ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر الموقع الإلكتروني، نصه: « ما حكم دفن الأقارب في مقبرة واحدة؟». وأجابت الإفتاء بأنه يستحب دفن الأقارب في مكان واحد مع مراعاة الفصل بين الرجال والنساء؛ لأن ذلك أسهل لزيارتهم والترحم عليهم، وقد صرح جمهور الفقهاء بأنه يجوز جمع الأقارب في الدفن في مكان واحد. واستشهدت بما ورد عن كثير بن زيد المدني عن المطلب قال: لما مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه أخرج بجنازته فدفن، فأمر النبي صلى الله عليه واله وسلم رجلا أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وحسر عن ذراعيه، قال كثير: قال المطلب: قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين حسر عنهما، ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال: «أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي» أخرجه أبو داود في «سننه». وقال الإمام النووي في «روضة الطالبين»: «قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله: يستحب أن يجمع الأقارب في موضع واحد من المقبرة». وقال الإمام ابن قدامة في «المغني»: «وجمع الأقارب في الدفن حسن»؛ لقول النبي صلى الله عليه واله وسلم لما دفن عثمان بن مظعون رضي الله عنه: «أدفن إليه من مات من أهله»، ولأن ذلك أسهل لزيارتهم، وأكثر للترحم عليهم، ويسن تقديم الأب ثم من يليه في السن والفضيلة إذا أمكن.