ارتفعت منظومة التعدى على أراضى الدولة، من 32 ألف فدان سنوياً قبل ثورة يناير إلى 170 ألف فدان بعد قيام الثورة، وفقدت مصر بذلك 500 ألف فدان من أجود أراضيها الزراعية التى تحولت إلى كتل خرسانية حرمتنا والأجيال القادمة من المنتجات الزراعية مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة، ومواصلة التصدى بقوة للتعديات على أراضى الدولة بجميع أشكالها حق من حقوقنا جميعاً وحق الأجيال القادمة، ناهيك عن البناء العشوائى الذى أفقد مصر وشوارعها الجمال الذى نتحسر عليه كلما شاهدنا صور مصر فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى. لقد أغمضت الحكومات المتعاقبة أعينها طوال العهود الماضية عن هذه التعديات، رغم القوانين والتشريعات، حتى ازدادت واتسعت، ولم ينتبه أحد إلا حين تحدث وأصر الرئيس عبد الفتاح السيسى على أهمية الإسراع بالتصدى لهذه التعديات، ولم يترك الفرصة فى جميع لقاءاته مع المسئولين إلا ويتحدث عنها بصرامة ويشدد على إزالة التعديات والتعامل بكل حزم مع أى تعديات جديدة. ما أريد أن أصل إليه هوَ المسئولية الجماعية تجاه هذه التعديات وعدم تشجيع المعتدين والإبلاغ الفورى عن أى حالات تعدٍ، فليس من المعقول أن يستغل فاقدو الوطنية خلال الأيام الماضية انشغال المواطنين باحتفالات عيد الأضحى المبارك للتعدى على الأراضى ومخالفة شروط البناء، وليتم خلال هذه الأيام المباركة ارتفاع معدلات التعدى لتصل إلى 391 حالة تعدٍ على مساحة تزيد عن ال 15 فدانا فى 17 محافظة!! الجندى لأنه يعرف معنى الوطن فهو يدافع عن عزته وكرامته ويقدم روحه طواعية من أجل الحفاظ على حدوده، فماذا نحن فاعلون، حب الوطن ليس بالأقوال بل بالأعمال، بالمشاركة فى البناء، والحرب ضد الفساد، والتعدى على أراضى الدولة والاستهلاك الزائد للمياه من أسوأ أنواع الفساد لأنه يحرم أجيالا قادمة من الحياة، حماية الأراضى من التعدى عليها مسئوليتنا جميعاً وليست مسئولية الحكومة فقط، مرة أخرى.. حب الوطن ليس بالأقوال بل بالأفعال.
