"القومي للمرأة" ينظم لقاء رفيع المستوي بعنوان" النساء يستطعن التغيير"    ضخ كميات كبيرة من اللحوم والدواجن بالمنافذ في قنا قبل عيد الأضحى    ياسمين فؤاد سكرتيرًا تنفيذيًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    بيان منسوب لمُهاجم موظفي سفارة إسرائيل في واشنطن: الفظائع في غزة تتحدى الوصف    حماس: الاحتلال يخطط لإقامة معسكرات اعتقال جنوب قطاع غزة تحت غطاء المساعدات    ترتيب الدوري السعودي بعد الجولة 33    أتلتيكو قد يجعل ألفاريز أغلى لاعب في تاريخ ليفربول    تحويلات مرورية بالجيزة لتنفيذ الأعمال الإنشائية الخاصة بمشروع الأتوبيس الترددى الذكى    تختاري الحب ولا التمثيل؟ رد غير متوقع من دينا فؤاد    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    سعر السكر اليوم الخميس 22 مايو 2025 داخل الأسواق والمحلات    نتنياهو: بناء أول منطقة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة خلال أيام    لا سلام بدون دولة فلسطينية    تفاصيل خطة إسرائيل للسيطرة على غزة.. القاهرة الإخبارية تكشف: محو حدود القطاع    الهيئة القبطية الإنجيلية تطلق مشروع «تعزيز قيم وممارسات المواطنة» بالمنيا    م. فرج حمودة يكتب: سد عالى ثالث فى أسوان «2-2»    صلاح: شعور الفوز بالدوري الإنجليزي هذا الموسم ليس له مثيل    فيفا يرفع القيد عن الزمالك بعد سداد مستحقات بوطيب وباتشيكو    منتخب مصر في المجموعة الخامسة ببطولة العالم لسيدات اليد    أول رد من الزمالك على شكوى بيراميدز في «الكاس» (تفاصيل)    تعرف على موعد قرعة كأس العرب 2025 في قطر بمشاركة منتخب مصر    «المصريين»: مشروع تعديل قانون الانتخابات يراعى العدالة فى التمثيل    السجن المشدد 4 سنوات لصياد تعدى على ابنه جاره فى الإسكندرية    إعدام مواد غذائية منتهية الصلاحية وغلق وتشميع منشآت مخالفة بمطروح    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: أي عمل روحي لا يمكن أن يدوم دون تعليم    ميرنا جميل تسحر محبيها بالأزرق في أحدث ظهور | صور    أهمية المهرجانات    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    علي جمعة لقناة الناس: توثيق السنة النبوية بدأ في عهد النبي.. وحي محفوظ كالقرآن الكريم    مكتب نتنياهو: ترامب وافق على ضرورة ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا    "الأعلى للإعلام" يصدر توجيهات فورية خاصة بالمحتوى المتعلق بأمراض الأورام    9 عيادات طبية و3 ندوات توعوية بقافلة جامعة المنيا المتكاملة بقرية الريرمون    وزير الشباب والرياضة يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة    محمد مصطفى أبو شامة: يوم أمريكى ساخن يكشف خللًا أمنيًا في قلب واشنطن    المسجد الحرام.. تعرف على سر تسميته ومكانته    ماغي فرح تفاجئ متابعيها.. قفزة مالية ل 5 أبراج في نهاية مايو    «الأعلى للمعاهد العليا» يناقش التخصصات الأكاديمية المطلوبة    الحكومة تتجه لطرح المطارات بعد عروض غير مرضية للشركات    بوتين: القوات المسلحة الروسية تعمل حاليًا على إنشاء منطقة عازلة مع أوكرانيا    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها وجهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية (تفاصيل)    تعرف على قناة عرض مسلسل «مملكة الحرير» ل كريم محمود عبدالعزيز    المنطقة الأزهرية تعلن ختام امتحانات نهاية العام الدراسي للقراءات بشمال سيناء    محافظ أسوان يلتقى بوفد من هيئة التأمين الصحى الشامل    «العالمية لتصنيع مهمات الحفر» تضيف تعاقدات جديدة ب215 مليون دولار خلال 2024    أسعار الفضة اليوم الخميس 22 مايو| ارتفاع طفيف- كم يسجل عيار 900؟    