أعلنت ماريان لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، عزمها خوض غمار المعترك الرئاسي في فرنسا مجددًا، خلال الانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها عام 2022، أي بعد نحو عامين من الآن. وقالت ماريان لوبان، إنها فكرت كثيرًا في القرار، إلا أنها رغبت في "توحيد الشعب الفرنسي"، حسب تعبيرها. وتكون هذه هي المرة الثالثة، التي تخوض خلالها زعيمة الحزب اليميني المتشدد غمار الانتخابات الرئاسة، بعد مشاركتين في المرتين السابقتين عامي 2012 و2017. محاولتان سابقتان وفي كلا المرتين حصلت ماريان لوبان على نسبة أصواتٍ متقاربةٍ في الجولة الأولى من الانتخابات، لكن مع ذلك حملت المرتان نتائج مغايرة. ففي المرة الأولى، حصلت ماريان لوبان على نحو 20% من أصوات الناخبين، وحلّت في المركز الثالث خلف المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، الذي فاز بالانتخابات لاحقًا آنذاك، والرئيس المنتهية ولايته وقتها نيكولاس ساركوزي. ولم تتمكن حينها ماريان من بلوغ جولة الإعادة، واكتفت بإحرازها المركز الثالث في الانتخابات، في صيحة صعودٍ لليمين المتطرف وقتها لم تكن متوقعة. وفي انتخابات 2012، حصلت ماريان لوبان على 21.3% من أصوات الناخبين، لكن هذه النسبة كانت كافيةً هذه المرة لبلوغ جولة الإعادة، بعدما حلّت لوبان في المركز الثاني خلف إيمانويل ماكرون، مرشح حزب "إلى الأمام" الوسطي، الذي حصل على 24% من أصوات الناخبين وقتها. ولكن في جولة الإعادة، أخفقت ماريان في منافسة ماكرون، الذي حقق فوزًا سهلًا بعدما حصد أكثر من 66% من أصوات الناخبين، مقابل 33.9% من أصوات الناخبين لصالح لوبان. الابنة العاقة لوالدها ماريان لوبان، هي الابنة العاق لوالدها جون ماري لوبان، الزعيم السابق للحزب اليميني المتطرف، والذي قادت تمردًا ضده في عام 2011، وتمكنت من إزاحته من رئاسة الحزب، لتصعد إلى زعامة الحزب بدلًا منه، وهو المنصب الذي تشغله إلى حد اللحظة. لوبان، والد ماريان، كانت له تجربة مع الانتخابات الرئاسية عام 2002، حينما تمكن من بلوغ جولة الإعادة أمام الرئيس المنتهية ولايته حينها جاك شيراك، إلا أنه مُني بخسارةٍ فادحةٍ في جولة الإعادة، بعدما حصد فقط 17.8% من أصوات الناخبين، مقابل 82.2% لشيراك آنذاك. وكرر لوبان تجربة الانتخابات الرئاسية عام 2007، وحلّ في المركز الثالث خلف نيكولاس ساركوزي وسيجولين رويال، بعد أن تخلف عنهما بفارق كبيرٍ، فلم يحصل وقتها إلا على أصوات 10.4% من أصوات الناخبين. وتؤشر النتائج السابقة على أن ماريان أفضل بكثيرٍ من والدها، وحينما تدخل غمار الانتخابات للمرة الثالثة في 2022 فستسعى ماريان لوبان لتفادي الهزيمة الثالثة، فهل تكون الثالثة ثابتة، كما يقول العرب؟ لكن في فرنسا لا يؤمنون بتلك المقولة فهم يرون أن الثالثة تحمل نفس نتيجة المرتين السابقتين.