4500 أسير فلسطيني عيدهم «شاحب» في سجون الاحتلال

"عيدنا القادم في المسجد الأقصى".. جملة لطالما سمعناها وتمنيناها مع قدوم كل عيدٍ سواء فطرٍ أو أضحى، بأن نؤدي صلاة عيدنا المقبل في المسجد الأقصى، مع أمنيات تحريره من قبضة الاحتلال الإسرائيلي.
هذه الأمنية لا تروق لنا فحسب، فهناك آلافٌ مغيبون في سجون الاحتلال الإسرائيلي يتوقون ليومٍ يخرجون فيه إلى الحياة مرةً أخرى، ليتسنى لهم أن يسجدوا بين يدي الله في المسجد الأقصى المبارك.
يحل عيد الأضحى هذا العام، ولا يزال هناك أسرى فلسطينيون وراء القضبان، لم يعرفوا للعيد طعمًا، وسط إجراؤاتٍ قمعيةٍ من السجان الإسرائيليين تحرمهم من كل نفحات المناسبات الدينية العظيمة.
4500 أسير
وفي غضون ذلك، يقول عبد الناصر فروانة، مدير وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن نحو 4500 أسير وأسيرة لا يزالون في سجون الاحتلال الإسرائيلي مع حلول عيد الأضحى المبارك.
وأضاف فروانة، وهو أسيرٌ محررٌ، أن "من بينهم 39 أسيرة، و160 طفلًا، و360 معتقلًا إداريًا، و6 نواب سابقين"، منوهًا إلى أن قرابة 700 أسير وأسيرة يعانون من أمراض مختلفة، بينهم عشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان و كبار السن وأكبرهم الأسير فؤاد الشوبكي، الذي تجاوز عمره الثمانين عامًا.
وأشار فروانة ل"بوابة أخبار اليوم" إلى أن قرابة 86% من الأسرى من الضفة الغربية، و6% منهم من قطاع غزة، أما ال8% الباقية موزعة ما بين القدس وعرب 48.
وقال فروانة أيضًا، "يحل عيد الأضحى هذا العام وأوضاع الأسرى عمومًا، وظروف احتجازهم، تزداد قسوة، في ظل ارتفاع وتيرة القمع وقسوة السجان وتفشي فيروس كورونا، وزيادة القلق لديهم وعليهم من خطر إصابتهم بهذا الوباء، مع غياب اجراءات الوقاية وتدني مستوى تدابير السلامة واستمرار الاستهتار الإسرائيلي بحياتهم وأوضاعهم الصحية".
وأردف قائلًا، "إنه وبالرغم من قسوة الظروف وما يعانيه الأسرى من ألم ووجع وحرمان، فهم يستقبلون عيد الأضحى بأشكال وصور متعددة، ونظرتهم للعيد تنطلق من بعدين؛ الأول العقائدي والديني وهذا يجعل الأسير يستشعر مكانة العيد بفرحة وسعادة باعتباره مناسبة إسلامية عظيمة ذات دلالة في الشريعة".
وتحدث فروانة عن وجود نحو 50 أسيرًا فلسطينيًا معتقلين منذ أكثر من 20 سنة، وقد حرموا من مشاركة عائلاتهم في عشرات الأعياد الماضية، بينهم 29 أسيرًا معتقلين منذ ما يزيد عن 25 سنة، متابعًا "من بين هؤلاء يوجد 14 أسيرًا مضى على اعتقالهم أكثر من 30 سنة بشكل متواصل، أقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقلان منذ يناير1983".