«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار| اللواء هشام الحلبي يكشف السيناريوهات العسكرية والسياسية المستقبلية في ليبيا
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 26 - 07 - 2020

اللواء طيار د. هشام الحلبى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا يكشف فى حوار ل"الأخبار":
إذا أرادت تركيا الحرب فى ليبيا فستجد حائط صد قويا
من الجيش المصرى والليبى.. وقادرون على المواجهة والحسم
التفوق العسكرى والسياسى محسوم لصالح مصر فى ليبيا.. والتاريخ يشهد على درس إبراهيم باشا للأتراك
تطورات متسارعة تلوح فى أفق المشهد الليبى تدفع للتساؤل حول خيارات السياسة المصرية..هل نحن على أبواب حرب وشيكة ؟.. ومن المنتصر فى تلك الحرب اذا دقت ساعة الحسم وتجاوزت تركيا الخط الأحمر سرت-الجفرة..وما هى السيناريوهات العسكرية والسياسية المستقبلية فى ليبيا والمنطقة ؟.. وكيف ستتعامل مصر مع ملف سد النهضة الأثيوبى مع نفس توقيت تطورات الأوضاع فى ليبيا..طرحنا تلك الأسئلة وأكثر على اللواء طيار د. هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية فى البداية سألته..
لماذا تهتم مصر بأمن واستقرار ليبيا ؟
ليبيا تقع ضمن النطاق الأمنى المباشر لمصر لذلك اى حديث عن اكتفاء مصر بتأمين حدودها الغربية لحمايتها من اى إرهاب قادم من ليبيا هوكلام غير علمى وغير مدروس فلدينا حدود مشتركة تصل إلى 1200 كيلو متر مع وجود وضع أمنى مترد وبالتالى الموقف الحالى فى ليبيا يجب ان يشغل بال كل مصرى لخطورته على أمننا القومى والتاريخ خير دليل على ذلك.
ما الموقف العسكرى التركى الحالى فى ليبيا ؟
اسلوب التدخل العسكرى التركى فى ليبيا يتم من خلال نقل الارهابيين والمرتزقة إلى الداخل الليبى ودعمهم بمستشارين عسكريين أتراك ومجموعات استخباراتية تؤمن المعلومات عن الأهداف كما تدعمهم بطائرات بدون طيار مسلحة وتستطيع كل طائرة حمل صاروخين وقنبلتين و تعمل على مدى يقدر ب 150 كيلو مترا وبالتالى أى أهداف تشكل خطورة على عمل مرتزقة تركيا يتم توجيه تلك الطائرات اليها لتدميرها ومن ثم يتقدم هؤلاء المرتزقة للاستيلاء على الأرض كما حدث فى المدن غرب طرابلس وحتى خط الحدود مع تونس.
أطماع اقتصادية
لماذا تتدخل تركيا عسكريا فى ليبيا رغم وضعها الاقتصادى السيئ؟
التدخل التركى له عدة أهداف أهمها تحقيق مكاسب اقتصادية تتعلق بالشأن التركى الداخلى حيث إنه فى حالة نجاحها فى احتلال ليبيا سيحقق لها ذلك مكاسب اقتصادية كبيرة من خلال الاستيلاء على البترول والغاز الليبى عبر مذكرات تفاهم غير متكافئة حيث تمتلك ليبيا خامس احتياطى نفطى فى العالم يقدر ب 94 مليار برميل نفط خام عالى الجودة.
ثانيا الاستحواذ على عقود اعادة اعمار ليبيا ولديها طموح كبير فى المشاركة فى هذا الأمر أيضا هناك مشروعات معلقة لتركيا فى ليبيا تقدرب 19 مليار دولار كذلك تسعى تركيا للاستحواذ على السوق الليبى من خلال تشجيع المستثمرين الأتراك فى ليبيا كما أن ليبيا تعد سوقا كبيرة للسلاح التركى والأهم هو أن نجاح أردوغان فى تحقيق هذه الأهداف ستضمن له تحقيق شعبية كبيرة فى الداخل التركى مع زيادة النمو الاقتصادى التركى على حساب معاناة الشعب الليبى مما يضمن بقاء واستمرار اردوغان.
