خلف بوابة «العيب» صارت غرف النوم سجنًا للنساء ما بين برودٍ جنسي «صامت» من الزوجة يحفظه الزوج عن ظهر قلب، زوجات كُثر لا تنطلق ألسنتهن سوى داخل المحاكم تنتهي جميعها إلى طريقين أحلاهما «مُر»، حين ينتهي بطلاق هادئ لا يعرف طريقًا للفضائح. «برود جنسي» ربما أزمة أو مرض محظور على صاحبته الإفصاح عنه؛ لكن مع خروجه من خنادقه بالمنازل إلى العلن، أصبح الصدام حتميًا والخيار المطروح إما الاستماع إلى احتياجات الزوجة الجنسية، وطلب تحسينها، أو تصنيفها على أنها «رفاهية» لن يستمع لها الزوج.
خرس زوجي
قصص الزوجات داخل عيادات الأطباء النفسية أو غرف «الشات النسائية»، أصبحت واقع متزايد، والكلمة التي لا يتجاهلها الزوج تجد صدى عند آلاف السيدات، اللاتي جمعتهن جروبات أو عيادات المعاناة من ضعف الرغبة الجنسية مع أزواجهن، في أزمة أضحت خليجًا آخذا في الاتساع قد يصل بهن مع شركائهن إلى حد «الخرس الزوجي»، ومعها تكون الحياة الزوجية في خطر تنتهي في معظم الأحوال إلى طلب الانفصال.
أقرأ حكاية أخرى| «صلع» المصريات.. احذرن «البروتين» فيه نصب قاتل
وأمام ذلك، تلجأ بعض الزوجات إلى التحايل على أزمة «الضعف»، عبر طرق سرية وغير رسمية؛ لتحسين قدراتهن الجنسية، حتى وإن كانت «الحدوتة» وهمًا معلنًا، وذلك بشراء منشطات مهربة، مثل «اللبان المنشط، والفلاي نسكافيه، ومناديل البلاي بوي، وبودرة الإثارة، ومسحوق الفراشة».
أول دواء رسمي
ربما تكون وزارة الصحة تأخرت قليلا لكنها جاءت بحل دخلت به على خط الأزمة، فبحسب إحدى شركات الأدوية العاملة في السوق المحلية، وافقت الوزارة على إطلاق «الفياجرا النسائية»، كأول دواء لضعف الرغبة الجنسية عند السيدات بعد إعلان إحدى الدراسات أن السبب الأكبر للطلاق في مصر هو تردي العلاقة الحميمة بين الزوجين.
«الحبة الروز»
قبل 3 سنوات، باتت الصيدليات في مصر مدججة بعلاج لضعف الرغبة الجنسية لدى السيدات، ثم بدأ الترويج لها بالصيدليات رسميًا، منذ الشهر الماضي، والتي تستخدم «100 مليجرام»، قبل انقطاع الطمث لعلاج اضطراب الرغبة الجنسية المكتسبة.
أقرأ حكاية أخرى| المكياج المغشوش.. «مش كله بيطلع في الغسيل»
«الحبة الروز» تستخدم في علاج ضعف الرغبة التي لا تتصل بأسباب طبية أو نفسية أو الآثار الجانبية لأدوية أخرى، ولا تستخدم بعد الطمث أو لتعزيز الأداء الجنسي، وتؤخذ قبل النوم لأن عمل العقار وقت الاستيقاظ يزيد من مخاطر ضغط الدم والإغماء والإصابات المفاجأة والاكتئاب العصبي المركزي.
علاج الاكتئاب
في الماضي، كانت «الحبة الروز» تستخدم كدواء مضاد للاكتئاب؛ لكن عقار «فليبانسرين» وهو المكون الأساسي فيها اكتشفه أطباء أنه يتسبب في زيادة الرغبة الجنسية لدى المرأة، وهو العرض الجانبي الذي تم اكتشافه بالصدفة عند تجربته على بعض السيدات في أمريكا.
