وافقت وزارة الصحة والسكان، على تسجيل وطرح دواء جديد، يدعم جهود أطباء السموم والإدمان في مساعدة المرض على الإقلاع عن تناول المواد المُخدرة دون المرور بأعراض انسحاب المخدرات من دم المريض. قال مدير مركز علاج السموم بمستشفى قصر العيني الفرنساوي د.نبيل عبدالمقصود، إن عقار "بريجابلن 300" قد يساعد المدمن مع أدوية أخرى على تخطي المرحلة الأولى لعلاج الإدمان دون أن يشعر بحجم الآلام التي قد تدفعه للعودة للمخدر مرة أخرى، أثناء فترة الانسحاب. وأضاف "عبدالمقصود"، في كلمته على هامش المؤتمر الصحفي عقد، اليوم الأحد 5 مايو، في أحد فنادق القاهرة، تحت عنوان "الحملة القومية للتوعية وعلاج الإدمان" أن المدمن عندما يتوقف عن الحصول على جرعة المخدر، يشعر بآلام وأعراض انسحابية عنيفة، وإذا نجح الطبيب المعالج في تخفيف الآلام والأعراض الانساحبية عند التوقف عن الجرعة، سينجح في مساعدة المريض على تخطي مرحلة انسحاب المخدر، وهي المرحلة الأولى والمؤلمة في علاج الإدمان "مرحلة الديتوكس"، والتي يليها العلاج النفسي والاجتماعي. وأشار إلى أن التركيز الجديد "بريجابلن 300"، له ميزة جيدة في تقليل عدد الأقراص التي يتناولها المريض نظرا لزيادة التركيز المادة الفعالة في العقار. وشدد "عبدالمقصود" على أن هذا العقار يجب أن يتم استخدامه تحت إشراف طبيب متخصص، ولا يصح مطلقا أن يتناوله المريض من نفسه دون إشراف طبي، لأن الاستخدام العشوائي، يؤدى إلى تعود المريض على العقار وإدمانه، مما يوقع المريض في ورطه أخرى؛ لذلك وجب الاستخدام الرشيد تحت إشراف طبي متخصص حتى يمكن مساعدة المريض على تخطي هذه المرحلة بأقل ألم وخلال أيام. وطالب "عبدالمقصود" أن يتم تحليل المخدرات عن طريق الشعر، ليستوضح منه تناول المخدرات بشكل دائم أو بشكل عرضي غير مقصود، حيث أن الشعر ينمو بمعدل سنتيمتر كل شهر، ولو أخذ شعر 5 سنتيمتر من الجسم يمكن أن يظهر التناول سواء كان بشكل دائم أو عرضي غير مقصود. ومن جانبه، أكد أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية طب جامعة الإسكندرية د.أسامة الخولي، أن العلاج الحديث سيعطي جسم الشخص الذي يقلع عن الإدمان "راحة نفسية"، وتوفر بديلاً آمناً ل"المواد المخدرة"، وهو ما تم إثباته عبر دراسات علمية حديثة، وبذلك سيتمكن الطبيب المُعالج بإيقاف تناول تلك الأدوية، دون أعراض عنيفة مُصاحبة للعلاج، مثلما كان يحدث مع "العلاجات التقليدية". وأضاف "الخولي"، أن الأدوية ذات المادة الفعّالة "بريجابلين 300"، لو استخدمت تحت الإشراف الطبي ستؤدي لنتائج إيجابية للغاية في علاج الإدمان، لكن توجيه الطبيب للشخص متلقى العلاج بها تجعل النتائج شديدة الإيجابية، متوقعاً حدوث طفرة في مؤشرات علاج الإدمان في الفترة المقبلة، نتيجة تلك السياسة العلاجية الجديدة. قال أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بكلية طب جامعة الإسكندرية، إن تناول المواد المخدرة مرة واحدة تجعل احتمالية "الإدمان" تصل إلى 80%، مشيرا إلى أن هناك قرابة 10 مليون مدمن في مصر، والنسبة تصل إلى 22% من المصريين حال إضافة المتعاطين له حتى لو كانوا ب"شكل عرضي". وثمن أستاذ علاج الإدمان، مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للتعامل مع الموظفين لفصل المدمنين، مطالباً بضرورة تشكيل لجنة لتقييم حالات من ثبت إيجابية تناوله للمخدر، للتفرقة بين إذا كان "مدمن" أو "متعاطي بشكل عرضي". وأوضح "الخولي"، أن جسم الإنسان به نسبة مورفين في المخ، وتناول مواد كيميائية يحدث حالة من الاضطراب وعند وقف المخدر تحدث أعراض انسحابية تختلف من شخص إلى أخر، مشيرا إلى أن الأدوية التي تضم مواد فعَّالة "بريجابلين 300"، ستقلل من الأعراض الانسحابية مثل الآلام والأرق، حيث سيتم تحمل أول أسبوعين من الأعراض الانسحابية، ثم سيتم خفض جرعة العلاج بعد ذلك.