أيضا منطقة شرق المتوسط تعد مطمعا كبيرا للأتراك حيث يوجد بها مخزون استراتيجى ضخم من الغاز والبترول لذلك ترغب تركيا بقوة فى زعزعة استقرار منطقة شرق المتوسط للضغط بقوة على تجمعين وهما منتدى الغاز المصرى والتجمع الأخر يضم اسرائيل قبرص واليونان وتريد تركيا ان تشكل ضغطا لقبولها فى الملف الليبى وتشكيل تجمع للغاز خاص بها تستطيع من خلاله تزويد أوروبا بالغاز والنفط.
ما الأهداف السياسية لتركيا فى ليبيا؟
أهم الأهداف السياسية هى أولا إحياء المشروع العثمانى واستخدام الاخوان فى التنفيذ على ان تصبح ليبيا قاعدة لانطلاق الاسلام السياسى فى شمال أفريقيا والهدف الثانى هو الضغط المستمر على مصر وتقليص دورها كلاعب اقليمى سواء سياسى أواقتصادى أوعسكرى ومحاولة جرها للدخول فى حرب مع الجماعات الارهابية فى ليبيا.
رابعا امتلاك تركيا قوة تفاوضية مع الدول الكبرى فى ملفات الوضع السورى والعراقى فى حالة نجاحها فى ليبيا حيث سيصبح لتركيا بنجاحها فى ليبيا 3 قواعد ارتكاز فى 3 دول ذات ثقل فى المنطقة..القاعدة الأولى فى الشام بالعراق وسوريا والقاعدة الثانية فى منطقة الخليج بقطر والقاعدة الثالثة لها فى ليبيا وهو ما يضمن لتركيا مراكز ثقل ونفوذ كبيرين وما يتبع ذلك من تبعية سياسية مع صبغها بصبغة دينية تستطيع من خلالها تحقيق أغراضها ومشروعها.
ضغط وابتزاز
وهل التدخل العسكرى التركى فى ليبيا ضرورة لتحقيق تلك الأهداف السياسية والاقتصادية ؟
بالطبع لايمكن لتركيا تحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية فى ليبيا الا من خلال وجود عسكرى لانه لاتوجد دولة تقبل بتدخل اقتصادى الا تحت وجود ضغط وابتزاز التدخل العسكرى أيضا ستتخلص تركيا من عبء المقاتلين الأجانب واللاجئين السوريين فى تركيا وتحويلهم الى مرتزقة للقتال لصالحها فى ليبيا وهو ما يرضى أوروبا وروسيا كما يحقق أهداف تركيا فى ليبيا.
ما أهم المؤشرات الفعلية على أطماع تركيا فى ليبيا ؟
مذكرتا التفاهم التى وقعهما اوردغان مع حكومة الوفاق واضحة وصريحة حيث ان الحماية العسكرية التركية ستكون فى مقابل النفط والغازوصفقات السلاح وتركيا تحاول استغلال الوضع الدولى الحالى حيث تخشى أوروبا عودة المقاتلين الأجانب الأوروبيين وتستخدمه فعليا كورقة ضغط كما تنتظر أوروبا المسيطر النهائى على الغاز فى منطقة شرق المتوسط لعقد الاتفاقات معه ومن المعروف أنه فى العلاقات بين الدول لاتوجد صداقات دائمة ولا عدوات دائمة لكن المصلحة هى الأساس فى العلاقات الدولية.
