دفعت الإجراءات المشددة التي شرعت الأجهزة بمصر في اتخاذها؛ لمواجهة مرض الكوليرا، المنتشر بشكل فج في دولتي اليمن والسودان، للتكهن بأن المرض أصبح يطرق أبواب القاهرة، ما أثار تساؤلات بشأن الإجراءات التي يمكن أن تعتمد عليها الأجهزة؛ لمنع تسلل المرض لمصر. وبدأت السلطات المصرية، خلال الأيام القليلة الماضية، في اتخاذ تدابير احترازية مشددة، لمنع تسرب مرض الكوليرا للقاهرة، حيث قامت سلطات مطار القاهرة، بتشديد الفحص الطبي على الركاب القادمين من السودان، لا سيما بعد أن انتشرت أنباء عن تسلل المرض لجنوب السودان، وظهور إصابات هناك. بينما قالت وزارة الصحة، في بيان لها، إن الركاب القادمين والعائدين من اليمن سوف يخضعون لفحص دقيق؛ لضمان عدم حملهم للمرض، مؤكدة أنه من المقرر تشديد إجراءات الفحص في المطارات والموانئ، فضلًا عن الدفع بعدد من الأطباء المتخصصين في الكشف عن الأمراض الوبائية بالمطار . وقال مدير إدارة الحجر الصحي الدكتور مدحت قنديل، في تصريحات صحفية له، إنه تم تشديد الرقابة الصحية على الركاب القادمين من السودان ومناظرتهم طبيا من خلال عدد من الأطباء والمراقبين الصحيين والممرضين، الذين انتشروا داخل صالات الوصول لاستقبال الرحلات القادمة من السودان. وأوضح أنه تم التنسيق مع شركات الطيران العاملة في المطار، بضرورة متابعة الحالة الصحية للركاب أثناء الرحلات، وأن على طاقم الطائرة إبلاغ سلطات الحجر الصحي في حالة اشتباه أطقم الضيافة في أي أعراض لدى أي راكب. وتابع قنديل: "سيتم عزل أية حالات تظهر عليها أعراض وباء الكوليرا ونقلها إلى مستشفى الحميات في العباسية، حيث تمت مضاعفة عدد الأطباء والمراقبين الصحيين في صالات الوصول؛ لمتابعة الطائرات وفحص الركاب القادمين من المناطق الموبوءة ومناظرة الركاب للتأكد من عدم إصابتهم بوباء الكوليرا". وفي هذا الإطار، قال الدكتور محمد جنيدي، مدير الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المُعدية، إن وزارة الصحة، وضعت خطة محكمة لمواجهة مرض الكوليرا ومنع تسلله لمصر. وخلال تصريحه ل"المصريون"، أكد أنه حتى هذه اللحظة لم تظهر حالات مصرية أصيبت بهذا الداء، مشيرا إلى أن المنظمات العالمية لم توص بمنع دخول مواطني الدولة المنتشر بها ذلك المرض من الدخول للدول الأخرى. وأضاف أن الوزارة تجري فحصًا مكثفًا في المطارات والمنافذ، للمواطنين القادمين من اليمن والسودان، والمنتشر بهما ذلك الداء، وذلك للتأكد من عدم وجود حالات مصابة. ولفت مدير الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المُعدية، إلى أن الوزارة تعد قائمة بأسماء الأفراد القادمين من الخارج، وتقوم بتسليمها للفريق الطبي بالمحافظات التي سيقيمون بها، لمتابعتهم وللتأكد من سلامتهم. وتابع: "الوزارة أيضا تؤكد على فحص عينات من المياه بكل المحافظات للتثبت من نظافتها، حفاظا على المواطنين". أما سامي المشد، عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، طالب وزارة الصحة والأجهزة المختصة، باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجهة مرض الكوليرا، ومنع تسربه داخل مصر. وخلال تصريحه ل"المصريون"، أوضح المشد، أن المرض يمكن أن ينتقل بسهولة عن طريق القادمين من الخارج، مشيرًا إلى أن الدولة عليها تشديد الفحص على جميع القادمين من الخارج، لا سيما من الدولة المنتشر بها المرض. وأضاف عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، أن وزارة الصحة أعلنت، خطة وقائية لمواجهة المرض، لافتا إلى أنها عليها تكثيف جهودها على جميع المنافذ والموانئ والمطارات؛ حتى يتم منع تسلل المرض. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدد الوفيات بسبب تفشي الكوليرا في اليمن، ارتفع إلى 1500 شخص، مطالبة تقديم مزيد من المساعدات للقضاء على الوباء.