«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار| مدير وكالة الطاقة الذرية: مصر تطبق أعلى معايير الأمان بمحطة الضبعة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 08 - 02 - 2019

أكد «يوكيا أمانو» مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أن مصر تطبق أعلى معايير الأمان فى محطة الضبعة النووية، مشيداً بالإجراءات التى تم تنفيذها فى مشروع المحطة النووية الأولى بالضبعة، فضلاً عن الطريقة التى تدير بها مصر ملف التفاعل الجماهيرى مع المشروعات العملاقة.
وقال «أمانو» فى حوار خاص ل « أخبار اليوم » على هامش زيارته الأخيرة لمصر: لقد زرت موقع مفاعل الضبعة وانبهرت به وهذا المفاعل سيكون عملاقاً وحديثاً مصر لديها خبراء وكوادر مدربة تدريباً جيداً وعلى أعلى مستوى.
وأكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه وجد تعاوناً كبيراً من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعرب عن حرصه على التعاون الكامل مع الوكالة للاستفادة من خبراتها فى مجال تدريب وتأهيل الكوادر العلمية بما يدعم عملية تشغيل وصيانة المحطة النووية.
وأشار إلى أن التعاون بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف يزداد قوة فى الفترة المقبلة، مؤكداً دخول الوكالة حقبة جديدة من التعاون والعمل المشترك مع مصر.
■ زرتم مصر ثلاث مرات، الأولى فى 2009 والثانية فى 2015 والزيارة الحالية فى 2019، وقد التقيت بالرئيس عبد الفتاح السيسى، ما هى الانطباعات التى خرجت بها من الزيارات الثلاث، وما مدى التغيير الذى لمسته ورأيته فى مصر؟
■ بالفعل هذه هى الزيارة الثالثة لى لمصر كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكننى زرت مصر أكثر من مرة كسائح أو زائر عادى، ومصر تعد شريكا مهما جدا بالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهى تحافظ على معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عقود حيث فكرت فى استخدام الطاقة النووية السلمية منذ فترة طويلة، ومصر لديها خبراء وكوادر مدربة تدريبا جيدا وعلى أعلى مستوى، بالاضافة الى وجود مسئولين قادرين على التعامل بشكل جيد مع الملف النووى.
وعندما زرت مصر فى المرة السابقة، تفقدت عددا من المستشفيات والمؤسسات بجانب مباحثاتى مع المسئولين، ولكنى هذه المرة أجد اختلافا كبيرا.. فلقد وجدت تعاونا كبيرا جدا من القيادة السياسية والمسئولين فى مصر وهذا التعاون سوف يزداد قوة فى الفترة المقبلة حيث اننا ندخل حقبة جديدة من التعاون والعمل المشترك، ولقد كلل هذا التعاون الجيد بلقاء مثمر للغاية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أكد لى حرص مصر على تطبيق أعلى المعايير الدولية فى مجال الأمان والأمن النووى فى مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، ولقد أعرب الرئيس لى عن تطلع مصر للتعاون الكامل مع الوكالة للاستفادة من خبراتها فى مجال تدريب وتأهيل الكوادر، بما يدعم عملية تشغيل وصيانة المحطة النووية.
«حقبة جديدة»
■ هناك تعاونا مهما ووثيقا بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أي مدى سيكون هذا التعاون، وماذا ستقدم الوكالة لمصر فى الفترة القادمة؟
■ هذه الزيارة فى منتهى الاهمية بالنسبة لى، ففى الماضى كان هناك تعاون بيننا فى مجالات عدة، ولكن الآن اصبح هناك تركيز على الطاقة النووية واستخداماتها السلمية، وهو ما تم التركيز عليه خلال هذه الزيارة، فمصر الآن تدخل حقبة جديدة ونقوم بتزويدها الترخيص من أجل بناء مفاعلاتها النووية، وهى زيارة مهمة لتقييم المنشآت والمواقع التى ستقوم مصر ببناء مفاعلاتها فيها والبنية التحتية النووية، فهذا بعد مختلف تماما عن السابق.