شجب وإدانة
لماذا لاتحاول أوروبا والمنظمات الدولية الضغط على تركيا لتحقيق الاستقرار فى ليبيا ؟
أوروبا وأمريكا وحلف شمال الأطلسى لايستطيعون الاستمرار فى الضغط بشكل كبير على تركيا لمنع تدخلها فى ليبيا وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة من خلال فرض عقوبات صارمة حتى لاتخرج تركيا من المظلة الاوروبية لصالح روسيا وهى اوراق ضغط تستغلها تركيا كما ان المنظمات الدولية لاتشكل اى فعالية حقيقية واصبحت لاتمتلك سوى الشجب والادانة ويتضح ذلك من عدم تنفيذ تركيا لقرارات مجلس الامن وتوصيات مؤتمر برلين وغيرها..تركيا تستغل ايضا انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية وانشغال العالم بفيروس كورونا وهو ما يعد فرصة ذهبية لتركيا للانقضاض على ليبيا وتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.
لماذا لا تشارك تركيا بقوات كبيرة من جيشها النظامى فى ليبيا حتى الآن ؟
لعدة اسباب منها صعوبة النقل الاستراتيجى ودعم القوات لان المسافة بين تركيا وليبيا كبيرة وخط الامدادات سيكون مكلفا جدا فى ظل اتساع مساحة مسرح العمليات الليبى المفتوح حيث تعد ليبيا فى المركز 17 عالميا ورابع دولة أفريقية من حيث المساحة وبالتالى يعد مسرح العمليات الليبى أرض قتل أكثر من كونه أرض قتال والتاريخ أثبت منذ عهد الانجليز والايطاليين والألمان أنه من السهل جدا ان تدخل ليبيا لكن من الصعب جدا ان تعرف كيف تخرج منها..وهناك تكلفة مرتفعة جدا لنقل القوات التقليدية ليتناسب مع المسرح الليبى الضخم وسيتسبب فى مشاكل اقتصادية كبيرة جدا لتركيا فى الوقت الذى تعانى فيه اقتصاديا فى الأساس مع ركود اقتصادى طبيعى بسبب أزمة فيروس كورونا لذلك تلجأ تركيا الى التدخل من خلال المرتزقة والمليشيات المسلحة مع استغلال تركيا لسبات المجتمع الدولى وعمق الخلافات فى الداخل الليبى وتعمل على تعميقها لصالح مصالحها الاقتصادية والسياسية.
سرت الجفرة
لماذا سرت الجفرة خط أحمر كما حذر الرئيس السيسى ؟
لانه يعتبر الخط الفاصل بين قوات الجيش الوطنى الليبى والمليشيات المسلحة تحت المظلة التركية فى الغرب الليبى وهذا الخط بالغ الأهمية للأمن القومى المصرى لعدة أسباب منها ان مدينة سرت التى تقع على البحر تعتبر مركز ثقل باعتبارها مدينة ساحلية تضم ميناء ومطارا كبيرين والأهم أنها مدخل لمنطقة الهلال النفطى الذى يضم 80 فى المائة من نفط ليبيا وبالتالى تسعى تركيا بكل الطرق للسيطرة على مدينة سرت ومن يسيطر عليها لن يجد صعوبة فى السيطرة على الطريق الساحلى وكذلك الوصول إلى الحدود المصرية بسهولة فالمسافة بين سرت والحدود المصرية تصل إلى 950 كيلو متر مربع.
