وتحسين الخدمة للمشتركين. قنا.. ستمائة مليون جنيه لتدعيم شبكة توزيع الكهرباء والتى يبلغ عدد المشتركين بها حوالى 932 ألف مشترك وفيما يتعلق بخطة إحلال الهوائيات فقد تم استبدال خطوط جهد متوسط هوائية تمثل خطورة على المواطنين ضمن خطة الدولة بإجمالى عدد 62 عملية بإجمالى أطوال كابلات 32،1 كم بإجمالى تكلفة تبلغ حوالى 30 مليون جنيه. النقل جهود مضنية بذلتها المرأة الحديدية المهندسة صباح مشالي، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، فى تطوير منظومة النقل على مستوى الجمهورية وتوسعها وتوقيعها لعدد لا حصر له من الاتفاقيات للنهوض بالمنظومة. وفى ذات السياق قال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء، أن الحكومة تعمل على تطوير الشبكة المصرية لنقل الكهرباء بقيمة تصل إلى حوالى 18 مليار جنيه مصرى، وتتضمن خطة تطوير شبكة النقل بنهاية عام2018 تنفيذ محطات محولات وإجراء توسعات لبعض المحطات القائمة،بالإضافة إلى شراء محولات جديدة والخلايا اللازمة لها، وتنفيذ كابلات وخطوط نقل الطاقة الكهربائية للجهود الفائقة والعالية، وتم الانتهاء من تنفيذ مشروعات خطوط كهرباء جهد 500 كيلوفولت بإجمالى أطوال حوالى770 كيلومترا. وتم التعاقد على تنفيذ مشروعات محطات محولات على الجهود الفائقة خلال آخر ثلاث سنوات السابقة (18 محطة محولات جهد 500 كيلوفولت وهو ما يعادل إجمالى محطات المحولات جهد 500 كيلوفولت الموجودة بشبكة نقل الكهرباء حتى عام 2014،بالإضافة إلى مشروعات تطوير وإنشاء مراكز التحكم الجارى تنفيذها فى شبكة نقل الكهرباء كل هذه الأعمال تمت بمشاركة العديد من الشركات المصرية المتخصصة فى تلك المجالات. وبالتوازي مع تدعيم شبكات نقل الكهرباء يتم التوسع أيضا فى شبكات توزيع الكهرباء من خلال خطة تستهدف زيادة عدد موزعات الجهد المتوسط والمحولات والخطوط والكابلات على الجهدين المتوسط والمنخفض بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالى 24 مليار جنيه. وترتكز الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصرى على التحول التدريجى للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تتميز باستخدام التكنولوجيات الحديثة ونظم المعلومات، التعامل مع كافة مصادر توليد الكهرباء ومن بينها مصادر التوليد الموزعة ووحدات تخزين الكهرباء،المساهمة بشكل كبير فى تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتأمين التغذية الكهربائية وخفض الانبعاثات فجرى إنشاء 20 وجار العمل حاليا فى مراكز تحكم فى شبكات النقل والتوزيع تغطى كافة أنحاء الجمهورية. الربط الكهربائي وجاء النقل الكهربائى تأكيدا على موقع مصر الجغرافى الرابط بين الشرق والغرب وملتقى القارات الثلاث «أفريقيا وآسيا أوروبا» يتم حاليا المضى قدما فى استكمال مشروع الربط الكهربائى المشترك بين مصر والسعودية من خلال خطوط للربط الكهربائى بنظام التيار المستمر قدرة 3000 ميجاوات على جهد +- 500 ك.ف والتى يعتبر نموذجا مثاليا لمشروعات الربط الكهربائى نظرا لاختلاف ساعات الذروة بين الصباح والمساء فى البلدين والمتوقع بدء تشغيل المرحلةالأولى من المشروع فى عام 2021،وقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع قبرص للربط الكهربائى شمالا واليونان فى قارة أوروبا وبذلك تكون مصر مركزا محوريا للربط الكهربائى بين ثلاث قارات. الطاقة المتجددة ومن جانبه أوضح الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة موقف مشروعات الطاقة المتجددة فى مصر، والتى بلغ إجمالى قدراتها المركبة حوالى 5800 ميجاوات منها 1375 ميجاوات من طاقة الرياح، 1623 ميجاوات من الخلايا الشمسية، والتى نفذها القطاعان الحكومى والخاص، فضلا عن 2832 ميجاوات من الطاقة الكهرومائية. وأشار «الخياط» إلى أن هذا الإنجاز لم يكن يتحقق لولا تضافر جهود المؤسسات الوطنية كافة فى مساندة الشركات المحلية والدولية العاملة فى المجال، لافتاً أنه يضاف إلى ذلك العديد من المشروعات فى مراحل مختلفة من التطوير والتي يبلغ إجمالى قدراتها حوالى 2200 ميجاوات مشيرًا إلى أن كل تلك المشروعات تعنى أن السوق المصرية للطاقة الجديدة والمتجددة جاذبة للاستثمار الأجنبى. قال د. ماهر عزيز، خبير الطاقة، أن الدولة أولت اهتماما خاصا بالطاقة خلال السنوات الخمس الأخيرة وهو ما اتضح جليا من خلال مشروعات الطاقة التى بدأتها الدولة لسد الفجوة الكبيرة بين الطلب والإنتاج وذلك بهدف تحقيق أمن الطاقة، مؤكدا أن الدولة المصرية تتحرك بخطى ثابتة فى تعزيز الانتقال إلى الطاقة النظيفة والاعتماد على الطاقة المتجددة فى توليد الكهرباء. وأكد أن المشروعات التى تمت خلال الفترة الأخيرة ساعدت على تحقيق فائض يصل إلى 28 ألف ميجاوات،مؤكدا أن الخطط المستقبلية فى قطاع الطاقة يسمح بارتفاع هذا الرقم خاصة سعى مصر للربط الكهربائى مع الاتحاد الأوروبى بعد انتهاء الربط مع السودان والأردن بهدف تحقيق أمن الطاقة المطلوب. وقال د. محمد عبد الرؤوف،خبير اقتصاديات الطاقة والبيئة، أن مصر حققت المعادلة الصعبة من خلال العمل من خلال خطط استراتيجية طموحة توفر الطاقة الكهربائية وفى نفس الوقت تحافظ على البيئة، مؤكدا أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) قالت فى تقرير لها إن مصر سوف تصل بحلول عام 2030 إلى توفير 53% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، مؤكدا أن هذه التوقعات تفوق الخطة المصرية والتى تهدف الوصول إلى 42% من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2035. وأوضح أن مشروعات الربط التى تعمل عليها الدولة المصرية مع الإتحاد الأوروبى وعدد من الدول الأخرى سوف يساهم فى تصدير فائض الكهرباء الناتج مستقبلا وخاصة من مصادر الطاقة المتجددة والتى تعد تكلفة تخزينها عالية، كما يساهم فى تحسين صورة مصر عالميا كونها دولة تسعى للحفاظ على البيئة وتحسين جودتها. وأوضح أن هذه المشروعات عادت بالخير على جموع المصريين وأزاحت مشكلة نقص الطاقة فى مصر والتى دائما ما أرقت المصريين من خطط خفض الأحمال، كما أنها فتحت المجال أمام الاستثمار لما حققته مصر من وفرة فى الطاقة.