وأعتقد أن هناك تعاونا جيدا مع مصر فى هذا المجال، ونحن نقدر هذا التعاون من أجل اكتمال الهدف الذى تسعون إليه، وأود أن أشيد برغبة مصر فى استضافة المؤتمر الوزارى الدولى للطاقة النووية فى نوفمبر ٢٠٢١، حيث تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعقد المؤتمر الوزارى الدولى للطاقة النووية كل أربع سنوات فى إحدى دول العالم، وتشارك مصر بصفة دائمة بوفود رفيعة المستوى فى هذه المؤتمرات، وهذا يدل على حرص مصر على الدخول بقوة فى هذا المجال ونحن ندعمها بقوة. فمصر تدرك أنه من خلال هذا المؤتمر يمكن للمشاركين إجراء حوار رفيع المستوى عن دور القوى النووية فى تلبية الطلب على الطاقة فى المستقبل، بما يسهم فى التنمية المستدامة ويخفف من حدة تغير المناخ، فضلا عن مناقشة وتبادل الآراء حول القضايا الأساسية ذات الدور الرئيسى فى تطوير القوى النووية.
■ منع انتشار الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط مسألة مهمة وأنت تعلم أن مصر تسعى جاهدة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط منها، كيف تساعد الوكالة مصر فى هذه الجهود؟
■ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعم فكرة أن تكون منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية وأنا على المستوى الشخصى أدعم هذه الفكرة، ونقدر الجهود المصرية فى هذا المجال، ولكن كما تعلمون أننا منظمة تقنية ولسنا منظمة سياسية، وعلى الرغم من ذلك نحن سنكون سعداء جدا أن يحدث هذا، ولذلك نحن نقدم المشورة والاطلاع الواسع والتوضيحات لكل الدول التى تهتم بهذه القضية.
«جهود مصرية مقدرة»
■ كيف تقيمون دور مصر فى الحد من الانتشار النووي؟
■ أود أن أشيد بالدور المصرى الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية فى مجال منع الانتشار النووى، الى جانب نشر الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية على حد سواء، وكذلك دورها فى إطار عملية صنع القرار بالوكالة الدولية للطاقة الذرية كإحدى الدول المؤسسة لها، وقد تحدث معى الرئيس السيسى عن تطلع مصر لبذل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزيداً من الجهد لدعم مساعى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط بما يسهم فى تعزيز استقرار وأمن المنطقة.
والحقيقة اننى مهتم للغاية بتعظيم التشاور والتنسيق مع مصر للترويج لجهود وأنشطة الوكالة فى إفريقيا لا سيما فى ظل الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقى خلال العام الجارى.
■ تتولى مصر غداً رئاسة الاتحاد الأفريقى.. كيف ترونا الدور المصرى فى دعم جهود الوكالة بافريقيا ونشر ثقافة الاستخدام السلمى للطاقة الذرية داخل القارة السمراء؟
■ فى الحقيقة مصر لا تدخر جهدها لإتاحة مرافق أبحاثها النووية لتدريب الكوادر البشرية العربية والافريقية وتقديم خبراتها فى المجال النووى، ولا سيما فى إطار اتفاق «الأفرا» الذى تترأسه مصر حاليا «وهى اتفاقية بين الحكومات الافريقية لتحقيق التعاون والتكامل على مستوى القارة لتطوير وتطبيق التكنولوجيا النووية من أجل السلام» ولقد رأيت أشخاصاً قادمين من السودان ومن دول افريقية اخرى تابعين للاتحاد الافريقى تعطون لهم الخبرات ويتشاركون الاهتمامات والخبرات التى تقدمونها لهم وهو شئ جيد بالفعل، فبدون نقل الخبرات العلمية والسلمية فى المجال النووى لن يكون هناك مجال لتقدم الدول ودعم اقتصادها واحتياجاتها ومتطلباتها، ولذلك نحن نثنى على هذه الخطوة الجيدة ونقدرها لما تقومون به من جهود تساعدون بها الدول الأخرى.
«مشروع الضبعة العملاق»
■ تحدثت عن مفاعل الضبعة والتعاون بين مصر والوكالة لبناء هذا المفاعل.. كيف ترون الجهود المصرية لإتمام هذا المشروع العملاق؟
■ منذ أن قررت مصر انشاء مفاعل الضبعة السلمى فإننا أكدنا ان هذا من حقها كدولة لها سيادة، فنحن لا نتدخل فى القرارات السياسية للدول، فانتم تقررون تماما ماذا تريدون لأنفسكم، مثل كل الدول التى ترغب فى إقامة مشروعات كبرى فى مجال الطاقة النووية السلمية، ونحن نضمن التطبيق والالتزام بالمعايير التى تضعها الوكالة. فمثل هذه المشروعات ضخمة يستمر بناؤها سنوات والفائدة التى تعود منها على الشعب تكون كبيرة وتستمر لاجيال عديدة، ولذلك من المهم جدا الاعداد والإنجاز والتطبيق والتشغيل الجيد لمثل هذه المشروعات.