وأى جماعات إرهابية باستخدام السيارة تستطيع قطع تلك المسافة خلال 11 ساعة فقط مما يعنى احتمالية تنفيذ عمليات ارهابية بشكل سريع على الحدود المصرية والعودة وهو ما يؤثر على أمننا القومى بشكل كبير لذلك كان لابد من التدخل المصرى فورا لمنع هذا التجاوز الخطير أما مدينة الجفرة فتعتبر مركز ثقل اخر موجودا فى الجنوب الليبى وثقلها ليس لكونها قاعدة جوية مهمة ولكن الاستيلاء عليها يعزز الوجود العسكرى التركى فى ليبيا ويمنحها السيطرة على خط جبهة ومواجهة هام يمتد من الشمال إلى الجنوب ينطلق منه لاحتلال الشرق الليبى لذلك تعتبر مصر الاستيلاء على سرت او الجفرة تهديدا خطيرا للأمن القومى والرئيس عبد الفتاح السيسى حذر بشدة من تجاوز خط سرت الجفرة فى كلمة قوية تنم عن علم وحسابات عسكرية رفيعة المستوى ومهارة حكيمة فى القيادة السياسية والعسكرية واى معهد دراسات عسكرية دولى لو قدمت له المعطيات الحالية وطلبت منه وضع حد للتدخل العسكرى للحماية من ارهاب المليشيات فى ليبيا سيقوم برسم خط سرت الجفرة والذى بتجاوزه لابد لمصر ان تتدخل عسكريا حتى تحمى حدودها وبالتالى فأن الحسابات المصرية هى حسابات عسكرية راقية.
هل يعتبر أى دعم عسكرى مصرى فى ليبيا تدخلا عسكريا غير قانونى ؟
الموقف السياسى والعسكرى والقانونى والدولى لمصر قوى جدا ويحقق الردع والحسم ومشرف على عكس الموقف التركى المخزى والمفضوح أمام العالم كما تستند مصر إلى المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة التى تسمح لاى دولة بالتحرك للدفاع عن نفسها وأمنها ثم تخبر مجلس الامن كما تقف على أرض صلبة تأتى من دعم مجلس النواب الليبى وكذلك التأييد الكبير من جميع القبائل الليبية التى طلبت بشكل واضح وصريح التدخل المصرى العسكرى ليس فقط من أجل حماية الحدود المصرية ولكن حتى لاتضيع ليبيا من أهلها ويستولى عليها الأتراك ومصر حريصة على وحدة واستقرار كل ليبيا والدول الكبرى تعى اسباب التحرك المصرى واهدافه وتدرك انه تحرك بدون مطامع اقتصادية ولكن يهدف إلى الحماية وتحقيق الاستقرار والمصالح الليبية والعديد من الدول الكبرى تدعم الموقف المصرى وتسانده.
الردع والحسم
هل قواتنا المسلحة قادرة على الدخول فى مواجهات غير تقليدية مع مليشيات من المرتزقة فى ليبيا ؟
القوات المسلحة المصرية قوية ومستعدة للمواجهة وحسم الموقف العسكرى لصالحها فنحن نمتلك قوات مدربة بتسليح متطور وخطط عملياتها جاهزة قادرة على العمل خارج الحدود لمسافات كبيرة وأزمنة طويلة وهى نقطة يعود الفضل فيها إلى تطوير التسليح المصرى خلال السنوات الماضية والتدريب الراقى لعناصر القوات المسلحة وهو ما أعطى القدرة العالية على الردع والمواجهة الحاسمة خارج الحدود فى حالة استهداف مصر وهو الامر الذى شاهدناه فى المناورة «قادر» 2020 فى بداية العام الجارى .
وكذلك المناورة حسم 2020 بالذخيرة الحية خلال الشهر الجارى والتى تم فى إحدى مراحلها تنفيذ عمليات نوعية منها عملية برمائية تم خلالها مواجهة مجموعة من العدائيات التقليدية وغير التقليدية فى البر والبحر وبمشاركة مختلف الاسلحة وهو من أعقد العمليات العسكرية ومسرح العمليات الليبى معروف لقواتنا المصرية بشكل جيد لطبيعة قربه من حدودنا الغربية كما ان خطوط الإمداد قريبة لقواتنا وايضا الجيش المصرى لديه القدرة العالية جدا على الفتح الاستراتيجى وكان ذلك واضحا فى المناورتين قادر 2020 وحسم 2020..والجيش المصرى قادر على الوصول إلى الاتجاهات الاستراتيجة الاربعة وتشكيل تجميع قتالى قوى وكبير جدا فى زمن قياسى وطبقا للموقف.
