رغم أن عرضه لا يتجاوز ال55 كم وعمقه لايزيد عن ال60 مترا، يظل مضيق هرمز، وهو أحد أقدم الممرات البحرية فى العالم، «شريان النفط العالمي»، كما تصفه وسائل الإعلام العربية، وأهم مضيق فى العالم» ، كما تصفه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA). فوفقاً لموقع «فورتشن» المعنى بشئون الاقتصاد والطاقة، مضيق هرمز هو الاكثر أهمية بين الممرات المائية فى عالم شحن «النفط» المليء بالممرات الاخرى، كقناة بنما ومضيق «ملقا» بالقرب من سنغافورة. وتعود أهمية المضيق لكونه الرابط الرئيسى بين احتياطيات النفط الهائلة فى دول الخليج والأسواق المتعطشة للطاقة فى قارة آسيا. ناهيك عن اهميته الجيوسياسية النابعة من موقعه الجغرافى، حيث يفصل بين إيران وسلطنة عمان، اللتين تتقاسمان الرقابة عليه، كما يربط الخليج العربى بخليج عمان وبحر العرب. وهو طريق عبور رئيسى للمياه لكل من الإمارات والكويت وقطر والبحرين والعراق. ورغم ان عرض كل حارة من حارتى الشحن بالمضيق لا يتجاوز الميلين ، مع منطقة عازلة بينهما تبلغ ميلين ايضاً، إلا أن المسار عميق بما يكفى لعبور أكبر ناقلات النفط فى العالم ما جعله معبراً ل 30 إلى 40% من النفط المنقول بحرا على مستوى العالم. وحسب إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن نحو 18.5 مليون برميل نفط مروا عبر المضيق يوميا خلال 2016، اى 30% من النفط المنقول بحريا. ونحو 17.2 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات عبروه يومياً فى 2017، ، وفقاً لشركة «فورتيكسا» للتحليلات النفطية. اما فى النصف الأول من عام 2018، فمرّ عبر المضيق نحو 17.4 مليون برميل يوميا. وللمضيق أهمية خاصة لدول الخليج وكبريات الدول الاسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان. فهو يسهم فى نقل نحو 85% من صادرات النفط الخام الخليجى إلى الأسواق الآسيوية، فيما يتم نقل الباقى إلى دول أوروبية وإلى أمريكا الشمالية. ويمر من خلاله 90٪ من إنتاج المملكة العربية السعودية، وفقًا لشركة Rystad Energy .فى الوقت نفسه، هو طريق هام أيضًا لمرور الغاز الطبيعى السائل من قطر ، أحد أكبر مصدرى الغاز فى العالم. وما يزيد من أهمية المضيق، وفقاً لموقع «فورتشن»، افتقار منطقة الخليج إلى بدائل له. فخطوط الأنابيب المملوكة للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لايمكنها أن تحمل نفس الكمية التى تنقلها ناقلات النفط ، وبينما تمتلك السعودية وإيران موانئ بحرية بديلة ، فإن جيرانها لا يملكون ذلك. نظراً لأهميته، تحّول مضيق هرمز لكارت «استراتيجى» تلوح به ايران كلما اشتد عليها الخناق، حيث سبق وهددت بغلقه اعوام 1988، و2008 و 2012. كذلك كان الممر ساحة «لحرب الناقلات» بين إيران والعراق والتى استمرت من عام 1984 إلى عام 1988، وشهد هجمات متكررة على ناقلات النفط التى تمر خلاله ؛ مثل عملية صلاة السرعوف فى أبريل 1988 ، والتى دمرت فيها البحرية الأمريكية 5 زوارق إيرانية وقتلت 55 بحارا. ومع عودة ايران للتلويح بغلق المضيق فى ازمتها الأخيرة مع امريكا، كنوع من الرد على العقوبات التى فرضتها عليها واشنطن، والتى ادت لخنق اقتصادها، بات السؤال الملحّ هو هل يمكن لايران تنفيذ تهديدها وما الذى يمكن ان يترتب على غلق مضيق هرمز؟ صحيفة «واشنطن بوست» قالت فى تقرير لها أن طهران من الناحية النظرية يمكنها غلق المضيق من خلال نشر سفنها الحربية أو زراعة ألغام يستلزم نزعها شهورا. مشيرة إلى أن عرض الطريق الملاحى فى أضيق نقطة بالمضيق ميلان فقط. كما أشارت الصحيفة إلى احتمال أنه فى حال غلقه ان يتم تحويل مسار بعض شحنات النفط ونقلها عبر خطوط أنابيب تمت توسعتها على خلفية المخاوف من وقوع صدام بين الغرب وإيران، لكن قدرات الأنابيب الاستيعابية تبقى محدودة وهى أكثر تكلفة.