■ ما هى المساعدات التى يمكن أن تقدمها الوكالة لإنجاز مشروع مفاعل الضبعة؟
■ نحن نعمل معكم خطوة بخطوة حتى يكتمل المشروع فى الضبعة على أكمل وجه ممكن، ولقد زرت مفاعل الضبعة وانبهرت به فى الحقيقة، فهو مفاعل سيكون عملاقا وحديثا ونحن نثنى على الإجراءات التى تم تنفيذها فى برامج تنفيذ مشروع المحطة النووية الأولى بالضبعة، كما نثنى أيضاً على الطريقة التى تتم بها إدارة ملف التقبل الجماهيرى لمثل هذه المشروعات العملاقة.
والوكالة الدولية للطاقة الذرية تأخذ على عاتقها مساعدة الدول التى ترغب فى التوسع لعمل المشروعات التى تستخدم فيها الطاقة النووية للأغراض السلمية، فلدينا برنامج له معايير ومقاييس محددة ونزود الدول بالبعثات والخبراء إذا طلبوا منا ذلك، ونتعهد بتقديم أفضل الخبراء لدينا ونعمل معا خطوة بخطوة حتى يتم تحقيق واكتمال المشروعات على أكمل وجه.
«توقيت جيد جداً»
■ هل ترى أن مصر تأخرت فى الدخول إلى عالم المفاعلات النووية؟
■ بالعكس فهذا توقيت جيد جدا بالنسبة لمصر للدخول الى عالم المفاعلات النووية، فهناك دعم قوى من القيادة السياسية، والشعب والمجتمع المدنى والرأى العام ومن خبراء التكنولوجيا والطاقة، ولذلك فإننى لا أعتقد على الاطلاق ان مصر تأخرت فى هذا المجال، ولكننى أرى ان مصر رأت انها محتاجة أن تكون مستعدة للدخول فى هذا المجال، كما أننى أرى ان مصر تريد إعداد نفسها جيدا للدخول فى هذا المجال القوى، ولذلك كان هناك تواصل وتعاون جيد وطويل بين مصر والوكالة فى هذا المجال.
■ قمت بزيارة مفاعل إنشاص للأبحاث.. ماذا كان انطباعك عن هذا المفاعل وماذا لاحظت هناك؟
■ انبهرت به للغاية، فهو مفاعل جيد وفى منتهى القوة، وقد لاحظت انه سوف يستخدم فى الأبحاث وإنتاج الأدوية وتدريب العلماء والخبراء من الشباب فى العديد من المجالات السلمية التى يمكن ان تفيد البلاد. وما أعجبنى بالفعل وأثار انبهارى بشكل كبير هو أننى وجدت أنكم شعب بارع ومتفان فى العمل ومؤهلون لاستقبال مثل هذه المشروعات الكبرى فى مجال الطاقة النووية السلمية.