هل يمكن لأى ضغوط خارجية أن تشكل عائقا أمام الموقف المصرى تجاه القضية الليبية ؟
القرار السياسى المصرى حر ولايقبل الضغوط الخارجية ومصلحة الامن القومى المصرى هى الأساس وفوق كل شئ وهناك ظهير شعبى قوى للقيادة السياسية وللقوات المسلحة مما يشكل نقاط قوة وردع لاى دولة تفكر فى الاعتداء على مصالحنا وامننا القومى..التاريخ ايضا اثبت المواجهات بين الجيش المصرى والتركى وكانت دائما فى صالح مصر والقائد المصرى العظيم ابراهيم باشا ادرك ان الامن المصرى يبدأ من خارج الحدود وحقق نصرا حاسما على الاتراك العثمانيين.
ما السيناريوهات المستقبلية للوضع العسكرى فى ليبيا ؟
السيناريو الأول: أن يتم وقف القتال فى ليبيا وتبدأ عملية مفاوضات سياسية وهو أفضل الحلول ولكنه سيناريو مستبعد حاليا بسبب الخلافات الكبيرة جدا بين الشرق والغرب الليبى والتى تكون دائما لصالح التدخل التركى وادعو الاشقاء فى ليبيا إلى الانتباه وترك الخلافات جانبا لأن تركيا لن تقوم بهذا الانفاق الضخم على المليشيات وتزويدها بالأسلحة والمعدات مجانا ودون ان تسيطر على الوضع فى ليبيا وتقسيمها لأن مصالحها الاقتصادية متوقفة على ذلك.
السيناريو الثانى: المغامرة ومحاولة تجاوز المليشيات المسلحة خط سرت الجفرة وفى هذه الحالة ستدخل هذه المليشيات فى مواجهة مباشرة مع الجيش المصرى وايضا الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر وبدعم من القبائل الليبية والبرلمان الليبى المنتخب وستدفع تركيا ومليشياتها المسلحة ثمنا باهظا جدا لن يستطيعوا تحمله عسكريا وبشريا واقتصاديا وسياسيا وستحتاج تركيا لتنفيذ هذا السيناريو إلى قوات تقليدية وجيش نظامى يضم قوات برية وبحرية وجوية ودفاع جوى للدفع به لاحتلال خط سرت الجفرة وهو ما يترتب عليه وجود قواعد عسكريةداخل ليبيا وهو أمر غير متاح حاليا ويحتاج لفترة من الوقت خاصة فى ظل تدمير قاعدة الوطية فى ليبيا والا فإن الدفع بمليشيات المرتزقة فقط سيعرضها للهزيمة والقضاء عليها خلال وقت قصير وهذا السيناريو احتمال حدوثه ضعيف فى الوقت الحالى لكنه غير مستبعد نظرا للرعونة التركية وعدم تقديراتها الصحيحة للموقف العسكرى وتحركها دائما أطماعها دون تفكير فى الموقف العسكرى وتبعاته.
السيناريو الثالث: ويشمل استمرار تركيا فى دعم مليشيات المرتزقة ودعمها بالاموال والسلاح والسوريين اللاجئين لاستنزاف الجيش الوطنى الليبى خاصة فى اتجاه سرت مع الاستمرار التركى فى تقديم الدعم اللوجيستى لهؤلاء المرتزقة من خلال المستشاريين العسكريين وطائرات بدون طيار على التوازى يتم زيادة القوات التركية وبناء قواعد جديدة فى ليبيا وتجهيز قاعدة الوطية الجوية مرة أخرى والتواجد فى مصراته بقطعة بحرية مع الاستمرار فى زيادة التوتر واستنزاف قوات الجيش الوطنى من خلال المليشيات حتى تأتى الفرصة المناسبة للدخول الى سرت وهذا السيناريو هو الأقرب للحدوث طبقا لتقديرات الموقف الحالية.
