أكد قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق ركن فهد بن عبدالله الغفيلي، أن ما تتعرض له المنطقة من تهديدات متصاعدة تمس الأمن البحري، هو أساس المهددات للأمن البحري، حيث إنه لا يمكن الفصل بين الممرات المائية في المنطقة وبين مجالها الحيوي، على اعتبار أن التهديدات التي يتعرض لها ممر مائي تلقي بظلالها على الممرات المجاورة الذي بدوره يعرقل انسيابية حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية. وتتمثل تلك التهديدات، في استهداف واحتجاز ومضايقات للسفن التجارية، والتهديد بإغلاق المضائق واستخدام الزوارق المفخخة من قبل المليشيات المسلحة، وزيادة نشاط عمليات تهريب البشر والأسلحة والمخدرات والفحم والتهديد بالصواريخ الساحلية لحركة الملاحة البحرية وبدعم من دول إقليمية. جاء ذلك خلال كلمة "الغفيلي"، التي ألقاها في افتتاح الملتقى البحري السعودي الدولي الأول، وذلك بحضور عدد من قادة ورؤساء الجهات المعنية في البيئة البحرية وبحريات الدول الشقيقة والصديقة، الذي أقيم تحت رعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وافتتحه رئيس هيئة الأركان العامة السعودية الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، اليوم الاحد. وأوضح قائد القوات البحرية الملكية السعودية، أن هذا الملتقى يأتي في ظل ما تشهده المنطقة من تهديدات للممرات وخطوط الملاحة التي تتطلب من الجميع العمل جنباً إلى جنب لتأمين وتعزيز الأمن البحري، حيث تم اختيار عنوان "أهمية تأمين الممرات البحرية الإستراتيجية" لهذا الملتقى، الذي يعد استمرارا لإسهامات المملكة العربية السعودية في تعزيز السلم والأمن الدوليين ودور القوات المسلحة ممثلة في القوات البحرية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالبيئة البحرية على المستوى الوطني. وأشار إلى أن الملتقي يلقي الضوء على ما تقوم به القوات المشتركة ممثلة في قوة الواجب البحرية (15)، والقوات البحرية للدول الشقيقة والصديقة لدعم الجهود الإقليمية والدولية وحماية الممرات البحرية الإستراتيجية، وتأمين حركة الملاحة البحرية والإسهام في المحافظة على الاقتصاد العالمي، ومكافحة الأعمال غير المشروعة التي تهدد الأمن البحري في ظل الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به المنطقة من الإطلالة على بحار ومضائق حاكمة بين 3 قارات، والاعتماد على البحار كوسيلة رئيسية لنقل الصادرات والواردات بين جميع دول العالم، حيث تمثل خطوط المواصلات البحرية التي تربط الشرق بالغرب من الأبعاد المهمة على المستوى الدولي وبوصف المنطقة أحد أهم مصادر الطاقة الحيوية للعالم. وألقى رئيس الهيئة العامة للنقل الدكتور رميح بن محمد الرميح، كلمة قال فيها: "ننشد من خلال الملتقى البحري السعودي الدولي أن نضيف تأكيدا جديدا على اهتمام المملكة وحرص قيادتها الرشيدة، قياسا على ما نعيشه جميعا من دعم لامحدود لصناعة النقل البحري بما يكفل تطويرها وتحقيق استدامتها". وأكد أن هذا الملتقى يمثل نقله نوعية في مناقشة سبل تأمين وسلامة الممرات الملاحية نظراً لدورها المؤثر في حركة الملاحة الدولية، ولاسيما في محيطنا الإقليمي، إذ تشكل مضائق: "هرمز وباب المندب وقناة السويس"، ممرات حيوية في طريق الحركة البحرية عالمياً، لافتا إلى أن تأمين الممرات البحرية الإستراتيجية يأتي ضمن أولويات المملكة، والتزاماتها الأكيدة أمام المجتمع الدولي وانعكاس هذا على تحقيق ما نعمل ونسعى إليه جميعاً من تطوير النقل البحري وتأمين سلامته - بما يكفل استدامته واستمرار إثرائه للاقتصاد الوطني، مع علمنا جميعا أن النقل البحري هو شريان مهم للاقتصاد العصري وأحد أهم روافده. وتابع: "لا يخفى على الحضور الظروف المحيطة بالمنطقة، التي تجعل المملكة تولي الأهمية في تأمين سلامة الممرات البحرية الحيوية لحركة الملاحة البحرية العالمية، التي تؤثر بدورها على الاقتصاد العالمي".