الأمن يضبط 8 أطنان أسمدة زراعية مجهولة المصدر في المنوفية    أسرار متحف محمد عبد الوهاب محمود عرفات: مقتنيات نادرة تكشف شخصية موسيقار الأجيال    ماتت تحت الأنقاض.. مصرع طفلة في انهيار منزل بسوهاج    أمين الفتوى: هذا سبب زيادة حدوث الزلازل    الأزهر للفتوى يوضح أحكام المرأة في الحج    "آيس وهيدرو".. أمن بورسعيد يضبط 19 متهمًا بترويج المواد المخدرة    وزير الداخلية الفرنسي يأمر بتعزيز المراقبة الأمنية في المواقع المرتبطة باليهود بالبلاد    كامل الوزير: نستهدف وصول صادرات مصر الصناعية إلى 118 مليار دولار خلال 2030    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتي الجمهورية يُعلن توصيات مؤتمر «الإفتاء العالمي» الخامس
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 16 - 10 - 2019

اختتم مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، فعاليات مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في نسخته الخامسة والذي أقيم برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مدار يومي 15 و16 أكتوبر، ببيان التوصيات الخاصة بالمؤتمر.
وناقش المشاركون قضية المؤتمر وفق 4 محاور رئيسية جميعها ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي، حيث رصدوا في المحور الأول بعنوان «الإطار التنظيري للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي» نقاط الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة، أما المحور الثاني وهو بعنوان «تاريخ إدارة الخلاف الفقهي: عرض ونقد» اقترح المشاركون في هذا المحور كيفية الاستفادة من التجربة الفقهية الإسلامية في عصورها المختلفة.
وناقش المؤتمر في المحور الثالث موضوع «مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي.. الإطار المنهجي»، أما المحور الرابع والأخير وعنوانه «إدارة الخلاف الفقهي.. الواقع والمأمول»، فناقشوا تطلعات عدة من خلال ما يدور من المدارسات والمناقشات في هذا المحور، سعيًا إلى الخروج بنتائج عن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي في الجانب الإفتائي خصوصا وفي جوانب الحياة كافة.
وشهدت وقائع المؤتمر، انعقاد 3 ورش عمل تشمل الفتوى وتكنولوجيا المعلومات، وأخرى بشأن آليات التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، وثالثة تختص بعرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى.
وجاء نص التوصيات كالتالي:
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ عَلى سيدِنَا رسولِ اللهِ وآلِهِ وصحبِهِ ومنْ والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقدْ تمَّ بحمدِ اللهِ اختتامُ المؤتمرِ العالميِّ الخامسِ للأمانةِ العامَّةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالمِ تحتَ عُنوانِ: «الإدارةِ الحضاريةِ للخلافِ الفقهيِّ»، الَّذي انعقدَ فِي مدينةِ القاهرةِ، يومَي الخامسَ عشرَ والسادسَ عشرَ مِنْ شَهْرِ أُكتوبرَ لِسَنةِ أَلْفَيْنِ وتسعَ عشْرَةَ مِنَ الميلادِ، الموافقِ السابعَ عشرَ والثامنَ عشرَ مِنْ شهرِ صفرٍ لِسَنةِ أَلْفٍ وأَرْبَعِمِائِةٍ وواحدٍ وأربعينَ مِنَ الهجرةِ، برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فخامةِ السيدِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي -رئيسِ جمهوريةِ مصرَ العربيةِ- وبحضورٍ كريمٍ مِنَ السادةِ الوزراءِ، والمُفْتِينَ والسُّفراءِ، والعلماءِ، ورجالِ الدولةِ، ورجالِ الصحافةِ والإعلامِ.
