"أرقام مخيفة".. قد يكون هذا هو التعبير الأمثل للحديث عما آلت إليه الأمور في إيطاليا بوجه عامٍ، وإقليم لومبارديا في الشمال الإيطالي بوجهٍ خاصٍ، تحت وطأة فيروس كورونا المستجد، الذي أخضع الطليان بأسرهم تحت رحمته، وسط حالات الهلع والفزع، الذي تفوق بكثير في إيطاليا حالات الإصابة والوفاة المعلن عنها. لم يكن شغور شوارع إقليم لومبارديا وسائر مدن إيطاليا شفيعًا ولا كافيًا كي يُوقف زحف الفيروس التاجي نحو حصد مزيدٍ من الأرواح وإصابة ألوف جديدة، وبات الفيروس يطرق أبواب جميع الإيطاليين، خاصةً قاطنو الشمال الإيطالي. أرقام مفزعة إيطاليا أعلنت اليوم الجمعة 20 مارس عن تسجيل 627 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال يومٍ واحدٍ، وهو رقمٌ قياسيٌ تسجله إيطاليا في عدد الوفيات في ظرف 24 ساعة. وإلى جانب ذلك، تم تسجيل 5986 حالة إصابة جديدة بالفيروس في إيطاليا، وهو رقمٌ غير مسبوقٍ أيضًا لعدد إصابات في يومٍ واحدٍ. وبهذا، صار عدد إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في إيطاليا 47 ألفًا و21 حالة إصابة، من بينها 4 آلاف و32 حالة وفاة، في حين شُفي 5129 شخصٌ من مرض "كوفيد-19"، الذي يسببه فيروس كورونا. إيطاليا صارت بلا منازعٍ صاحبة أكبر عددٍ من الوفيات بفيروس كورونا في العالم، وقد تخطت يوم أمس الصين نفسها، حيثما استشرى الفيروس لأول مرة، وتكبدت اليوم خسائر مئات الأرواح ما وسّع الفارق بينها وبين الصين لما يقرب من ثماني مائة حالة وفاة. وسجلت الصين إلى حد الآن 3248 حالة وفاة، منها ثلاثة حالات وفاة جيدة فقط، مما يوحي بأن الصين بالفعل تمكنت من السيطرة على المرض، في ظل انحصار عدد الإصابات والوفيات في البلاد بصورةٍ كبيرةٍ.