الخلاصة تركيا تحاول فرض أوضاع جديدة على الارض فى ليبيا لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال التعامل عسكريا وهو امر يتم على حساب أمن شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء ومصر أقل المتضررين لكنها اخذت زمام المبادرة لان هناك دولا تتخذ موقف الحياد لعدم قدرتها على المواجهة.
متى يمكن أن تتغير الأوضاع فى ليبيا ؟
اذا كانت هناك ارادة حقيقية من المجتمع الدولى ومنظماته على ردع تركيا وايضا حدوث توافق بين الاشقاء فى ليبيا بالشرق والغرب يمكن وقتها ان يحدث استقرار فى ليبيا لصالحها.
ومن سيعمل على التحرك إلى سيناريو الحرب هو تركيا ومصر دعت إلى توحيد الجيش الليبى لانه الضمانة الوحيد لتنفيذ الحل السياسي وحمايته.
تجاوز الخط
ما النقطة الفاصلة لمصر بالنسبة للوضع الحالى فى ليبيا ؟
النقطة الفاصلة التى لن نتهاون فيها هى تجاوز المليشيات المدعومة من تركيا لخط سرت الجفرة عندها اذا أرادت تركيا حربا فستجد حربا ضروسا ومواجهة قوية وحاسمة من الجانب المصرى والجيش الليبى والقبائل..وعليه فان النقطة الفاصلة سيحددها الموقف التركى فإما الحرب وإما الدخول فى مفاوضات سياسية والحقيقة ان الموقف التركى سييء للغاية امام شعبه والعالم فهو امام خيارين إما الدخول فى حرب أمام جيش محترف خارج حدوده وتكبد خسائر كبيرة يراهن فيها على كل شئ وإما أن يتجه للسلام ويخسر ما دفعه خلال السنوات الماضية لتعزيز وجوده فى ليبيا لذا فهو فى وضع سيئ فى الحالتين.
هل هناك تواجد عسكرى مصرى حاليا فى ليبيا ؟
مصر لم تتدخل فى ليبيا عسكريا حتى الان ولاتزال تطرح الحل السياسى دائما ومبادرات مصر السياسية مستمرة ويبدو ذلك جليا فى محاولات مصر لتوحيد الجيش الليبى والتوفيق بين الاشقاء الليبيين فى الشرق والغرب طوال الفترة الماضية.
التفوق المصرى
ما مدى التفوق العسكرى المصرى فى حالة نشوب حرب مع تركيا وما الحل فى حال استغلال اثيوبيا لهذا الوضع لملء سد النهضة دون الوصول إلى اتفاق ؟
فى حالة المواجهة التفوق العسكرى المصرى سيكون واضحا وقويا جدا فنحن الجيش الاول فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ونتفوق بتدريب قواتنا على الحروب التقليدية وغير التقليدية والجمع بينهما فى عمليات واحدة على عدة اتجاهات وباستخدام احدث الاسلحة وتم ذلك بوضوح أمام العالم أجمع فى المناورتين قادر 2020 وحسم 2020 بالمنطقة الغربية وبالتالى قدراتنا العسكرية واضحة للجميع يضاف الى ذلك دعم شعبى قوى وموقف قانونى دولى لاغبار عليه ومرحب به من الداخل الليبى المتمثل فى البرلمان المنتخب والقبائل الليبية وبالتالى التفوق العسكرى والسياسى محسوم لصالح مصر وأيضا التاريخ يشير إلى الدرس العسكرى المصرى الذى تلقاه الأتراك على يد ابراهيم باشا.
مصر دولة كبيرة لديها القدرة على التحرك فى مسارات متوازية عسكرية وسياسية فى نفس الوقت والملف الأثيوبى قررت القيادة السياسية فى قرار حكيم ان يستمر فى مساره السياسى حتى الوصول لاتفاق يرضى جميع الاطراف وهو قرار محترم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.