وقدْ شاركَ في أعمالِ المؤتمرِ وجلساتِه نُخبةٌ مِنَ السادةِ العلماءِ والمُفتينَ والباحثِينَ المتخصصينِ مِنْ مُخْتَلِفِ بُلْدانِ العالم، حيثُ أُثرِيَتْ جَلَسَاتُ المؤتمرِ وَوِرَشُ عَمَلِهِ وَمَشْرُوعَاتُهُ بأبحاثِهمْ ومَا دارَ حولَها مِنْ مناقشاتٍ مهمَّةٍ ومُداخلاتٍ مفيدةٍ.
وَعرض المؤتمرُ في جلساتِه وأبحاثِه ونقاشاتِه وَوِرَشِ عَمَلِهِ قضيةَ الاختلافِ وما ينتجُ عنْ إدارتِه منْ نتائجَ تتفاوتُ تَبَعًا لطريقةِ التعاملِ معَه واستثمارِه للصالحِ الإنسانيِّ، وبالأخصِّ في جانبِه الفقهيِّ والإفتائيِّ، انطلاقًا من أنَّ الاختلافَ سنةٌ ربانيةٌ جعلَها اللهُ في خلقِه لِينظرَ: هلْ يُحسِنُ الناسُ إدارتَها فيتعارفوا ويتعاونوا ويتكاملوا أو يتنازعون فيفشلوا وتذهبَ ريحُهم؟
ولا عجبَ أنْ يكونَ استثمارُ الخلافِ الفقهيِّ في كافةِ عصورِه في دَعْمِ التماسُكِ الاجتماعيِّ والمشاركةِ في عملياتِ العمرانِ البشريِّ والإسهامِ في بناءِ الحضارةِ الإنسانيةِ المعاصِرةِ - هو الرسالةَ التي تبنَّاها المؤتمرُ ودارتْ عليها محاورُه.
فقدْ عُنِيَتْ مَحَاوِرُ المؤتمرِ بمعالجةِ عددٍ مِنَ الموضوعاتِ المُهِمَّةِ، وجاءتِ المحاورُ على النحوِ التالي:
المحورُ الأوَّلُ: الإطارُ التنظيريُّ للإدارةِ الحضاريةِ للخلافِ الفقهيِّ.
المحورُ الثَّانِي: تاريخُ إدارةِ الخلافِ الفقهيِّ، عرضٌ ونقدٌ.
المحورُ الثَّالِثُ: مراعاةُ المقاصدِ وإدارةُ الخلافِ الفقهيِّ، الإطارُ المنهجيُّ.
المحورُ الرابعُ: إدارةُ الخلافِ الفقهيِّ، الواقعُ والمأمولُ.
وعَلى هامشِ جلساتِ المؤتمرِ انْعَقَدَتْ مجموعةٌ مِنْ وِرَشِ العملِ للتدريبِ والتفاعلِ حولَ ما يلي:
الورشةُ الأولى: عرضُ نتائجِ المؤشرِ العالميِّ للفتوى.
الورشةُ الثانيةُ: الفتوى وتكنولوجيا المعلومات.
الورشةُ الثالثةُ: آلياتُ التعاملِ مع ظاهرةِ الإسلاموفوبيا.
وقدْ رَجَوْنَا مِنَ اللهِ العليِّ القديرِ فِي مُؤْتَمَرِنَا هذا التوفيقَ لِتَحْقِيقِ أَهدافِنَا التي كانَ مِنْ بَيْنِهَا:
1. تجديدُ النظرِ للخلافِ الفقهيِّ ليكونَ بدايةَ حلٍّ للمشكلاتِ المعاصرةِ بدلًا من أنْ يكونَ جزءًا منها.
2. تحديدُ الأصولِ الحضاريةِ والآلياتِ المعاصرةِ للتعاملِ مع مسائلِ الخلافِ وقضاياه.
3. تنشيطُ التعارفِ بينَ العاملينَ في المجالِ الإفتائيِّ على اختلافِ مدارسِهم العلميةِ.