هرمون السعادة والمزاج
الاختلاف بين الفياجرا النسائية ومثيلتها المخصصة للرجال «الحبة الزرقاء»؛ أن الأخيرة تعمل على الجانب المادي، فتحفز تدفق الدم لتزيد الرجل حيوية؛ لكن «الروز» تعمل على التأثير على العقل، فتغير «كيميا المخ»، وتحفز إفراز مادتي السيروتونين والدوبامين، اللتين تجعلان المرأة تشعر بالسعادة، ما يؤدي إلى تحسن الحالة المزاجية لديها على اعتبار أن نفسية المرأة عامل أساسي في زيادة أو نقصان رغبتها الجنسية.
ومنذ أعوام، تم الإعلان عن هذا المنتج للنساء؛ لكن آثارًا جانبية مثل الغثيان، وانخفاض ضغط الدم، والإغماء، إذا ما صاحبه شرب للمواد الكحولية أو إدمان على المخدرات أو استخدام حبوب منع الحمل؛ أوقفت فكرة انتشاره بأسواق الدواء، وها هي الكَرة تعود من جديد، لتتجدد المخاوف، في مقابل مطالبات لراغبات الفكرة بأن يكون الأمر مراقبًا بشدة من قبل وزارة الصحة، مع ضرورة التنبيه على آثاره الجانبية.
وبحسب طبيب صيدلي، رفض ذكر اسمه، قال: «إنه حال طرح تلك الحبات الوردية، من المتوقع أن ترتفع مبيعاتها إلى حد كبير، لأنه قبل الإعلان عنها رسميا، كانت تباع في الصيدلية منشطات مشابهة للسيدات غير مرخصة مثل اللبان الجنسي، والقهوة الجنسية أو الفلاي نسكافيه، ومناديل البلاي بوي، وبودرة الإثارة، ومسحوق الفراشة».
فوائد وأضرار
الطبيب الصيدلي عدد، فوائد الحبة الوردية بأنها تحقق توازن في هرمونات المرأة مما يزيد من رغبتها الجنسية، فضلا عن كونها تتسبب في زيادة إفرازها للسوائل الحميمة، كما أنها تحسن مزاج المرأة، فيجعلها تتجاوز أعراض الفتور الجنسي لدى بعض السيدات.
أقرأ حكاية أخرى| زواج الفراعنة.. المرأة تخطب الرجل و«الشقة من حق الزوجة»
الطبيب الصيدلي تحدث عن أن طرح الحبة الوردية في الصيدليات يفتح مجالا لمخاوف سابقة من مدى فاعليتها، في مقابل أعراضه الجانبية؛ الأمر الذي يرتبط بضرورة معرفة مكوناتها ومدى تأثيرها الحقيقي على رغبة المرأة الجنسية، فضلا عن أنه بمجرد طرح الفياجرا النسائية في سوق الدواء، ستتصارع شركات الأدوية فيما بينها ليكون لكل منها السبق في الهيمنة على سوق جديد من المتوقع أن يجذب الكثيرات إليه.
ممكن تجربيها؟
«سعاد.ح - امرأة ثلاثينية»، تحدثت عن إمكانية تجريبها الحبة الوردية، قائلة: «إنها تفضل تجربة هذه الحبة، لأنها بالفعل تعاني من فتور العلاقة الحميمة مع زوجها، وأن الأمر قد يكون حلا لمشاكل تواجهها بعض الزوجات مع أزواجهن وخاصة من يعانون من سرعة القذف».
أقرأ حكاية أخرى| شعر ذقن وصوت ذكوري.. منشطات النساء «100% رجولة»
«سعاد» قالت أيضا «إنه من الممكن أن تكون الحبة الوردية محفزا للسيدات اللائي تجاوزن الخمسين وانقطع عنهن الطمث، أو من يعانين من البرود الجنسي، فتكون فترة تزامن العلاقة الحميمة مرضية للطرفين».
«هالة. م» سيدة في الأربعين من عمرها، أعربت عن تخوفها من تسبب الحبة الوردية في زيادة استمرار رغبتها الجنسية، وبالتالي إدمانها على شرائها دائمًا، وهو ما لا تعلم تأثيره في المقابل على رغبة زوجها، في زيادة عدد مرات العلاقة الحميمة؛ قائلة: «أُفضل أن تكون العلاقة طبيعية بحلوها ومرها بدون إضافات، لأني هبقى حاسة إني عاملة دماغ».