بحفاوة بالغة استقبل المثقفون الفرنسيون وأعضاء الجاليات العربية فنون وموسيقي وإبداعات وكتب سلطنة عمان، في فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب في دورته ال 39. ويشهد المعرض طوال أيامه احتفاء كبيرا بالسلطنة باعتبارها ضيف خاص تحل على هذا المعرض بإرث حضاري لدولة تمتد جذورها التاريخية إلى أزمنة موغلة في القدم وذات رصيد معرفي وعلمي كان له تأثيره على شتى نواحي العلوم الإنسانية. ودشنت السلطنة في العاصمة الفرنسية جناحها في المعرض الدولي الذي يستقطب قرابة مليون زائر من فرنسا وأوروبا وعموم العالم في أربعة أيام. وافتتح الجناح الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس وفد السلطنة، ووزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستيير، وثمّن وزير الإعلام استضافة السلطنة «ضيفا خاصا» في معرض باريس ووصفه بالحدث المهم للبلدين، خاصة أنه يضع الثقافة العمانية في المكانة التي تليق بها بين ثقافات الأمم والشعوب، معتبرا أن حضور السلطنة والحضور العربي بشكل عام على مستوى المعارض الدولية يعكس ثقافة الشرق ويوصل رسالة للجميع بما تمتلكه دولنا من مستوى حضاري وقدرة على المساهمة في رفد الثقافة الإنسانية. وأشار الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس وفد السلطنة إلى التنوع الكبير في الكتب المترجمة إلى اللغة الفرنسية إضافة إلى حضور الموسيقى والمسرح والسينما بمشاركة عدد كبير من الكتاب والأدباء من السلطنة. فيما أكد الوزير الفرنسي على أهمية الاحتفاء بالثقافة العمانية في معرض باريس نظرا لما تمثله من انعكاس صادق لثقافة الشرق، وتتويجا للعلاقات التاريخية بين البلدين، مبديا إعجابه بما شاهده من مفردات ثقافية ممثلة في المعرض وكذلك بما سمعه عن حركة النشر والتأليف في عمان الممتدة لعشرات القرون. وعرض الجناح عناوين الكتب العمانية التي تتحدث عن تاريخ السلطنة ومكانتها الحضارية وأخرى تمثل نماذج من إبداع الكتاب والمثقفين العمانيين المترجم بعضها للغتين الإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى نماذج من صور تجسد الملامح الطبيعية والتاريخية العمانية إضافة إلى أعمال تشكيلية كانت ترسم في وقت الافتتاح. وتشارك عدة جهات حكومية وأهلية في المعرض، ولفت ركن السلطنة الذي احتّل مساحة متميزة عند المدخل الأول لمعرض باريس للكتاب أنظار الزوار من العرب والفرنسيين، وأعرب وزراء وساسة فرنسيون عن سعادتهم باختيار عُمان ضيفا خاصا وأعربوا عن تطلعهم لمعرفتها ثقافيا بدرجة أكثر. قدمت الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية في حفل الافتتاح مجموعة من المقطوعات الموسيقية التي أعجبت الحضور ونالت استحسانهم. وتحفل مشاركة السلطنة في هذه الدورة بالعديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تقدم اسم عُمان في المحافل الدولية في مختلف جوانبها الثقافية والحضارية. ويقدم المعرض في جناح السلطنة قائمة حافلة من الفعاليات، إضافة إلى الركن الخاص بتقديم عروض وثائقية عن تاريخ وثقافة السلطنة وركن آخر لاستقبال كبار الزوار من الرسميين والمثقفين. وتشارك في العروض فرقة «أنغام عُمانية» التي تتجه نحو العالمية، حيث تقدم ابداعاتها المعبرة تميز الفنون الوطنية العمانية، كما تشارك الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، حيث ستقدم معزوفاتها الموسيقية في هذا الحدث، إضافة إلى العروض الحية التي ستقدم في الخط العربي والفن التشكيلي وعروض الحرفيات العمانية، وثمّن رواد المعرض مشاركة السلطنة خاصة وأن العلاقات العُمانية الفرنسية ممتدة منذ ثلاثة قرون .