4. إعلانُ آليَّةٍ فعَّالةٍ وعمليةٍ لاستثمارِ مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ الخِلافَ الفقهيَّ في مجالِ حقوقِ الإنسانِ، وكافَّةِ المجالاتِ الاجتماعيةِ والإنسانيةِ.
5. تطويرُ طائفةٍ مِنَ الأفكارِ التي تتبنَّى إنشاءَ برامجَ إعلاميةٍ ونشاطاتٍ اجتماعيةٍ يشاركُ فيها علماءُ المذاهبِ المختلفةِ، تُرشدُ أتباعَها إلى نبذِ التعصُّبِ، وتدعمُ قضيةَ التسامحِ الفقهيِّ.
وقدْ وفَّقنا اللهُ تعالى في مؤتمرنا هذا إلى إطلاقِ عددٍ مِنَ المبادراتِ المهمةِ التي تُعدُّ نُقلةً نوعيةً في سياقِ الإدارةِ الحضاريةِ للخلافِ الفقهيِّ بصفةٍ خاصةٍ، وفي مجالِ الإفتاءِ بصفةٍ عامةٍ، وهي:
1. إعلانُ وثيقةِ "التسامحِ الفقهيِّ والإفتائيِّ" لتكونَ أوَّلَ وثيقةٍ تُنظِّمُ أمرَ الاختلافِ الفقهيِّ وتدعمُ التسامحَ وتَنبِذُ التعصبَ، ويتَّفقُ عليها المعنيُّونَ بأمرِ الإفتاءِ.
2. إعلانُ اليومِ العالميِّ للإفتاءِ.
3. إعلانُ جائزةِ الإمامِ القرافيِّ للتميزِ الإفتائيِّ.
4. إصدارُ طائفةٍ مِنَ الكتبِ والموسوعاتِ الإفتائيةِ المطبوعةِ والحاسوبيةِ التي تدعمُ التميزَ المؤسسيَّ لدورِ وهيئاتِ الإفتاءِ والنهوضَ بالدراساتِ الإفتائيةِ؛ ومنها: إدارةُ الجودةِ في المؤسساتِ الإفتائيةِ، وإدارةُ المواردِ البشريةِ في المؤسساتِ الإفتائيةِ، وموسوعةُ علومِ الفتوى باللغةِ الإنجليزيةِ، وعرضٌ تفصيليٌّ لخرائطَ ذهنيةٍ لمدونةِ السلوكِ الإفتائيِّ.
هذا، وقدْ خرجَ المؤتَمرُ في ختامِه بمجموعةٍ مِنَ التوصياتِ والقراراتِ المهمَّةِ التي خَلَصَ إليها من خلالِ اقتراحاتِ السادةِ المشاركينَ مِنَ العلماءِ والباحثينَ، وقدْ جاءتِ التَّوصِيَاتُ بِمَا يلي:
أولًا: يُثَمِّنُ المُؤتَمَرُ جهودَ الأمانةِ العامةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ للنهوضِ بالإدارِة الحضاريةِ للخلافِ الفقهيِّ والإفتائيِّ، ويُقَدِّرُ سبقَها لجمعِ كلمةِ المعنيِّينَ بالإفتاءِ في العالمِ لترشيدِ هذا الخلافِ واستثمارِه.
ثانيًا: يدعمُ المؤتمرُ –بقوةٍ- ما صدرَ عنه مِن مبادراتٍ فعَّالةٍ بتخصيصِ يومٍ عالميٍّ للإفتاءِ، وتخصيصِ جائزةِ الإمامِ القرافيِّ للتميزِ الإفتائيِّ، وإصدارِ وثيقةِ التسامحِ الفقهيِّ والإفتائيِّ، ويدعو جميعَ الأطرافِ المعنيةِ إلى الالتزامِ بها وتفعيلِها على كافةِ الجهاتِ.
