في شهر مارس من عام 2018، بدأ الصراع والعداء يعلو في جسر العلاقات بين روسيا وانجلترا، وذلك بعد حادثة تسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري، الواقعة غرب إنجلترا. أصابع الاتهامات البريطانية وُجهت مباشرةً صوب روسيا، التي تنصلت من الأمر، دون أن يكون ذلك مقنعًا لصناع القرار السياسي في لندن، لتمكث العلاقات بين موسكوولندن في مرحلة الجمود، دون تكسر لهذا التصلب إلى حد هذه اللحظة. وكان سكريبال برفقة ابنته يوليا، في أحد مطاعم مدينة سالزبوري، غرب إنجلترا، حينما عُثر عليه في مارس الماضي هو وابنته ملقين إلى جوار المطعم، وهما في حالة إغماءٍ تبين بعد الفحص الطبي لهما أنهما تعرضا لغاز أعصاب قاتل، موضوع على قائمة المحظورات الدولية الخاصة بالأسلحة الكيماوية. ومن هنا بدأ الصراع على الجبهة السياسة بين البلد الذي يعيش فيه سكريبيال (بريطانيا)، وبلده الأصلي (روسيا)، وكلاهما في حالة خصومةٍ سياسيةٍ متجذرةٍ منذ سنواتٍ وعقودٍ. وعلى إثر ذلك، طردت بريطانيا دبلوماسيين روس من أراضيها، وردت موسكو بالمثل. وسارت 20 بلدًا في الاتحاد الأوروبي على نهج لندن، ووأعادت موسكو لهم الكرة بطرد دبلوماسييهم من أراضيها. أزمة مستمرة ولا تزال شوائب قضية سكريبال عالقةً في مجرى العلاقات بين روسياوبريطانيا. وآخر محادثاتٍ بين موسكوولندن في هذا الصدد كان خلال قمة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية أواخر يونيو الماضي، حينما كشف الكرملين الروسي أن رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك تيريزا ماي، قد تحدثت بلهجةٍ شديدةٍ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشار الكرملين وقتها إلى أن بوتين قدم لماي كل التوضيحات المطلوبة بشأن قضية سكريبال، متحدثًا عن أن الجانب البريطاني لم يقدم أية أدلة، لا إلى روسيا ولا إلى الحلفاء الأوروبيين. ألمانيا على نهج بريطانيا واليوم بدأت ألمانيا تسير على درب محاكاة ما حدث بين بريطانياوروسيا، بعدما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية طرد روسيين يعملان في السفارة الروسية في برلين بعد اشتباه ممثلو الادعاء الاتحاديين الذين يحققون في قضية مواطن جورجي قُتل في أغسطس الماضي ببرلين في تورط روسي أو شيشاني في القضية. وقالت الخارجية الألمانية إنها ترد بهذه الطريقة، مرجعةً السبب إلى أن السلطات الروسية "لم تتعاون في التحقيقات" في جريمة القتل، حسب قولها. ولم ترد روسيا إلى حد اللحظة على الإجراء الألماني، لكن مع قادم الساعات يُنتظر أن تخرج موسكو بموقفٍ قد يصل إلى حد طرد دبلوماسيين ألمانيين، خاصةً مع النهج الروسي المتبع بشأن المعاملة بالمثل في القضايا المتعلقة بهذه.