span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""تزخر قارة أفريقيا بالدول النامية بأشكالٍ وصورٍ مختلفةٍ، فمنها من سعى للحاق بركب الدول المتقدمة في العالم، ولو حتى ملامسة ذلك من بعيد، ومنها من لا يزال يعيش أوضاعًا سيئةً كثيرًا ما وجدناها في قارةٍ وهبها الله العديد من الموارد الطبيعية. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وفي جنوب القارة السمراء، هناك نماذج مختلفة من البلدان، بين من ركب قطار التنمية، ومن لا يزال يغرس قدميه في وحل الأزمات ومستنقع التأخر والمعاناة، نركز في هذا التقرير من بينهم على نموذجين، لبلدين يجمعهما حدودٌ مشتركةٌ، لكنهما يسيران في اتجاهين معاكسين. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""نهوض بوتسوانا span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""البداية مع بوتسوانا، هذا البلد الذي نال استقلاله عن الاستعمار البريطاني عام 1966، تحول من واحدٍ من أفقر بلدان العالم قبل نحو أربعين سنةً، إلى بلدٍ ناهضٍ بصورةٍ ملحوظةٍ بين دول قارة أفريقيا مجتمعين. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""بوتسوانا في مؤشر مدركات الفساد عام 2017، أصبح الأولى على قارة أفريقيا في الشفافية وانعدام الفساد، ورقم 34 على المستوى العالمي. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وعلى الصعيد المعيشي للأفراد، تحولت بوتسوانا من دولةٍ تعيش الفقر المدقع، يبلغ إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد 70 دولارًا فقط، إلى بلدٍ يبلغ متوسط دخل الفرد سنويًا حوةالي 16 ألف دولار. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""بوتسوانا استفادت من امتلاكها موارد طبيعية من الماس الخام، فتحولت عاصمتها جابروني من مدينة تعاني ركودًا اقتصاديًا إلى مركزٍ دوليٍ لتجارة الماس، وأصبحت ملتقى شراء المجوهرات النفيسة، وهو ما أدار انتعاشًا على اقتصاد البلاد، خلال العقدين الماضيين. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وضع مختلف في زيمبابوي span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وإلى شمال شرق بوتسوانا، حيث دولة زيمبابوي، إحدى جيرانها ولكن شتان الفارق من الناحية الاقتصادية والأوضاع المعيشية بين البلدين. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""زيمبابوي، التي تخلصت من حكم روبرت موجابي، الذي أطاح به الجيش عام 2017 عبر انقلابٍ عسكريٍ، لا تزال لم تستفق من غيوبتها، وتعيش أوضاعًا اقتصاديةً واجتماعيةً صعبةً، لشعبٍ بات يعاني الأمرين. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وحكم موجابي، أحد أبرز الحكام المعمرين في أفريقيا، زيمبابوي لمدة ثلاثين عامًا، بدءًا من عام 1987، وحتى إزاحته من العرش عام 2017، ليخلفه نائبه إمرسون منانجاجوا، الذي حصل على دعمٍ من الجيش. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وبعد رحيل موجابي لم يتبدل الوضع على الرغم من مرور أكثر من عامٍ ونصف العام، ولا تزال زيمبابوي تعيش حالة من الركود والتدهور الاقتصادي، الذي دق ناقوس الخطر فيما يتعلق بحدوث مجاعةٍ في البلاد. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""مجاعة محتملة span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""آخر معلوماتٍ موثقةٍ خرجت من برنامج الغذاء العالمي يوم الجمعة الماضي، قال إن ما يربو على 5.5 مليون شخص في زيمبابوي دون أمنٍ غذائيٍ في الفترة الراهنة. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""هيرفيه فيرهوسل، المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي، أشار خلال مؤتمرٍ صحفيٍ عُقد في جنيف، إلى أن برنامج الغذاء العالمي يخطط لتوسيع نطاق مساعداته لتصل إلى نحو 2 مليون شخص، منوهًا إلى أن عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي بعد تقييم جرى مؤخرًا للمناطق الريفية من البلاد يبلغ أكثر من 3.5 مليون شخص. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""ليس هذا فحسب، فقد حذر فيرهوسل من أن الوضع سيتدهور أكثر، وسيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدان الأمن الغذائي إلى 4.7 مليون شخص بحلول ديسمبر المقبل، على أن يبلغ عدد المعانين من الأمر في الأسر الريفية نحو 5.5 مليون شخص خلال الفترة ما بين يناير ومارس 2020. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وتبدو زيمبابوي في الطريق لمواجهة مجاعةً حقيقةً خاصةً في المناطق الريفية، وهو ما يحتم على السلطات في هراري التدخل بشكلٍ فوريٍ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. span lang="AR-SA" style="font-family:" Arial","sans-serif""وكانت زيمبابوي قد تم تصنيفها في مؤشر الجوع العالمي عام 2015 عند وضع "خطر"، وهي الحالة التي لا تزال تلازم البلاد إلى غاية الآن.