ثالثًا: يؤكدُ المؤتمرون على اختلافِ مذاهبِهم وبلدانِهم على أن الاختلافَ الإنسانيَّ قَدَرٌ وسنةٌ حضاريةٌ، وأن محاولةَ إنكارِه إنكارٌ للإرادةِ الإلهيةِ في الخلقِ {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118].
رابعًا: يؤكدُ المؤتمرُ على أنَّ الإدارةَ الحضاريةَ للخلافِ الفقهيِّ هي الأسلوبُ الأمثلُ لاستثمارِه للصالحِ الإنسانيِّ.
خامسًا: يؤكدُ المؤتمرُ على أنَّ تاريخَ الاختلافِ الفقهيِّ قد مرَّ بفتراتٍ متفاوتةٍ منَ الصعودِ والهبوطِ وأنه يمكنُ التعلمُ واستلهامُ الخبرةِ والانتقاءُ من كافةِ مراحلِه التاريخيةِ.
سادسًا: تمثلُ المذاهبُ الفقهيةُ الإسلاميةُ في مجموعِها وتفاعلِها العلميِّ فيما بينها تجربةً إنسانيةً يجبُ استثمارُها والإفادةُ منها.
سابعًا: نؤكد على وجوبِ احترامِ الاختلافِ المذهبيِّ والعملِ على نَشْرِ هذه الثقافةِ، انطلاقًا من أن احترامَ الرأيِّ المخالفِ حجرُ الأساسِ في التماسك الاجتماعي وتحقيقِ الاستقرارِ، وندعمُ هذا الأمرَ بكافة الوسائل في مجال التعليم بمراحلِه المختلفة.
ثامنًا: يدعو المؤتمرُ إلى اعتبارِ الحفاظِ على منظومةِ المقاصدِ الشرعية الميزانَ الأهمَّ للاختيارِ من المذاهبِ والترجيح بينها.
تاسعًا: يدعو المؤتمرُ جميعَ الدول الأعضاء بالأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم والمجامعَ الفقهيةَ والهيئاتِ الدينيةَ إلى تبادلِ الخبراتِ في مجالِ إدارةِ الخلافِ الفقهيِّ، واعتبارِ استراتيجيةِ الأمانةِ خارطةَ طريقٍ لذلك، وهي ما تعبرُ عنها "وثيقةُ التسامحِ الفقهيِّ والإفتائيِّ".
عاشرًا: تحثُّ الأمانةُ دُورَ الفتوى وهيئاتِها ومؤسساتِها على الاستفادةِ مِنَ الوسائلِ التكنولوجيةِ الحديثةِ وتطبيقاتِها الذكيةِ في دَلالةِ المستفتينَ على الاختيارِ الفقهي الرشيدِ المبنيِّ على الأصولِ العلميةِ، وعدمِ تركهم نهبًا للأفكارِ المتطرفةِ أو الاضطرابِ في معرفةِ الحكمِ الشرعيِّ.
حاديَ عشرَ: يوصي المؤتمرُ الباحثينَ وطلابَ الدراسات العليا في الدراساتِ الشرعية والاجتماعية والإنسانية بتقويمِ تجاربِ التحاورِ المذهبي للابتعادِ عن المثالبِ والتمسك بالمزايا، وكذلك دراسةِ أثرِ التجربةِ المذهبيةِ في مراحلِها وأحوالها على المجتمعات المسلمة إيجابًا وسلبًا.
ثانيَ عشرَ: يرفضُ المؤتمرُ كلَّ محاولات الاستغلالِ المذهبيِّ التي تمارسها بعضُ الجماعاتِ التي لا ينتجُ عنها إلا الصراعُ الذي يشوِّه صورةَ المذاهبِ ويخرجُ بها عن قيمِها ومقاصدِها.
ثالثَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ مراجعَ المذاهبِ المختلفةِ ومؤسساتِها إلى دمجِ برامج تربية فقهية رشيدة مقرونةٍ ببرامج تدريس المذاهب لكافةِ مراحلِ التعليم.
رابعَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ علماءَ المذاهب إلى العناية بتجديد المذهب عن طريق الإجابة عن الأسئلة العصرية حول المذهب أصولًا وفروعًا، وخاصةً تلك التي يتناولها الشبابُ، وكذلك إرشادِهم إلى الطريقةِ المثلى للتعاملِ مع أربابِ المذاهبِ المختلفة بلا تعصبٍ ولا تفريطٍ.
خامسَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ دُورَ الإفتاءِ وهيئاته ومؤسساته إلى العناية ببرامجِ التدريب على الاختيار الفقهي والإفتائي الرشيد، بما يوازنُ بينَ المحافظةِ على التراثِ الفقهيِّ والإفتائي والوفاء بمتطلبات الواقع الوطني والإنساني.
سادسَ عشرَ: يُشيدُ المؤتمرُ بالمبادرات والجهود التي سعت إلى الوحدة ولم الشمل ونبذ التعصب على نحو ما كان في وثيقةِ الأخوة الإنسانيةِ من أجل السلام العالمي والعيشِ المشترك، ووثيقةِ مكةَ المكرمةِ، ويدعو إلى التمسك بما توصلتْ إليه هذه الجهودُ والعملِ على تحويلِها إلى برنامجِ عملٍ على أرضِ الواقعِ.
سابعَ عشرَ: يُشيدُ المؤتمرُ بالجهود المبذولة من قِبَلِ الدولِ والمؤسسات للتقارب والأخوة.
ثامنَ عشرَ: يستنكرُ المؤتمرُ التصرفاتِ العنصريةَ المقيتةَ وجرائمَ الكراهيةِ التي يرتكبُها بعضُ الأشخاصِ ضدَّ المسلمينَ حول العالمِ بما باتَ يُعرفُ بالإسلاموفوبيا، ويدعو الجهاتِ والمؤسساتِ المعنيةَ إلى تحمُّل مسئوليتِها الإنسانيةِ لوقفِ هذه التصرفاتِ والجرائمِ.
تاسعَ عشرَ: يدعو المؤتمرُ الجهاتِ والمؤسساتِ المعنيةَ إلى النظرِ بشكل جِدِّيٍّ لما يحدثُ في مناطقِ الصراعِ في العالمِ والسعيِ الجادِّ إلى اجتثاثِ جذورِ التصارعِ والاحترابِ، ووقفِها، وبالأخصِّ ما يتذرَّع بحججٍ دينية أو مذهبية ليس لها أساسٌ من الصحةِ.
عشرينَ: يشيدُ المؤتمرُ بجهودِ التكاملِ الإفتائي على أساسٍ علميٍّ سليمٍ مع التأكيدِ على نبذِ الاستغلالِ المذهبيِّ أوِ السياسي لمجالِ الإفتاءِ بما يفسدُه ويذهبُ بمقاصدِه.
حاديًا وعشرين: يدعو المؤتمرُ إلى إخراجِ تصنيفٍ علميٍّ رصين يبرز أخطاءَ المتطرفين تجاهَ الفقه الإسلامي ومذاهبِه أصولًا وفروعًا، وتكلَّفُ الأمانةُ العامةُ لدورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالم بذلك.
ثانيًا وعشرينَ: يدعو المؤتمرُ إلى الإفادة المتبادلة من جهودِ الحوارِ المذهبي والحوارِ الديني والحضاري الرشيدِ، والتواصلِ بين الدوائر المختلفة العاملة في الحقول المذهبية والدينية والحضارية.
وفِي الختامِ، يَتوجَّهُ المُجْتَمِعونَ بالشكرِ والتقديرِ إلى الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي -رئيسِ جمهوريةِ مصرَ العربيةِ- لِرعَايتِهِ الكريمةِ للمؤتمرِ، مُتمَنِّينَ لِمِصْرَ -كِنَانَةِ اللهِ في أَرْضِهِ- كلَّ التوفيقِ والنجاحِ في أداءِ دَوْرِهَا الرائدِ في كافَّةِ المجالاتِ.
والحمدُ للهِ الَّذي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصالحاتُ، وصلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. والسلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.