■ منذ سنوات قليلة كانت مصر تعانى من أزمات خانقة فى مجال الطاقة الكهربائية نجحت فى التغلب عليها بصورة أثارت إعجاب العالم.. فما تقييمكم للتقدم الذى أحرزته مصر فى مجال الطاقة؟
■ نحن نعلم أن مصر تواصل جهودها لتحقيق فائض فى مجال الطاقة والكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتى بل وتصديرها إلى الخارج بالاضافة إلى تنفيذ برنامجها النووى السلمى لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة، وأصبحت مصر الآن متقدمة فى مجال الكهرباء، فالقيادة السياسية فى مصر تدعم هذا المجال بقوة، وقد التقيت بوزير الكهرباء عدة مرات فى مصر وفى العاصمة النمساوية فيينا، فهو شخص اعرفه جيدا وأقدره واحترمه، ولقد أجرينا محادثات مهمة للغاية حول الطاقة والكهرباء ودور وزارة الكهرباء المصرية فى توفير الطاقة للشعب المصرى، ونحن نعلم أن مصر تواصل جهودها الدءوبة لتنفيذ برنامجها النووى السلمى لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة. ولقد استعرضنا التعاون القائم بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ففى مشروع المحطة النووية بالضبعة تم التنسيق مع الوكالة فى كافة مراحل إنشاء المحطة النووية لتوليد الكهرباء بقدرة 4٬8 جيجاوات، ويتم الآن الإعداد لزيارة بعثة من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة البنية التحتية النووية المتكاملة (INIR) لدعم مصر فى تقييم وضع بنيتها التحتية للطاقة النووية، كما أعدت مصر تقرير تقييم ذاتى أولى وقدمته إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولقد بحثنا معاً التعاون حول توفير الكهرباء بتفاصيل أكبر من خلال الطاقة النووية وما يمكن ان يعود على مصر من تقدم فى هذا المجال، وناقشنا الخطوات التنفيذية المقبلة وكيف يمكن أن نسير على المسار الصحيح فى هذا المجال، والوكالة الدولية للطاقة الذرية تقف الى جانب مصر فى هذا الاتجاه وتتطلع الى تقوية التعاون مع وزارة الكهرباء المصرية لامدادها بكل ما تحتاجه من أجل اكمال مشروعها فى مجال الطاقة. كما تناولنا التعاون الوثيق بين وزارة الكهرباء ووزارة البيئة لتطبيق أعلى معايير الأمان للحفاظ على البيئة بتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المختلفة. ولقد تحدثنا ايضا حول رغبة مصر فى زيادة حجم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاستفادة مما لديها من خبرات فى مجال تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، وتنظيم ندوات وورش عمل إقليمية فى مصر للمتدربين من كافة الدول النامية.
«أمر لا يخصنا»
■ انسحبت الولايات المتحدة مؤخرا من معاهدة الصواريخ النووية مع روسيا، كيف ترى مستقبل السلام النووى فى العالم بشكل عام وبين الدولتين العظمتين بشكل خاص فى ظل هذا الانسحاب؟
■ هذا شأن يخص الدولتين، ودورنا هو تقديم الايضاحات والمشورات ونقدم كل الدعم فى مجال الاستخدمات السلمية للطاقة النووية وتقديم المشورة للدول التى ترغب بذلك.
أما بخصوص الأمن النووى فى العالم فإننى أرى أنه مسئولية كل الدول، ونحن لا ندير ذلك، بل إننا نساعد الدول فى دعم وتعزيز أمنها إذا طلب منا ذلك. وهذا ما نفعله بالضبط مع مصر، فنحن نعلم أنها دولة جادة جدا حول مسألة الأمن النووى ونحن نعمل معا فى هذه المجال.
■ ما مدى تقييمك لخطورة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وهل ترى أن طهران ملتزمة بمعايير مراقبة أنشطتها النووية؟
■ المسألة الإيرانية لها تاريخ طويل، فلقد وقعت الدول الكبرى (5+1)، وهى الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة الى المانيا، مع إيران فى 14 يوليو 2015 فى فيينا، على اتفاق أطلق عليه خطة العمل المشتركة الشاملة «Joint Comprehensive Plan of Action» أو ما يعرف ب «JCPOA»، وهو الاتفاق الذى يحدد مسار البرنامج النووى الإيرانى الذى سيكون تحت رقابة صارمة يضمن ابتعاده عن الطابع العسكرى، والدخول للمواقع النووية الايرانية، بينما يتم رفع العقوبات الدولية على طهران.. وهدفنا هو مراقبة وتوضيح تطبيق هذه الاتفاقية والتزام إيران النووى. وأقول أن إيران كانت ملتزمة بتطبيق المعايير حسب الاتفاق الإطارى. والولايات المتحدة دولة كبيرة ومحورية فى خطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران، وكانت أحد أطراف الاتفاق الذى تم فى 2015، ولقد انسحبت من هذه الاتفاقية وهى ترى ما هو الأفضل لها، ونحن لا نقول لدولة كبيرة مثل الولايات المتحدة كيف تتصرف أو تفعل، ومهمتنا هى مراقبة تنفيذ الاتفاق من قبل إيران ومدى تنفيذها وإلتزامها لبنود الإتفاق.
■ متى فى اعتقادك يمكن أن تنضم إسرائيل الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية؟
■ نحن منظمة تقنية ولسنا منظمة سياسية، وهذا السؤال تجيب عنه إسرائيل ولسنا نحن المخولين للإجابة عنه، ولست مفوضا للحديث بالنيابة عن إسرائيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.