أكدت وزيرة الصحة والسكان د.هالة زايد، اليوم الخميس، اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية التي من شأنها حماية البلاد من أي تهديدات وبائية، وخاصة في ما يخص الكوليرا التي تهدد دول شمال غرب أفريقيا. وبدوره، كشف رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان الدكتور علاء عيد، ل«بوابة أخبار اليوم»، الإجراءات التي تتخذها الوزارة ممثلة في قطاع الطب الوقائي، من خلال الإدارة العامة للحجر الصحي.
إجراءات الحجر الصحي بمصر
وأوضح الدكتور عيد، أن الإدارة العامة للحجر الصحي تتابع الموقف الوبائي العالمي عبر المواقع الإليكترونية ذات الصلة بشكل دوري، والتي تقوم بإدراج الدول التي بها تفشي وبائي بأي مرض فور إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي وبائي، وهو ما حدث مع مرض الكوليرا مؤخرا.
وأضاف أن أقسام الحجر الصحي تقوم بتشديد إجراءات الرقابة الصحية حيال الركاب القادمين في منافذ دخول البلاد والتي تشمل المطارات، والموانئ البحرية، والموانئ البرية، علاوة على تقديم النصائح والإرشادات الصحية والإجراءات الوقائية التي يجب إتباعها عند السفر إلى الدول الموبوءة بالمرض.
إجراءات وقائية مع القادمين من الدول الموبوءة وأشار رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، إلى أن الدول التي حدث بها تفشيات وبائية للكوليرا في الوقت الحالي، تبلغ 18 دولة وتشمل السودان، وجنوب السودان، واليمن، ونيجريا، وكينيا، وانجولا، وتنزانيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوروندي، وإثيوبيا، والصومال، وتشاد، وزامبيا، وأوغندا، وملاوي، وموزمبيق، وناميبيا، والجزائر.
وقال د.علاء عيد إن إدارة الحجر الصحي تتخذ عدة إجراءات حيال القادمين من الدول الموبوءة، تبدأ بمناظرة جميع الركاب القادمين، وأطقم وسائل النقل على جميع الرحلات الأساسية أو الخاصة أو رحلات البضائع، وتحويل الحالات المشتبه بها إلى مستشفى الحميات لتقييم الحالات وتقديم العلاج المناسب .
وتابع أن إدارة الحجر الصحي تقوم بتحرير كروت الصحة العامة "المراقبة الصحية" لكل راكب على حدة، وتسجيلها بقاعدة البيانات لاستكمال إجراءات المتابعة الصحية، إلى جانب توزيع كروت الإرشادات والمطويات الصحية على الركاب.
واستطرد «عيد» أن أقسام الحجر الصحي تقوم بإبلاغ بيانات القادمين من الدول المصابة بالكوليرا إلى مديريات الشئون الصحية بالمحافظات المختلفة لمتابعتهم طوال الفترة المعروفة لحضانة المرض؛ للتأكد من عدم ظهور أي أعراض مرضية عليهم أو تحويل المصابين الذين تظهر عليهم الأعراض إلى المستشفيات المعينة للعلاج.
وشدد د.علاء عيد على أن الحجر الصحي، يمنح إذن إفراج لاستلام الجثامين القادمة من الدول الموبوءة بالمرض وترسل برقية لمكتب الصحة التابع له مكان الإقامة للدفن الصحي بالمكان الذي تحدده السلطة الصحية المختصة مع أخذ الاحتياطات الوقائية وإتباع التعليمات الوقائية عند الدفن بعد إصدار تصريح بالدفن من مكتب الصحة، طبقا لما ورد بالاتفاقية الدولية الخاصة بنقل الرفات الموقعة ببرلين في 10 فبراير 1937 .
محاذير
ونوه رئيس قطاع الطب الوقائي، إلى أن إدارة الحجر الصحي تقوم بإعدام المأكولات والمشروبات ما لم تكن محفوظة في عبوات ومختومة ومحكمة ولا يشك في تلوثها، علاوة على تطهير وسائل النقل حال وجود حالة مشتبه بها.
وأضاف أن الإجراءات تشمل منع تفريغ أي أسماك صدفية قادمة من البلاد الموبوءة بالمرض ما لم تكن مصحوبة بشهادة تدل على أنها خالية من الكوليرا .
مرض الكوليرا
وأوضح رئيس قطاع الطب الوقائي د.علاء عيد، أن الكوليرا هي عدوى بكتيرية حادة تسبب الإسهال وقادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُرِك من دون علاج، مضيفا أن معدل الوفاة قد يصل إلى نسبة 50 % في الحالات التي لا يتم علاجها، أما مع العلاج الصحيح فيكون المعدل أقل من 1 %.
وقال إن الكوليرا انتشرت خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند، وحدث بعد ذلك 6 تفشيات من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر عبر جميع القارات، ما دعا الدول إلى إنشاء منظمة تكون مسئولة عن البرامج الصحية في العالم لتوحيد معايير الاشتباه وطرق مكافحة تلك الأمراض التي قد تسبب تفشيات عالمية وهو ما يعرف حاليا باللوائح الصحية الدولية التي صدرت عن منظمة الصحة العالمية.
وأشار عيد إلى أن الجائحة السابعة والأخيرة اندلعت في جنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ومن ثم إلى الأمريكتين في عام 1991، مضيفا أن الكوليرا مازالت للآن في العديد من البلدان ولكن ليس بالقدر الذي يسبب تفشيات دولية.
وكشف رئيس قطاع الطب الوقائي د.علاء عيد، أن مصر لم تسجل حالة كوليرا واحدة منذ 20 عاما، بعدما شهدت وباء شديدا أودى بحياة الآلاف في عام 1947 .
ولفت إلى أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا في العالم يقدر بنحو 3 إلى 5 مليون حالة سنوياً، بينما تتراوح حالات الوفيات بسبب المرض ما بين 100 إلى120 ألف حالة سنوياً بنسبة 2.75% من إجمالي الإصابات، مشيرا إلى أن فترة الحضانة القصيرة "ساعتان إلى 5 أيام" تعتبر سبباً في حدوث جائحات واسعة للمرض.
أعراض المرض وعن أعراض مرض الكوليرا، قال عيد إن المصاب يعانى من إسهال مائي حاد مشابه لماء الأرز وغير مصحوب بألم في البطن، ولكنه قد يكون مصحوباً بقيء؛ مما يؤدي إلى الجفاف بسبب فقدان سوائل وأملاح الجسم.
طريقة انتقال العدوى
وأوضح رئيس قطاع الطب الوقائي إلى أن الميكروب ينتقل عن طريق الماء أو الطعام الملوث ببراز أو قيء المرضى، وبدرجة أقل ببراز حامل الميكروب، من خلال الأيدي الملوثة، كما ينتقل عن طريق تناول الأطعمة البحرية النيئة أو غير المطهية جيداً والمأخوذة من المياه الساحلية ومصبات الأنهار.
إجراءات مطلوبة
ونصح رئيس قطاع الطب الوقائي د.علاء عيد، المقيمين في الدول الموبوءة بالحفاظ على النظافة الشخصية "غسيل الأيدي قبل وبعد تناول الطعام"، وفصل الطعام النيئ عن الطعام المطبوخ، وحفظ الطعام في درجة حرارة مأمونة، واختيار المياه والأغذية المأمونة.