"طلقة واحدة منها تكفي لتدمير دولة بأكملها، بما في ذلك دولة بحجم الولاياتالمتحدة"، هكذا تقول موسكو على الغواصة المدمرة "بوريي"، التي باتت تشكل قوة الثالوث العسكري الروسي. ويقول الخبير العسكري الروسي أندريه كوليادين، وهو الرئيس السابق لقسم السياسة المحلية في الكرملين، إن الغواصة الجديدة "بوريي" التي تخرج من تحت الغطاء الجليدي والقادرة على البقاء في القاع مدة 600 يوم من دون تحرك والتي لا يمكن تتبعها، تطلق طلقة واحدة فقط قادرة على محو أي دولة من على وجه الأرض، مشيرًا إلى أن هذه الغواصة أحد الأدوات الممكنة للعقاب الحتمي التي ستستخدمها روسيا ضد أي عدوان ضدها. لفت أندريه كوليادين الانتباه إلى أن أنه حتى في حال تطور للأحداث ستتمكن روسيا من حماية نفسها من أي سلاحٍ، مؤكدًا أيضًا أن هذا سيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة للولايات المتحدة، حسب قوله. وتمثل الغواصات النووية أحد أذرع الردع النووي التي تمتلكها روسيا، لكن هذا الجيل من الغواصات المسمى "بوري"، سيكون أكثر فتكًا في العالم، حيث يستطيع إطلاق 20 صاروخًا نوويًا في آن واحد، حسبما ذكرت صحيفة ديلي ميل "البريطانية". ويأتي الإعلان عن الغواصة الروسية في هذا التوقيت بالتحديد بعد أيامٍ قليلةٍ من فشل اجتماعٍ روسي أمريكيٍ لإنقاذ معاهدةٍ نووية يرجع تاريخها للحقبة السوفيتية، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن الانسحاب منها في أكتوبر الماضي. معاهدة القوات النووية المتوسطة ووقعت الولاياتالمتحدة (إبان حقبة الرئيس التاسع والثلاثين رونالد ريجان) مع الاتحاد السوفيتي (إبان حكم الزعيم السوفيتي ميخائيل جرباتشوف) اتفاقًا للحد من انتشار الصواريخ متوسطة المدى والقصيرة أيضًا عام 1987. وأرجع ترامب سبب قراره بالانسحاب من الاتفاق إلى ما اعتبره انتهاكًا روسيًا لبنود المعاهدة، وهو ما تنفيه موسكو، لتصبح بذلك معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى "معاهدة القوات النووية المتوسطة"، على المحك، وفي طريقها للانهيار بعد صمودها لأكثر من 3 عقود. ومن هنا، باتت روسيا تعبئ نفسها عسكريًا لمواجهة كافة الاحتمالات الممكنة في ظل صراعها السياسي مع الولاياتالمتحدة، الذي دخل أجواء تشبه التي كانت عليها العلاقات بين البلدين إبان الحرب الباردة.